رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد حرارة: "أنا فتَّحت بس مش شايف تغيير في مصر"

فيتو

  • حصلت من الدولة على مائة ألف جنيه ومعاش 2500 جنيه
  • لهذه الأسباب نصحت أصدقائي النشطاء بعدم التظاهر 
  • العمال "اتبهدلوا" بعد 30 يونيو وتطبيق الأقصى للأجور محتاج حسم
  • مجلس طنطاوي العسكري كان يمثل الثورة المضادة
  • لم أندم على المشاركة في 30 يونيو
  • هتافنا بسقوط حكم العسكر يعني إبعاد الجيش عن السياسة
  • من حق المواطن أن يعرف مصير الضرائب التي يدفعها للدولة 
  • بعض مصابي الثورة لم يحصلوا على العلاج 
  • الإعلام يصور مصابي الثورة بالبلطجية
  • انصرفت عن التظاهر في 30 يونيو بعد تعليق صور السيسي بجوار ناصر
  • فلول الوطني عادوا من خلال الأحزاب وقانون البرلمان
  • لم أر نفسي سياسيا ولا ثوريا
  • أعيش حياتي بطريقة طبيعية بعد الإصابة
  • أحفظ شوارع ومطبات عدد من المناطق والشوارع 
  • أستخدم برنامج "اقرأ لي" لمعرفة الأخبار
  • أعز أصدقائي مسجون والإصابة لم تقف ضد أحلامي
لم تكن المنطقة التي تتواجد بها جريدة "فيتو" بالدقي ضمن المناطق التي يحفظ شوارعها ويسير فيها بحرية بعدما أصيب في ثورة 25 يناير وفقد نور عينيه الاثنتين، وبعد أن أبدى موافقته على الحوار معنا كان لابد من اصطحابه من مقر عمله إلى مقر الجريدة، كان يعمل طبيب أسنان وبعد الإصابة لم يعد يقدر على العمل في مجال دراسته، لكنه عمل في مجال حقوق الإنسان، وتحديدا في ملف ذوي الإعاقة ولديه أحلام كبيرة لتحقيقها في هذا المجال أولها صياغة المواد التي تضمن حقوق ذوي الإعاقة بالدستور..


إنه الدكتور أحمد حرارة، أيقونة ثورة 25 يناير أو "القديس"، الذي تحدث حول رؤيته للوضع السياسي الحالي خاصة بعد ثورة 30 يونيو، وعن الجوانب الشخصية في حياته الخاصة، وهل تغيرت بعد إصابة عينيه أم لا؟

- بداية ما تقييمك للوضع السياسي الحالي بعد 30 يونيو؟
أرى أن نظام مبارك ما زال قائما، وأرى أن المجلس العسكري منذ المشير طنطاوي كان يمثل الثورة المضادة، والنظام الحالي في رأيي امتداد للمجلس العسكري.

- لكن هناك العديد من الاختلافات بين سياسات المجلس العسكري السابق والمجلس الحالي فما ردك؟
لا أرى تغييرا بين المجلسين، فالمجلس الذي كان بقيادة طنطاوي كان السيسي عضوا فيه، أما فيما يخص تغيير سياسات المجلس وانحيازه لثورة 30 يونيو فالشعب هو من أجبر المجلس على ذلك، ولم يكن تحركا من المجلس نفسه.

- لماذا اختفى ظهورك السياسي بعد 30 يونيو؟
انصرفت عن التظاهر في 30 يونيو منذ إبلاغي أن صور السيسي يتم تعليقها بجوار صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويتم توزيعها على المواطنين المشاركين أمام قصر الاتحادية وفي ميدان التحرير، لأن هذا الأمر لم يكن هو المرجو من الثورة لأنه يعيد القوات المسلحة مرة أخرى للسيطرة على الحكم، وكنت أريد المطالبة بدستور في ذلك اليوم يعبر عن المواطنين ويعطي الحق لهم مثل ضباط الجيش ورجل الأعمال ووكيل النيابة وضابط الشرطة، وألا يصبح هؤلاء الأربعة آلهة لا يحاسبوا.

- هل ندمت على المشاركة في 30 يونيو؟
لم أندم على الإطلاق، ونحن من عمل بالشارع ضد الإخوان كي تقوم تلك الثورة، ومتأكد أن الشعب هو من قام بالثورة ولم يقم الجيش بالانقلاب على الإخوان كما يقال، ولكن تم استغلال الثورة بعد ذلك للسيطرة على السلطة مرة أخرى.

