رئيس التحرير
عصام كامل

خلاصة الخلاصة..عن القرآن والبخاري! ( 7)


انفجر صديقي بالحرج قبل الغضب.. فلا رد عنده ولا تعقيب اللهم إلا جدال وسفسطة..فراح يقول: هل تنكر رأي العلماء من أن هناك آيات في القرآن رفع نصها وبقي حكمها؟


قلت: من قال ذلك ويزعم أن هناك آيات غير موجودة في القرآن؟
قال: العلماء.

قلت: أي أنه ليس كلام رب العزة ولا كلام رسول رب العزة عليه الصلاة والسلام ؟
قال: لا..

قلت: لأنك تتشبث بحصنك الأخير وما زلت تخشى اتهام العلماء بأي اتهام أو نقص وتنزههم عن الخطأ وكأنهم معصومون فأنت حر..إنما نحن نعبد الله وحده له العصمة ونتنزه عن الخطأ والسهو والنسيان..التاريخ سيحكم عليكم..وسنقف جميعا يوم الحساب وسينطبق عليكم قوله تعالى " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " وسوف تنطبق عليكم شكوى الرسول الكريم إلى ربه في قوله " رب أن قومي اتخذوا القرآن مهجورا "..هجرتم القرآن وفيه كل شيء..وكان كلام رب العالمين واضحا صريحا لا يحتاج إلى أي مناقشة فقال (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )..ولذلك ندعو الله يومئذ أن ينجينا من العذاب..فالقرآن وحده ما تعهد إله بحفظه دون سواه.. وغيره يقبل الحوار والمناقشة والـخذ والعطاء..القرآن وحده اليقيني القطعي...وغيره ظني مهما بلغت درجة صحته.. والقرآن وحده معيار القياس في الأحكام الشرعية..فمثلا:

قاطعني وقال: مثلا ماذا ؟
قلت: هل يقتل الرسول الناس في البيت الحرام ؟ وإذا قتلهم فهل يقتل نفسا بغير نفس ؟ وهل إذا قتل يقتل بجوار الكعبة؟

قال: لا طبعا..كيف يقتل وهو من عفا عمن ظلمه وعفا عن مشركي مكة وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء؟..
قلت: ليس هذا فحسب..فقد عفا عمن قتل عمه حمزة أقرب الناس إليه..وعاتب أسامة بن زيد لأنه تسرع بقتل مشرك..كان الظن أنه أسلم وقال قوله المشهور " هلا شققت عن قلبه؟ " لكن الأهم أن الحديث الذي سأقوله لك يخالف تعاليم القرآن صراحة حيث يروي البخاري " حديث أنس بن مالك، أن رسول الله (ص) دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل، فقال:
إن أبى خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: "اقتلوه"". (أخرجه البخارى في 28-كتاب جزاء الصيد: 18-باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام) !! فهل الرءوف الرحيم يفعل ذلك؟ والقرآن يقول " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " وإن قلت إن الرجل كان يهجو النبي ويقول فيه الشعر فمن سيعمل بقوله تعالى " فمن عفى له من أخيه شيئا فاتباع بالمعروف " وإن قلت إنها للمسلمين فما بالك بقوله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس " ؟ وغيرها عشرات الآيات..

فمن نصدق هنا..القرآن أم البخاري؟ وأي صورة جميلة رسمناها وعرفها عن رسولنا.. التي في القرآن أم التي في البخاري؟ وأي صورة يتمناها أعداء الإسلام..؟؟ الأولى أم الثانية؟ فهل من يبرئ الإسلام من مثل ذلك المدسوس هو عدو للسنة؟ ومن يثبتها هو نصير السنة؟ أي خبل هذا يا رجل ؟ إنتو مجانين ولا إيه ؟ على كل حال.. هذا قولنا..في البخاري وفي التراث كله.. إنهم بشر.. لهم كل الاحترام والتقدير.. بذلوا مجهودا كبيرا في عصرهم.. بمعطياته.. لكنهم يخطئون ويصيبون.. وكفى ما أصاب الإسلام من سهام فعلينا أن ننقي تراثنا ونمنع سهاما تتطلع فينا إلى أماكنها..

شكرا صديقي..إلى اللقاء في حوارات أخرى..
الجريدة الرسمية