"الراب".. فن اللون الرمادي
انتشر الراب في الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا سواء على الصعيد العربي أو في مصر على وجه الخصوص، وأحد أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة الهيب هوب الرئيسية، فهو التحدث وترديد الأغنية بقافية معينة وتسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين.
وكان محل الولادة الأولى للراب في ولاية نيويورك الأمريكية على يد الأمريكيين الأفارقة، واتسع انتشاره مع بداية التسعينات.
إلا أن الراب موجود قبل هذه الحقبة، حيث إنه موجود منذ عدة قرون " قبل أن يتم اكتشاف أمريكا "، فقد كان يقوم بعض الأشخاص بإلقاء القصص على الطبول والألحان المتناثرة، وكانت هذه القصص تلقى بقافية معينة، وهذه الأصول اختفت مع مرور الوقت لأنها كانت مجرد قصص تتفاخر بها القبائل.
أما عن الراب في مصر فقد ظهر في أواخر عام 2003 وبدايات عام 2004 على يد عدد قليل جدا من مغني الراب المحليين، أشهرهم فرقه إيجي راب سكول ومغني الراب المشهور " هيل سينجر " وفرقه " واي كرو " و" ماستر أ" من الإسكندرية ومؤدي الراب ومغني الراب المعروف جوكر من شبرا.
وكان حجم وسرعة انتشارهم بطيئة في البداية ولكنهم اكتسبوا شهرة واسعة فيما بعد حيث اعتبرهم مغنين الراب والجمهور زعماء الراب في مصر وأساتذته الكبار، ولكنهم عانوا الكثير من النقد اللاذع من المجتمع المصري الشرقى الرافض لثقافات الغرب، ولكن هذا النقد لم يكن حائلا بينهم وبين انتشارهم وتمددهم في أوساط الشباب.
بدأ انتشار الراب بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة حيث كثرت فرق الراب والمغنون الفرديون مما جعل المجتمع يعترف بأن الراب في مصر لون من ألوان الموسيقى وأن له جمهوره وأصبح يحتل الراب المصرى مكانة كبيرة بين الراب الدولي ومن أكثر مغني الراب شهرة على الإطلاق هو الفنان أحمد مكي حيث أصبح له جمهوره في الخارج.
وصل تعداد فرق الراب في مصر أكثر من 87 فرقة ومغنيا مستقلا، أما على الصعيد العربي فيزيد العدد على الـ 218 فرقة راب عربية.
يعتبر الراب منطقة رمادية بين الكلام والشعر والنثر والغناء، حيث يعتمد مغنو الراب على كتابة أغانيهم بأنفسهم وتتحدث في الغالب عن نفسه أو عن مشكلة يعانيها المجتمع الذي ينحدر منه، ويهتم مغني الراب بالكلمات ووقعها على أذن المستمع، فمن أهم أساسيات الراب الكلمات والإيقاع والربط بينهما بدقة وجودة عالية بواسطة الأداء الصوتي بحيث يضفي الصوت على الكلمة التناغم الصوتي المناسب لإظهار العاطفة.
