رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مباحث الجيزة: عصر البلطجة في طريقه إلى الزوال

فيتو

  • تعاون المواطنين مع الشرطة أسهم في انخفاض معدلات الجريمة
  • لن نتهاون مع الخارجين على القانون
  • جرئم الخطف لم تتحول إلى ظاهرة في الجيزة
  • العشوائيات أصبحت "مأوى" للإرهابيين
  • تجار المخدرات كونوا إمبراطوريات ضخمة لتجارتهم غير المشروعة
  • اقتحام البؤر الإجرامية في العمرانية والطالبية وكرداسة وبولاق وإمبابة

بعد فض اعتصام الإخوان في كل من "رابعة العدوية" و"النهضة".. حاول أنصار الجماعة "الإرهابية"، فرض سيطرتهم على بعض مناطق الجيزة، واتخذ فريقٌ منهم منطقة كرداسة ملاذًا ظنوا أنه آمن.. فيما تحصن فريق آخر بالمناطق الجبلية في الصف والبدرشين والعياط، وانطلقوا منها لينفذوا هجمات إرهابية ضد منشآت الدولة خصوصا أقسام الشرطة.. حول هذا الموضوع وغيره... "فيتـو" حاورت اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وكشف خلال الحوار عن جهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة ومطاردة المجرمين في كل المجالات، سواء العناصر الإرهابية، أو الجرائم الجنائية بأنواعها المختلفة، وتحدث عن الخطط التي وضعتها مديرية أمن الجيزة، لمطاردة العناصر الإرهابية وتجار السلاح وغيرهم.. وإلى نص الحوار:

*هل ترى أن معدلات الجريمة تراجعت بعد ثورة 30 يونيو ؟
فور تخلص المصريين من حكم جماعة الإخوان وما تسبب فيه من فوضى في الشارع، واتجاه الدولة نحو الاستقرار السياسي، كثفت الأجهزة الأمنية من مجهوداتها لفرض السيطرة على الشارع ومواجهة كل أشكال الخروج على القانون.. ورغم معركتها الكبرى مع قوى الإرهاب وعناصر جماعة الإخوان والمتطرفين، فإن قوات الشرطة لم تغفل عن مكافحة الجرائم الجنائية، ونجحت في الكشف عن المئات من جرائم القتل والاغتصاب والاختطاف، وقطع الطرق.. وفى الفترة الأخيرة، تمت مضاعفة عدد الدوريات الأمنية في الشوارع والميادين العامة على مدى الـ "24" ساعة، وهو الأمر الذي كان له بالغ الأثر في منع العديد من الجرائم قبل وقوعها، وكانت المحصلة النهائية تراجعًا واضحًا في معدلات الجريمة.

*وما مدى تعاون المواطنين مع رجال الشرطة في معركتهم مع الإرهاب ومحترفى الإجرام ؟
هناك تعاون ملحوظ من قبل أفراد الشعب المصرى، مع رجال الشرطة في مكافحة الجريمة ومطاردة المجرمين، وقد أسهم تعاونهم هذا في الكشف عن العديد من مخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات، بمناطق كرداسة والصف واطفيح والبدرشين، و6 أكتوبر وبولاق الدكرور.. كما أرشد مواطنون عن أماكن وجود العناصر الإرهابية، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطها، قبل أن تنفذ عمليات ضخمة تهدد أمن البلاد واستقرارها.. أيضًا تمكنت الشرطة بفضل التواصل مع كبار العائلات في الجيزة، من عقد جلسات صلح بين الأهالي في خصومات ثأرية بمناطق البدرشين والعياط، مما أدى إلى انخفاض أعداد الضحايا.

*يرى البعض أن جرائم الخطف أصبحت ظاهرة في الجيزة.. فما ردك ؟
جرئم الخطف مثلها مثل أي جرائم أخرى، موجودة في المجتمع المصرى منذ القدم، وفى فترة من الفترات ازدادت معدلات هذا النوع من الجرائم، ولكنها لم تتحول أبدا إلى ظاهرة في الجيزة، ولم تزد على كونها حوادث فردية، وأغلب مرتكبيها على علاقة بالضحية أو أحد أقاربه.. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من الكشف عن ملابسات العديد من جرائم الخطف، وأعادت المختطفين سالمين خلال ساعات، دون دفع أي مبالغ مالية.. ومن هذه القضايا إعادة رجل أعمال قبطى، اختطفته عصابة وطلبت من ذويه 2 مليون دولار، غير أن ضباط المباحث تمكنوا من التوصل إلى الجناة وأعادوا المجنى عليه سالمًا، ودون دفع أي مليم.. وفى الطالبية أعادت الشرطة طفلا عمره 11 سنة من مختطفيه وألقت القبض على الجناة، الذين كانوا يطلبون مليون دولار فدية، وذلك بعد ساعات قليلة من اختطافه.

*من خلال خبرتك الأمنية.. ما البؤر التي تضم العناصر الإرهابية بالجيزة ؟
العشوائيات بصفة عامة، هي أخطر المناطق التي يختبئ بها الإرهابيون نظرًا لازدحامها بالسكان، والكثير من عناصر جماعة الإخوان يتخذون منها أوكارًا للتخطيط لهجماتهم على المصالح والمنشآت المهمة واستهداف رجال الشرطة والجيش، وتوجد بها ورش لتصنيع المتفجرات وإعداد زجاجات المولوتوف وتخزينها لاستخدامه فور تقلى التعليمات من قيادات الجماعة.. ومن هذه المناطق "بولاق الدكرور، والحوامدية، وكرداسة، والطالبية، فضلا عن الصف والبدرشين والعياط وأوسيم وإمبابة".. والأجهزة الأمنية والمباحث الجنائية بالتنسيق مع الأمن الوطنى، شنت العديد من الحملات، تمكنت من خلالها من إلقاء القبض على عناصر إرهابية وتنظيمات شديدة الخطورة، تورطت في هجمات مختلفة على اقسام الشرطة، ونقاط المرور واستهداف رجال القوات المسلحة، ومحطات الكهرباء، من بينهم أعضاء في الإخوان، وعناصر من تنظيمى أنصار بيت المقدس، وأجناد مصر الإرهابيين.. وتواصل مباحث الجيزة حربها ضد قوى الإرهاب الأسود، ومحاصرة عناصره المتطرفة، رغم استهداف رجال الشرطة وسقوط العديد من الشهداء في صفوفهم.

*كيف تواجهون تجارة الأسلحة خاصة بعد تزايد أعداد المهربين عبر الحدود المصرية ؟
هناك عمليات تهريب واسعة للأسلحة النارية بمختلف أنواعها، عبر الحدود المصرية مع السودان ومع ليبيا.. والكثير من تلك الأسلحة تصل إلى تجار ومهربين في الجيزة، خاصة المناطق الجبلية في الصف وأطفيح والبدرشين، وبعضها يصل إلى أيدي العناصر الإرهابية المتطرفة لاستخدامها في زعزعة الأمن المصرى.. ولمواجهة هذا الخطر الداهم، هناك تعاون كبير بين قوات الشرطة، وبين القوات المسلحة، ويتم تنظيم حملات مشتركة على بؤر تجار الأسلحة، وأسفرت هذه الحملات المستمرة عن ضبط أعداد هائلة من مختلف الأسلحة.. ومؤخرا تم ضبط 475 قطعة سلاح ناري، 4889 طلقة رصاص حى.. كما تم ضبط 9 ورش لتصنيع الأسلحة محليًا، فضلا عن 255 قضية إحراز سلاح دون ترخيص، وضبط 50 قطعة سلاح ناري استخدم في جرائم جنائية، ومازالت الجهود مستمرة في ملاحقة تجار الأسلحة.

*وما الوضع بالنسبة لتجارة المخدرات ؟
تجار المخدرات استغلوا فترة الانفلات الأمني في أعقاب ثورة 25 يناير، وكوّنوا إمبراطوربات ضخمة لتجارتهم غير المشروعة، ولكن مع تعافي قوات الشرطة وحملاتها المكثفة، عادت معدلات تجارة المخدرات إلى ما كانت عليه قبل ثورة يناير تقريبًا، وفى الفترة الأخيرة، نجحت مباحث الجيزة في ضبط 662 قضية إتجار، بلغ إجمالي المواد المخدرة فيها، أكثر من 50 كيلو حشيش، و415 كيلو بانجو، و625 جرامًا من مخدر الهيروين، بالإضافة إلى 166 قضية تعاطى.. وقد أسهمت هذه الضبطيات في ارتفاع أسعار الحشيش مقارنة بالبانجو؛ لأن الحشيش أصبح قليلا في السوق على عكس البانجو الذي تتم زراعته وسط المحاصيل العادية.

*وماذا عن باقى الجرائم مثل الأموال العامة والآداب وغيرها ؟
لم تغفل الأجهزة الأمنية في الجيزة أي نوع من أنواع الجرائم، وتوصلت الجهود خلال الأيام القليلة الماضية، إلى ضبط 55 قضية أموال عامة، و150 قضية آداب، و20 قضية أحداث، وضبط 20 هاربًا من أقسام الشرطة، وتمت إعادة 42 هاربًا من السجون إلى محبسهم، وتنفيذ أكثر من 924 حكمًا قضائيًا في جنايات والحبس الجزئي.

*هل هناك بؤر إجرامية لم تصل إليها الشرطة حتى الآن في الجيزة ؟
لا يوجد مكان في الجيزة، لم تصل إليه الشرطة.. جميع البؤر الإجرامية التي كانت مصدر قلق ورعب للمواطنين، تم اقتحامها من قبل قوات الأمن وتصفيتها، خاصة في مناطق "العمرانية والطالبية وكرداسة وبولاق الدكرور وإمبابة" وغيرها.. وخلال الأيام القليلة الماضية، نجحت مباحث الجيزة مدعومة بقوات الأمن، في ضبط 15 عصابة، تضم 50 متهمًا، واعترفوا في التحقيقات بارتكاب 47 جريمة متنوعة ما بين سرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح، وسرقة السيارات واقتحام المنازل.. كما تم الكشف عن 90 قضية جنائية من بينها القتل العمد والخطأ، والاغتصاب وهتك العرض.. كما تم ضبط العشرات من محترفى البلطجة وفرض السيطرة على المواطنين في بعض المناطق الشعبية، وما زالت الحملات الأمنية اليومية مستمرة.. ويمكن القول إن عصر البلطجة والخروج على القانون في طريقه إلى الزوال.
الجريدة الرسمية