رئيس التحرير
عصام كامل

أقوى من السيسي (1)


للأسف يتاجر الكثيرون بالوطن كما يتاجر البعض بالدين، بل ويتاجر الكثيرون أيضا باسم السيد رئيس الدولة الذي لا أستطيع أن أصفه برأس النظام الحالى، ببساطة لأن النظام الحالى هو امتداد لأنظمة مبارك ومن قبله السادات شئنا أم أبينا، فالنظام ليس فقط رئيس الجمهورية، بل كل مكونات الدولة المؤثرة حياتيا بسياستها وتنظيماتها وقوانينها في الشعب والوطن وما اصطلحنا على تسميته في مصر افتراضا بالدولة.

لا شك أن الكثيرين منا متميزون جدا في الفساد وبشكل أعظم ومتفرد في الإفساد، ولهم قدرة هائلة على قلب الحقائق وتزييف الواقع بل وتزيينه بحيث تنقلب المعايير رأسا على عقب في ثوانٍ معدودة، يعملون على ذلك وفقا لمصلحتهم الشخصية ويلصقون بما ينحدرون به مسميات مؤثرة فيمن يسمعها من نوعية، الوطنية ومصلحة البلد وبل ومحاربة الفساد أيضا! ولكن تجد في النهاية أن الموضوع برمته مصلحة شخصية إن توافقت مع هواهم فهى وطنية وإن خالفته فهى نقيض ذلك.

ها هو الإعلامي الفضائى المتميز على مستوى فضح الأسرار الشخصية يشرب من كأس أذاقه للجميع الذين لا يقدرون على مجابهته إعلاميا، فهم لا يملكون فضائية تستأجره وأمثاله لفترة تكون فيها البذاءة سلعة إعلانية رائجة، تساعدهم في الدفاع عن أنفسهم وصيانة أسرارهم الشخصية، الرجل استحل لنفسه فضح أسرار الآخرين علنا، حتى وإن كنت مثلى تكره بعضهم أو لا تحترمهم، فهم مواطنون لهم حقوق ولهم أسرار شخصية يجب أن تصان وهي كذلك وفقا لدستور 2014....

وفرضا أن الأسرار الشخصية والمكالمات الهاتفية تمس أمن الوطن، فهناك قضاء وجهات تحقيق مختصة بذلك ولها كل الاحترام لأنها الوحيدة المنوط بها تطبيق القانون إن كنا نتحدث عن دولة بحق وإن كنا جادين في مسادة مشروع دولة ما بعد 30 يونيو 2013، فليس من حق فرد أن ينصب نفسه مخبرا ومحققا وجلادا على أي إنسان ثم يدعى أن هذا إعلام! ولكن....عندما اقترب فقط من رجل أعمال مصنف عالميا من أغنى رجال العالم، تم التضحية به على الملأ وفوق مذبح الإعلانات التي تمول القناة وتمنح مالكها رغد العيش في زمن يكتوى فيه الأغلبية الكاسحة من المصريين بلظى الأسعار المتزايدة كل ساعة.

إنه إعلام الإعلان، فمن أجل حفنة إعلانات في زمن ندرت فيه الثقافة وأصبحت القراءه ذكرى من الماضى، لا يجد المواطن المصرى سوى برامج فضائية لا تقدم خدمة إعلامية بل تجارة إعلانية فجة قائمة على التربح من الفضائح أو الدعاية لمجموعة من رجال الأعمال ملوك المال والجاه وأصحاب السلطة الحقيقية في هذه البلاد، ومن أجل ذلك المال يمكنك أن تحارب من تشاء وتتحدى الأقوياء حتى وإن كانوا بحجم رئيس الجمهورية الذي تخلى عنه جميع الأقوياء داخليا وإقليميا عربيا وبقى له مؤيدوه من بسطاء الشعب...
كيف ذلك ! ( يتبع بإذن الله )
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية