رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحراق مصر وليس مواجهة الإخوان


شائعات خطيرة نشرتها بعض المواقع الإلكترونية عن قيام أعداد من الشباب بتشكيل تنظيم تحت مسمي "الثأر لمصر" - وحسب ما نشر مؤخرا – أن التنظيم المزعوم اعتبر جماعة الإخوان، محتلًا داخليًا، يمارس أعمال القتل والحرق والإرهاب، ضد المصريين الغلابة، في المناطق الشعبية ودور التنظيم هو مقاومتهم، والانتقام منهم، والرد عليهم بنفس الأسلوب بمعني أدق أي تقمص دور أجهزة الدولة وهو دور إن تم بالفعل فتكون مصر قد دخلت دائرة العنف المسلح.

الحديث عن هذا التشكيل الذي قد يتحول مع الوقت إلى تنظيم إرهابي يلعب ربما نفس دور الإخوان المسلمين وهم من بدأوا حياتهم من خلال التنظيمات المسلحة وعلي أساس مواجهة الاحتلال تارة ومواجهة العصابات الصهيونية تارة أخرى ولكن ما لبثوا أن تحولوا إلى تنظيم إرهابي يهدد كيان الدولة، ويقتل كل من يتعارض مع أهدافهم التي بدأت بالدعوة وانتهت بتفكيك الدولة وتفجيرها.

الخطير في الأمر أن التنظيم - والذي يعلن عن نفسه عبر أخبار تحت ستار " شائعات"- أنه وحسب تصريحات عناصره التي نشرت وكأنها بشري سارة للرأي العام لن يستجيب لأى نصائح تتعارض مع أهدافه في مواجهة عنف جماعة الإخوان الإرهابية والذي يتصاعد ويخالف كل القوانين والأعراف ويمثل خروجًا صارخًا، على الدولة وكأن التشكيل الإرهابي الجديد سوف يلتزم بالقانون !.

إن الترويج لتلك الشائعات يشكل من المخاطر ما يهدد كيان الدولة ويعيد للأذهان ما كان يريد الإخوان أن يصنعوه بمصر خلال شهور حكمهم، عندما قرروا أن يتم منح الضبطية القضائية للمواطنين من خلال تفسير خاطئ للقانون فبدأت تخرج تشكيلات من الجماعات المنتشرة في مصر والتي كان موجها لها هذا الأمر فاتخذت كل مجموعة "علما" لها وبدأت في استعراض قوتها من خلال مواكب تنشر الرعب بين المواطنين وعلي أساس أنها سوف تطبق القانون وبالطبع بالمفهوم الذي تراه وعلي طريقة طاعة ولي الأمر وباعتبارها من طاعة الله ورسوله وبالتالى سوف يتم القتل والسلب والنهب والتعذيب باسم الدين والقانون! مانحة لنفسها سلطات كانت سوف تؤدي إلى تحول مصر من دولة المؤسسات إلى دولة قبلية ليبدأ مسلسل التقاتل والتناحر والتشرذم وهنا يكون هلاك الدولة وهو ما يحدث الآن من جانب المليشيات التي تقطع أواصر الدول العربية ومنها سوريا والعراق وليبيا.

إن أزمة مصر ليس في إرهاب الجماعة لأن قدرات الأمن بكل تأكيد سوف تقضي عليه باعتبار الاجهزة الأمنية هي المؤسسة المعنية بهذا الأمر، وتمارس عملها وفقا للقانون والدستور وتحت توجيهات تصدر من قيادة واحدة، ولكن إذا جاءت تنظيمات على شاكلة "الثأر لمصر" المزعومة فسوف تكون بداية لانتشار ميليشيات أخطر من إرهاب الإخوان على مصر. وعلي الدولة أن تواجه ما يحدث بكل حسم وقبل أن ينفلت الزمام ونجد أنفسنا نسير وفقا لتعليمات وأوامر ميليشيات ربما يتواضع تنظيم داعش بجانبها، لأن كل تنظيم يبدأ بإمكانات إجرامية تتفوق على ما انتهى إليها غيره. 
Advertisements
الجريدة الرسمية