رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قطر "مخلب قط" أمريكي في المنطقة.. الدوحة تزايد على دور القاهرة في القضية الفلسطينية.. تمول إرهاب "الإخوان" و"داعش".. وتحافظ على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

الأمير تميم بن حمد
الأمير تميم بن حمد آل ثاني

أي دور تلعبه قطر في المنطقة؟ وما العوامل التي تبني عليها الدوحة سياستها الخارجية؟ وهل المال وحده كاف للعب الدور الفاعل في القضايا الإقليمية؟

يتساءل المرء عن الدور الحقيقي الذي تلعبه دولة قطر في معظم القضايا التي تعيشها المنطقة، بداية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرورًا بالتحولات التي شهدها العالم العربي فيما يوصف بـ"الربيع العربي" كمصر وسوريا وتونس والبحرين واليمن وليبيا والعراق حاليًا.

وتزداد أهمية طرح هذا السؤال خاصة في ظل توجيه أصابع الاتهام لهذه الدولة بعرقلة إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، وذلك بالضغط على حركة حماس الفلسطينية لإيجاد دور لها في أي خطوة قد تنهي الحرب الدائرة في القطاع منذ أكثر من شهر، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الحياة اللندنية عن أحد قياديي حركة فتح.

اتهام آخر صدر عن وزير المساعدة الإنمائية الألماني غيرد مولر، لقطر بتمويلها مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، قائلا "من الذي يمول هذه القوى؟ إنني أفكر في دولة قطر".

هذا الاتهام يضاف إلى اتهامات أخرى صادرة عن جهات مسئولة في مصر وبعض دول الخليج كالسعودية والإمارات بوقوف الدوحة وراء جماعة الإخوان الإرهابية.

وانطلاقًا من هذه الاتهامات، نتساءل عن الأهداف السياسية الخارجية القطرية من وراء كل ذلك؟ وما هي المكاسب التي تريد تحقيقها؟

لمصلحة من تعمل قطر؟
دولة قطر التي لا تتجاوز مساحتها 12 ألف كلم مربع وبعدد سكان يزيد بقليل عن المليون ونصف المليون شخص، وصل الناتج المحلي الإجمالي فيها إلى أكثر من 170 مليار دولار بفضل صادرات الغاز.

وهي ثروة سمحت لها بضخ استثمارات ضخمة في العديد من دول العالم، بداية ببريطانيا وألمانيا وأمريكا وصولا حتى إلى جزر واقعة في أقصى المحيط الهادي.

هذه القوة المالية الكبيرة انعكست على دور قطر وسياستها الخارجية في المنطقة، خاصة بعد تراجع دور القوى التقليدية إثر "ثورات الربيع العربي"، وهنا الحديث عن الدور المصري والسعودي، وبدرجة أقل الدور السوري.

تقول الدكتورة إيمان رجب، الباحثة المتخصصة في الشأن الخليجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن تحديد المصالح التي تريد قطر تحقيقها في المنطقة أصبح بمنزلة اللغز، إذ لا يمكن الجزم بنوعية هذه المصالح نظرا لوجود ثلاثة تفسيرات مختلفة؛ "أولها وجود طموح لدى الأسرة الحاكمة بإثبات استقلالها عن نظام الحكم في السعودية، ما يدفع بنظام الحكم القطري إلى تبني رؤى مختلفة في السياسة الخارجية التي تنتهجها الرياض.

أما التفسير الثاني فيذهب إلى القول إن قطر تعد مخلب قط لأمريكا في المنطقة، وإنها تسعى إلى تحقيق حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ولا توجد مصالح لها سوى إرضاء الحلف الأمريكي الذي يوفر لها الحماية.

أما التفسير الثالث فيُرجع تزايد نشاط السياسة الخارجية القطرية بعد ثورات الربيع العربي، إلى التنافس الكبير بينها وبين دولة الإمارات العربية ومن ثم السعودية".

