رئيس التحرير
عصام كامل

"داعش" تصدر شهادة استتابة لعناصرها.. صحف عربية تتحدث عن إصابة التنظيم بـ"فتنة التكفير".. "الظواهري" يشق صفوف المتطرفين.. أنباء عن سجن وتوعد لـ"المنشقين".. وفتنة "الكويتي" تهدد بمجازر "داعشية داخلية"

فيتو

في الوقت الذي تسربت من داخل الدولة الإسلامية في العراق الشام، وثيقة الاستتابة، التي تبين مدى حرص التنظيم على اختبار عقيدة أنصاره، وقناعتهم بالفكرة، تمهيدا لإعلان البيعة للأمير "أبو خليفة البغدادي"، وهو ما يعكس مدى تماسك التنظيم داخليا خاصة فيما يخص العقيدة، خوفا من الاختراقات الخارجية.


على الجهة المقابلة، تسعى بعض الصحف والمواقع العربية، إلى التركيز على كشف بوادر "تكفير" متبادل، على مستوى القاعدة في صفوف ما تسمى "الدولة الإسلامية"،

وحسب صحيفة "الحياة" اللندنية، أكدت أن "فتنة التكفير" أصابت تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ"داعش" وبدأت الانشقاقات في صفوف التنظيم تهدد بسقوطه، حيث شن داعشيون حملة مكثفة على «تويتر» تبادلوا خلالها الاتهامات بالكفر والخروج من الملة، فقد قام أعضاء من "داعش" تابعون لـ«أبي عمر الكويتي» وهو قيادي سابق في «داعش» ومبايع لـ«خلافة» البغدادي، بتكفير «داعشيين» انشقوا وأطلقوا على تنظيم «داعش» مسمى «دولة الجهمية الكافرين» بدلًا من «الدولة الإسلامية».

ويرجع السبب في انتشار تكفير «داعشيين» لدولتهم، بحسب الصحيفة، إلى رفض تكفير زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، إثر امتناع الأخير عن تكفير الشيعة، الأمر الذي جعل «الكويتي» يسرب تكفيره للظواهري، مطالبًا عبر المنضمين إلى نظريته الجديدة بتكفير الظواهري، ثم مضطرًا بعد ذلك إلى تكفير من لم يكفِّر الظواهري! وفقًا لما تفرضه نظريتي «التكفير بالإعذار بالجهل»، و«تكفير من لم يكفّر المشركين».

وقد استحدث "داعش" نظاما أشبه بـ«المناصحة» يقوم بمراسلة المقاتلين الذين بدءوا يكفرونه، ويلجأ أحيانًا إلى توقيفهم وعزلهم من مهمات الفتوى، وأحيانًا إلى سجنهم و«مناصحتهم» في السجن، مع التحذير التام لأتباعه المخلصين من الانزلاق إلى آرائهم وقناعاتهم، ليشرب التنظيم من الكأس نفسها التي أسقت الجماعاتُ المتطرفة كئوسها لشتى الدول والحكومات.

وفي ما يخص أبو عمر الكويتي، فقد أصدر التنظيم تعميمًا منشورًا في «تويتر» جاء فيه: «السلام عليكم - تعميم: نود إبلاغكم أن أبا عمر الكويتي جندي في «الدولة»، وليس قياديًا ولا أميرًا ولا شرعيًا فيها، ولا حتى واعظًا، وأن منهجه لا يمثل «الدولة الإسلامية»، وليس كل ما يصدر عنه يمثلها، علمًا بأنه ممنوع من الكتابة في «الإنترنت»، ومن الكلام في المسائل التي يخوض فيها على حسابه منذ زمن، وأن ما يكتبه اجتهادات ومخالفات لم يؤذن له بها، والله الموفق».

فيما رد التابعون للكويتي عبر حساب باسم «مصلحة التوحيد» مطالبا بـ «مناصرة الإخوة المأسورين في دولة الجهمية الكافرين (أي معتقلي من كفرَّوا داعش)»، واصفًا «الدولة» بأنها «تختطف المؤمنين من منازلهم وتزج بهم في السجون لأجل التكفير»، متوصلًا إلى أن ذلك أدى إلى فقدان «الأمن والأمان الذي حلم به كل موحد في ظل دولة البغدادي».

ولأن «تويتر» أصبح منصة لنشر «غسيل» خلافات «الداعشيين» فيما بينهم، لذا أدرك بعض أعضاء التنظيم خطورة هذا الأمن على سمعة دولتهم، فأخذوا يطمئنون المنشقين منهم بأن المعتقلين لن يتم التنكيل بهم وإنما سيتم درس ما أشكل عليهم، محذرين من أنّ بعض أعداء التنظيم يتناقلون في ما بينهم وجود اصطدام في «الدولة» بين حزبي «الحازمي» و«البنعلي» اللذين يعدان من «المنظرين الشرعيين» داخل التنظيم.

في المقابل، أكد مقاتل يدعى «أبو الليث المصري» عبر حسابه على تويتر، ردًّا على من تحدث عن "توبة الكويتي" عن فتنة "التكفير"، بأن أفكار "الكويتي" هي ذاتها الأفكار التي تتبناها "داعش"، وأنه لن يتم طرده أو سجنه، كون التنظيم يأخذ بكلام "الحازمي" في تكفير "العاذر" وهو ما يوافق فكر "الكويتي"، بحسب قوله.

وأضاف "أبو الليث" في تغريداته التي نشرها الشهر الماضي، أن المستقبل سيشهد جرائم يندى لها الجبين، وستشهد قتل كل من يخالف "داعش".

فيما انتقلت المعارك بين أعضاء التنظيم والمؤيدين له والمنشقين عنه من أرض الواقع إلى هاشتاق جديد أطلقه البعض حمل اسم "أبو عمر الكويتي يكفر قادة الدولة"، حيث تبنى كل مشارك في الهاشتاق موقفًا ودافع عنه باستماتة، وشهد الهاشتاق كشف العديد من الاضطرابات الداخلية بالتنظيم، وإلى أي مدى أصابه التفكك، معلنًا عن قرب سقوطه.
الجريدة الرسمية