رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزير الكهرباء يعترف بفشله!


أخيرا اعترفت حكومة محلب صراحة - لأول مرة - بأن في مصر أزمة كهرباء طاحنة! وقال المهندس محلب عقب اجتماعه مع الرئيس السيسي لبحث مواجهة أزمة الكهرباء: إن الحكومة تعي حجم هذه المشكلة وتعمل على القضاء عليها في أسرع وقت.


لاشك أن هذا تغير في فكر الحكومة التي كانت منذ وقت قريب تنفي المشكلة أو تبررها ثم تعترف بها على استحياء.. وبين النفي والتبرير والاعتراف يضيع وقت طويل ولا شيء يتغير.. والتغير إن حدث فهو للأسوأ حتما!! هذه هي معضلة سوء الإدارة في مصر طيلة العهود السابقة وحتى اليوم، التي تتجه كلها لتحميل المواطن الغلبان فاتورة أخطاء الحكومات في كل عصر!!

أزمة الكهرباء ليست وليدة اللحظة ولا هي من صنع حكومة محلب.. ولا وزيرها محمد شاكر الذي يرى الأزمة مجرد نقص وقود دون أن يحدثنا أو يصارحنا بحقيقة أوضاع محطات الكهرباء، «صيانتها ومواصفاتها».. ودون أن يشرح للرأي العام حقيقة ما يثار عن بنية الفساد الموروث من عهود وزراء سابقين تولى أحدهم هذا القطاع نحو ١١ عاما بلا إنجاز حقيقي.. وفي الوقت الذي يعتمد العالم المتقدم على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي سجلت نموا بلغ خمس الإنتاج العالمي من الكهرباء عام ٢٠١١.. نجد الحال في مصر يسير إلى الوراء حيث الاعتماد على الغاز والمازوت والسولار «الطاقة الناضبة» بدلا من تبني سياسات أكثر تكاملا وإستراتيجيات مبتكرة في علاج أزمة الطاقة..

لا تزال حكومتنا تفكر بالطريقة التقليدية من داخل الصندوق وبدلا من استنساخ ماهر أباظة جديد في قطاع الكهرباء يفكر للمستقبل ويعد له عدته ويعالج ما لحق بهذا القطاع من تدهور رهيب في السنوات الأخيرة بفضل سوء الإدارة.. نجد الوزير شاكر يدافع عن وزارته ويلقي بالكرة في ملعب البترول ويعزو الأزمة إلى نقص الوقود.

وبدلا من أن يعترف الوزير بسوء حالة الشبكة ومحطاتها.. وبدلا من أن يشخص المشكلة تشخيصا علميا يبحث في جذورها ومسبباتها وليس أعراضها نجده يبتعد عن جوهر القضية ولم يقل لنا مثلا ما حالة المحطات التي ورثها عن الحكومات السابقة ولماذا احترقت بعضها!

وماذا عن المقصرين والفاسدين من المسئولين السابقين واللاحقين بوزارته.. وماذا عن أخونة بعض قيادات الوزارة التي كانت وراء تفجير المحطات مؤخرا!!

لم يطرح الوزير حلولا ناجعة للأزمة التي فجرت بالفعل الأوضاع في وجه الرئيس السيسي.. ومن ثم كان الاجتماع المهم للرئيس مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء؛ لبحث أزمة الكهرباء وتقديم حلول سريعة لها..

فهل حانت لحظة الحقيقة والمصارحة أم سيترك الوزير شاكر الأمور كغيره حتى يأتي حساب الله وحساب التاريخ!! إن الوزير شاكر يفخر بأن التيار الكهربائي ينقطع عنه ٤ مرات يوميا.. لا يا سيادة الوزير.. فهذا اعتراف بفشلك.. فانقطاع الكهرباء المستمر وصمة تخلف لا تليق بدولة في حجم مصر التي تملك الكثير من الموارد في البشر والحجر.. الكهرباء كالماء والهواء لا غنى عنهما.. وكان الله في عون الرئيس السيسي.. والشعب!
Advertisements
الجريدة الرسمية