- لكن المواطن لا يفرق معه كونه تحت حكم عسكري أو مدني وما يهمه هو المعيشة الكريمة فما ردك؟
أعلم ذلك، وهتافنا بسقوط حكم العسكر ليس معناه إسقاط الدولة، ولكن معناه إبعاد الجيش عن السياسة وعدم سيطرته على كل الأمور الاقتصادية في الدولة، التي أدت في النهاية لعدم حصول المواطن على المعيشة الكريمة.

- لكن يقال إن الاقتصاد المصري لم ينهَرْ منذ ثورة يناير بسبب انفصال اقتصاد الجيش عن الدولة، ما ردك؟
ليس حقيقيا، ومن حق المواطن أن يعرف أين تذهب أمواله التي يدفعها للدولة في صورة ضرائب وما إلى ذلك، وأن يحصل على كامل خدماته منها نظير ما يدفع.

- ما تقييمك لدور الأحزاب بعد 30 يونيو خاصة أن أغلبها تحضر الآن للانتخابات البرلمانية؟
أرى أن فلول الحزب الوطني يعودون مرة أخرى من خلال عدد من الأحزاب ويريدون الترشح للبرلمان، وقانون مجلس النواب فتح لهم الباب تماما بعدما نص على 80% للفردي، و20% للقائمة، الأمر الذي يجعل دخول البرلمان لمن لديهم المال فقط الممثلين في أعضاء الحزب الوطني، ويُعجِز الأحزاب الثورية على الجانب الآخر لأنها لا تملك الأموال.

- هل أنت مع أم ضد قرار الرئيس برفع الدعم لسد عجز الموازنة؟
ضد القرار لأنه لم يكن مدروسا، فكان يجب على السيسي أن يصدر عدة قرارات لتنفيذ رفع الدعم بما لا يضر بالمواطن مثل تنفيذ الحد الأقصى للأجور، ورفع دعم الطاقة عن الأغنياء فقط، لكن ما وجدناه أن أجرة المواصلات زادت على المواطن البسيط ولم تضر الأغنياء ورجال الأعمال، والعمال "اتبهدلوا" بعد 30 يونيو لأن مطالبهم أصبحت تقابل بالفصل والضرب والسجن.

- هل ستقدر الدولة على تطبيق الحد الأقصى للأجور في ظل رفض بعض الجهات لهذا الأمر؟
الدولة لن تقدر على تطبيق الحد الأقصى للأجور لو لم تكن حاسمة مع الجهات التي رفضت ذلك.

- هل قانون التظاهر كان سبب قلة حراك الشباب الثوري في الشارع الآن؟
الشباب مسجون بسبب قانون التظاهر، وكثير ما طلبت من أصدقائي النشطاء عدم التظاهر كي لا يقدموا أنفسهم على طبق من فضة للأمن كي يقبض عليهم، ولسنا ضد القانون ولكن لابد أن تتحقق العدالة الاجتماعية للمواطنين أولا ثم يتم تطبيق القانون بعد ذلك، وأحمد دومة سجن بتهمة الدعوة للمظاهرات أمام محكمة عابدين في حين أنه كان في مكتب وكيل النيابة حينما تم ضرب أحمد ماهر تحت المحكمة.

- ما رأيك في دعوات الشباب التي تريد التغيير من العمل السياسي والبرلمان وليس المظاهرات؟
من حق هؤلاء الشباب أن يروا التغيير من العمل السياسي وليس الثوري، وأنا شخصيا أريد وقف الدماء والقبض على النشطاء، وأنا مطمئن لعقلية الشباب في ابتكار السبل التي يتم من خلالها التغيير، فتمرد كانت ابتكارا على الرغم مما وصلت إليه الآن، وكذلك الحملات الأخرى التي ظهرت لمحاربة الفساد.

- لمَ قلت عن تمرد "على الرغم مما وصلت إليه الآن"؟
تمرد كانت في أول شهر ثورة شعبية ثم تحولت بعد ذلك إلى توجه يقوده النظام، وتمت تفرقة الشباب الذين شاركوا في الحملة وهذا كان سببا في عدم استمرار تمرد على ما بدأت عليه.

- ما رأيك في مبادرات المصالحة مع الإخوان التي تم طرحها خلال الفترة الماضية؟
الإخوان لن يعودوا للحياة السياسية مرة أخرى لأنهم مكروهون من الشعب، ولكننا رغم ذلك نريد تطبيق العدالة الاجتماعية ومحاسبة كل المخطئين من الإخوان والجيش والشرطة، وما حدث في اعتصامي رابعة والنهضة كانت "مجزرة".

- لكن هناك تقارير قالت إن فض الاعتصامات لم تكن مجزرة بحسب وصفك،  فما ردك؟
كانت هناك تقارير أمنية كلها غير صحيحة؛ لأنها خرجت عن الجهاز الأمني نفسه الذي قام بالفض، ودور المجلس القومي لحقوق الإنسان في تلك التقارير يتحدث عن نفسه، وهناك منظمات حقوقية ليس لها توجه أصدرت تقارير صحيحة عن فض الاعتصام.

- هل تفكر في الانتقال لممارسة السياسة عن العمل الثوري؟
لم أر نفسي سياسيا أو ثوريا، ولم أدرس السياسة ولكن أنا أعمل بمجال حقوق ذوي الإعاقة، ولدي عدة أحلام أريد تحقيقها.

- هل اختلفت حياتك بعد الإصابة؟
أعيش يومي بطريقة طبيعية جدا حاليا مثل أي إنسان عادي، أستيقظ صباحا كل يوم للذهاب إلى عملي، وأنهي العمل مساء وأعود لقضاء حياتي مع أصدقائي أو مع عائلتي مساء، ثم أذهب للنوم منذ الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر مساء.

- هل يرافقك أحد باستمرار لمساعدتك؟
ليس في كل الأوقات، فهناك بعض الأوقات أحتاج فيها مرافقة أحد لمساعدتي على قضاء يومي، وهناك أوقات أخرى لا أحتاج فيها أحدا، وفي بعض الأحيان يتبرع بعض الأشخاص لا أعرفهم لمساعدتي في المشي في الشوارع وتجنبي للسيارات وما إلى ذلك، ولكن الاختلاف الجوهري الذي أشعر به هو أني "فتَّحت"، وأصبحت أفكر في كل الأمور المحيطة بي وأحاول الإصلاح والتغيير لأني لم أكن قبل الثورة مهتما بأي أحداث تدور من حولي، وتطور وعيي.

- هل ساندتك الدولة بعد إصابتك؟
الدولة أعطتني مبلغ مائة ألف جنيه بعد الإصابة، وخصصت لي معاشا قيمته 2500 جنيه، وكان مقررا أن أحصل على شقة من الدولة ولكني لم أحصل عليها ولا أعلم عنها شيئا، وأحظى بقدر من الاحترام من الناس حينما أدخل لأي جهة حكومية لتخليص شيء ما ويعاملونني بتقدير.

- هل كل مصابي الثورة حصلوا على نفس ما حصلت عليه من الدولة؟
أنا أحصل على معاش "شهيد"، ومعلوماتي أن أغلب المصابين حصلوا على تعويضات من الدولة كل حسب إصابته، وهناك بعض المصابين لم يحصلوا على العلاج ولا يقدرون على المعيشة، وللأسف الدولة وجهت الإعلام بعد ذلك لتوصيل صورة أن مصابي الثورة بلطجية.

- كيف تتعرف على الأحداث السياسية الدائرة بعد إصابتك؟
استمع لقراءة الأخبار عن طريق برنامج إلكتروني اسمه "اقرأ لي"، بالإضافة إلى أني أستمع إليها أيضا عن طريق برامج التوك شو رغم تحفظي عليها مما تذيعه، بالإضافة إلى ما يخبرني به أصدقائي.

- هل الإصابة منعتك من الاستمتاع بالخروج مع أصدقائك أو التنزه وما إلى ذلك؟
أخرج معهم باستمرار، ولدي صديقي اسمه "نوبي" هو الأقرب إلىَّ، وتم سجنه خلال الفترة الماضية على خلفية توابع قانون التظاهر، ولديَّ مناطق أحفظ "شوارعها بمطباتها" وكل ما يتعلق بها وأخرج فيها باستمرار بمفردي دون مساعدة أحد.

الجريدة الرسمية