رئيس التحرير
عصام كامل

ظلم إمام مسجد بشكوى كيدية تنقله دون تحقيق!


كما لو أن الفساد والرشوة والوساطة لم تتحرك قيد أنملة منذ 25 يناير وحتى اليوم، وكثير يقولون إن الفساد والبلطجة وصلت إلى درجة أكبر مما كانت عليه، لكن المستغرب في الأمر انتشار الفساد في المؤسسة الدينية هذا هو غير المقبول..!

في يوم من أيام هذا الأسبوع الذي نحن بصدده 25/6 /2014 حضر إلى أحد المساجد في الهرم مواطن عضو من أعضاء جمعية المسجد من قبل أن يكون تابعا لوزارة الأوقاف، هذا العضو يقطن على بعد مائة متر من المسجد ولا يصلى بالمسجد إلا في شهر رمضان، العشاء والتراويح، ولكنه ما زال محتفظا بوظيفته الذي عين نفسه فيها وهى جمع أموال التبرع من الصناديق التي زرعها بالمسجد برغم أنه أصبح تابعا للأوقاف، وهذا الشيء الذي يثير الدهشة حول مشروعية هذه التبرعات فيما تنفق، ومن الذي يقوم بتوظيفها تحت إشراف هذا المواطن المذكور صاحب الشكوى الكيدية.! 

المواطن هذا على علاقة حميمة بالشيخ محمد منذ سنين، وفى اليوم الذي حضر فيه إلى المسجد كان يصحب قريبا له قدمه لشيخ وخطيب المسجد على أن فلان هذا سيقوم بتأدية الشعائر طوال أيام شهر رمضان في صلاة العشاء والتراويح بدلا منه وكأنه أصبح ينوب عن المسئولين الكبار بوزارة الأوقاف بإلقائه الأوامر التي يجب أن يقوم بتنفيذها الآخرون، وكان ذلك أمام كثير من المصلين في المسجد مما زاد دهشتهم لاتخاذه هذا القرار المنفر خاصة أنه لا يعتبر من مرتادي المسجد طيلة العام مما جعلهم يناصرون إمام المسجد ويرفضون تلبية طلبه، فما كان منه إلا أن توعدهم بنقل هذا الإمام فورا.!!

العجيب في الأمر أن الناس لم تعره أي اهتمام لكونهم يعلمون أن هذا يرجع في الأول والآخر لوزارةالأوقاف، أو لطلبه الرغبة في النقل ثانية، أو لطلب أكثر المصلين إذا رأوا قصورا منه في الحضور لإقامة الشعائر، أو لأن الوزارة ترى أنهم في حاجة لنقله لمسجد آخر، لكن للأسف لم يحدث أي من هذه البنود التي أدت إلى إصدار قرار بنقل إمام المسجد خلال مدة لم تتراوح 24 ساعة دون علم الوزير أو على الأقل عرض الشكوى على معاليه وكأن الوزارة تعمل دون وزير، وتعقيبا على هذا اندهش المصلون كل الدهشة من السرعة الفائقة في عملية النقل، ولو أن صاحب المشكلة كان يرغب فعلا في النقل وامتثل أمام المسئولين شخصيا، ما كان تحقق له هذا إلا بعد أشهر من اتخاذ القرار أو ربما كان تم رفض الطلب.!!!

ولكونى من سكان المنطقة المحيطة بالمسجد، ومن رواده ويعرفنى كثير من المصلين، وحضرت لصلاة العشاء في اليوم التالى الذي تسلم فيه إمام المسجد خطاب النقل، وكانوا يشرعون وهم عددهم لا يقل عن خمسين للذهاب في اليوم الباكر لتقديم اعتراض على هذا الظلم الذي وقع على الشيخ دون أي أسباب إلى ذلك، ولكنى اقترحت عليهم ترك الأمر لأعرضه بنفسى على معاليكم.

وقد حدث بالفعل بالمكالمة الهاتفية التي تكرمت سيادتكم بالسماع لى، ثم كلفتم الشيخ علاء بالتحقيق في الموضوع ومتابعته معى ومع الشيخ وقد حدث بالفعل وقام الشيخ بما يستطيع فعله لكنه صدم مثلى ومثل جمهور المصلين بالتحدى الكبير من المواطن الذي يعمل بكل ثقة وطمأنينة بأن وكيل الوزارة والآخرين لم يتخلوا عنه وسوف يلبون له طلبه مهما كلفهم الأمر، وانتهزوا فرصة سفر معاليكم إلى الإمارات وجاءوا على قميصه بدم كذب، ولفقوا له التهم، ولما رفض أن يترك المسجد وكل المصلين من معه يناصروه، أتو بأمن الدولة لتجبره على كتابة طلب بخط يده يطلب فيه النقل من المسجد إلى أطفيح بناءً على رغبته وإلا سيلقى مصيرا أسود.

وحدث ما حدث وانتصر الظالم على المظلوم، وأنا استحلفكم يا معالى الوزير بكل غال عندك، وبقسمك الذي قسمته أمام الرئيس، بأن تعيد الحق لأصحابه وتصدر قرارا بعودة هذا الرجل إلى مكانه لنصرة الخير على الشر وليأخذ كل ذى حق حقه بعد أن تتأكد معاليكم من كل كلمة دونتها أنا هنا وبعد شهادة الشهود وأنا على استعداد أن آتى لسيادتك بمئات من المصلين والذين أغلبهم من أساتذة الجامعات والمهندسين والمحامين فالمسجد مليء بالعقول المستنيرة ومن هؤلاء الأساتذة من يحفظون كتاب الله في قلوبهم حفظا وتفسيرا رغم اختلاف تخصصاتهم البعيدة كل البعد عن علوم الشريعة. 
الجريدة الرسمية