رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا تتبرعوا لأحمد زويل.. ولو بجنيه!


"ركب أحد المواطنين الأتوبيس، وأخذ ينادى: "يا حضرات تبرعوا لبناء مسجد نفق شبرا.. تبرعوا لبناء نفق شبرا "! وطبيعى أخذ يلح في النداء وتأكيد أهمية هذا التبرع لبناء هذا العمل الإيمانى والرائع وأنه صدقة جارية..! وأخذ بعض الركاب نزولا للإلحاح بالتبرع والتعاطف مع المواطن من أجل بناء مستشفى نفق شبرا.

ولكن في نهاية الرحلة اكتشف هذا المواطن صاحب دعوة الخير أن ما جمعه كثير وأن الركاب ناس طيبون ولم يبخلوا بالتبرع فقال: بعد أن تم الجمع لبناء مسجد نفق شبرا تبرعوا يا حضرات لبناء نفق شبرا..!!

المواطن صاحب دعوة الخير هو الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولى في البرنامج العبقرى القديم "ساعة لقلبك".. تذكرت هذه القصة وطرافتها عندما وجدت الهجمة الشرسة طوال شهر رمضان من خلال الإعلام على شعبنا البسيط الفقير الذي يعانى المر في حياته اليومية، الهجمة كانت تطالبه بالتبرع لمستشفى سرطان الأطفال، مستشفى الكلى، ومستشفى مجدى يعقوب، مستشفى السرطان في طنطا، المعهد القومى للأورام، وأيضا التسول لرعاية الأيتام....الخ.

مؤكدا لست ضد أعمال الخير.. بل أطالب كل منا بالمساهمة في هذا الخير طوال العام وقتما استطعنا ذلك، ولكن اعترض على تكثيف هذه الحملة في شهر رمضان الذي بطبيعته للأسف تزداد كلفة الحياة المعيشية فيه، وبالتالى أصحاب هذه المؤسسات تستغل الحالة الروحانية للمسلم وتضغط عليه للتبرع، بالرغم مما أعرفه "ما يؤخذ بسيف الحياء فهو حراااام".

وإذا كان البعض يردد أن رجال الأعمال تزيد تبرعاتهم في هذا الشهر، أقول لهؤلاء إن رجال الأعمال لا يشاهدون ولا يعبأون بهذه الإعلانات ولهم وسائلهم للتبرع، ومعروف أنهم مستفيدون من هذا التبرع.

ولكن كل الإعلانات شىء، والدعوة للتبرع لجامعة أحمد زويل شىء آخر ومستفز، الذي لا أرى سببًا واحدًا ليكون له مدرسة وليس جامعة، فهو لا يستحق لأنه لم يفعل شيئًا لمصر سوى الكلام الإعلامي فقط، فهو الذي قام بالتدريس في جامعات الكيان الصهيونى قبل أن تعرفه مصر، بل إنه رفض تبنى الأوائل الخمسة في كليته بالإسكندرية للدراسة على نفقته بأمريكا، وكان هذا اقتراحًا من الصديق جمال الشاعر ولكنه تجاهل الاقتراح، لهذا أقول لا تتبرعوا لتخليد اسم رجل لم يقدم لتراب مصر شيئًا.

أخيرًا.. الرحمة بالشعب المسكين عندما تطالبه بالتبرع.. ولكن على مدى العام وليس شهر رمضان فقط، أما التبرع لأحمد زويل.. فلا وألف لا.. حتى ولو بجنيه..!
Advertisements
الجريدة الرسمية