لغة المصالح وانطلاقًا من القضايا الإقليمية التي تنشط فيها السياسة الخارجية القطرية، نجد أن الكثير منها مرتبط بأحد هذه التفسيرات، كما تؤكد ذلك الباحثة إيمان رجب في حوار مع DW عربية، وتضرب مثالا عن موقف الدوحة من النظام المصري الحالي، "فالأسرة الحاكمة في قطر تريد إثبات صحة رؤيتها للتوجه السياسي الذي سيسود المنطقة، ويتناغم ذلك مع الرؤية الأمريكية التي عبرت عنها إدارة أوباما منذ بداية ثورات الربيع العربي، وذلك بتمكين قوى الإسلام السياسي المعتدل من الوصول إلى السلطة".

وقد ظهرت الخلافات الخليجية مع دولة قطر علنًا مطلع هذا العام، على غير العادة، حيث سحبت كل من الإمارات والبحرين والسعودية سفراءها من الدوحة، احتجاجًا على سياساتها الخارجية ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين لاسيما في مصر.

كما ألقت الإمارات العربية القبض على مواطنين قطريين واتهمتهم بالتجسس لصالح بلادهم. كل هذا زاد من حدة الخلافات بين تلك الدول وقطر. لكن الدكتور محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، يرى أن سبب تلك الخلافات يكمن في "ضعف المفهوم السياسي لهذه الدول، بحكم الخلل الذي تتخبط فيه سياساتها الخارجية، وهم يعلقون فشلهم السياسي على قطر"، ويضيف أنهم (أي السعودية والإمارات والبحرين) "مهتمون بصغائر الأمور وينسون الأخطار الحقيقية التي تحيط بهم"، في إشارة منه إلى إيران.



لكن المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري، يرى أن قوة قطر محدودة، فقوة المال لا تكفي وحدها للإمساك بزمام الأمور، فالخلافات القطرية الخليجية التي يتم العمل على إصلاحها لن تحل إلا على حساب تغيير الدوحة لسياساتها الخارجية، سواء في مصر أو سوريا أو العراق".

هل تنجح قطر في التهدئة؟
ويرى المراقبون أن الدور القطري قد تراجع مؤخرا لصالح السعودية التي باتت تمسك بزمام المبادرة في الملفات الرئيسية مثل مصر وسوريا.

ما جعل الدوحة تبحث عن مناطق أخرى قد تحقق فيها بعض النجاحات، وبهذا الشأن يقول المحلل السياسي هاني المصري: "تريد قطر منذ فترة لعب الدور الرئيسي في كل الأزمات التي تمر بها المنطقة، وقد واجهت السياسة القطرية فشلا على أكثر من صعيد وأكثر من منطقة، والآن تحاول تعويض هذا الفشل بالنجاح في القضية الفلسطينية من خلال الاستعانة بعلاقاتها المميزة مع حركة حماس".

وتستضيف الدوحة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، منذ مغادرته سوريا عام 2012.

لكن الدكتور محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، يشير إلى أن الدور القطري في القضية الفلسطينية ليس بجديد، فقد لعبت دور وسيط المصالحة بين الفلسطينيين منذ 2006، كما قامت بتمويل السلطة الفلسطينية وتغطية العجز في ميزانيتها لثلاث مرات متتالية، ويضيف: "اليوم قطر قادرة على أن تلعب دورا مهمًا وفاعلا في حل هذا النزاع عن طريق المال أو الإعلام أو الاتصالات مع كل أطراف الأزمة بطريقة تحقق الأهداف الفلسطينية دون عناء، فقطر ليس لها أطماع سياسية هناك".



وتحاول الدوحة المساهمة في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، فقد زارها الرئيس محمود عباس مرتين منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، لكن المحلل الفلسطيني هاني المصري يرى أن "قطر لايمكنها أن تلعب دورا على حساب الدور المصري، وإنما عليها التعاون مع مصر في ذلك، وهذا لن يكون إلا بتصحيح العلاقات المصرية القطرية".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

Advertisements
الجريدة الرسمية