رئيس التحرير
عصام كامل

تحريف القرآن وهدم الكعبة وفرض الجزية


داعش تفرض نفسها على العالم الإسلامى والعربى، وهم في غفلة يتطاحنون فيما بينهم، المتشددون التكفيريون بعد أن قامت الولايات المتحدة بتجميعهم من مختلف البلدان العربية والإسلامية وتدريبهم على أعلى مستوى من فنون القتال بأموال خليجية منذ سنة 2006 بعد هزيمة كل من تل أبيب وواشنطن في لبنان، وبعد الفشل الذي أحاط بهم في تحقيق خارطة الشرق الأوسط الجديد حيث قررت الولايات المتحدة ألا تقوم بشن الحروب على دول شرق أوسطية ماداموا يملكون جيشًا جرارا من التكفيريين الذين من الممكن توظيفهم في ضرب وقتل وتشريد الملايين من المسلمين والمسيحيين فكانت أول هذه الدول سوريا، ثم اليمن والعراق وليبيا وتونس ومصر ولبنان.!


ماذا فعل كل من داعش والنصرة في سوريا والعراق.؟ تناحرا مع بعضهما لمدة عام ونصف إلى أن أجبرت داعش النصرة على مبايعتها وراح زهاق ذلك عشرات الآلاف منهما فقط.! وقبل وبعد المبايعة تم بقر بطون النساء الحوامل وسبى البعض وإرغام الأزواج على طلاق نسائهم للزواج منهن ثم فرض الجزية على الملل الأخرى أو قتلهم ودفن البعض أحياء في مقابر جماعية وفرض نكاح الجهاد لمن يحببن من النساء التطوع للجهاد معهم من العديد من دول العالم، مع العلم أن من أتى إلى سوريا قبل الخلايا النائمة منهم في العراق كانوا من 84 دولة عربية وغربية.

تم تجنيد الأطفال من 7سنوات إلى 14 سنة وتم تدريبهم وحملهم السلاح وبعدها فجروا مدافن الأنبياء مثل النبى يونس والنبى دانيال وشعيب ومعظم مقابر أولياء الله الصالحين.

لكن هل اكتفوا بكل المساوئ التي شرعوها من أجل هدم الإنسان والإنسانية.؟ بل إنهم قاموا بهدم الكنائس والمساجد والأضرحة وحرق الشجر والزرع والاستيلاء على آبار البترول وبيعه بأسعار زهيدة لتركيا التي ساهمت بقدر كبير هي والأردن في تديب هؤلاء المسلحين على أراضيهم ثم فتح المعابر والسماح لهم بدخول سوريا والعراق، لقد تكاتفوا بكل جهدهم مع دول الخليج من أجل خراب سوريا والعراق، وما زالوا حتى الآن في غيهم الذي امتد إلى اليمن وليبيا ولبنان وتونس والجزائر ومصر.

منذ ثلاث سنوات ونحن نناشد الحكومات الحذر من هذا الخطر الداهم الذي بالضرورة لابد أن يصل إليهم عاجلا أو آجلا، وناشدنا علماء الإسلام وكبار الفقهاء والمشايخ من أهل السنة وكل المنظمات الإسلامية من أجل صد هذه الهجمة الشرسة التي خططت لها واشنطن وتل أبيب وبعض دول الغرب، إلا أنهم تغافلوا ولم يكترثوا إلا ببعض الاستنكارات التي لا تثمن ولا تشبع من جوع، ثم ناشدنا ومازلنا ننادى بأعلى صوت على شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، المسئولين عن المؤسسة الدينية في قاهرة الأزهر الشريف والمخول لها الفتوى والتشريع كرائدة للدول العربية والإسلامية، ولكن لا حياة لمن تنادى، لقد وقف مدراؤهما كصد مانع بين تبليغها نداءاتنا المتكررة والملحة من أجل لقاء أي منهما.

في هذا الزمن لايصح لأى إعلامي مقابلة أي وزير لعدم تضيع وقته الثمين أو حتى محادثته هاتفيا، لكن الخطر أكبر والناس نيام، القرآن يكتب من جديد على يد الداعشيين ويهددون بهدم الكعبة والاعتداء على المقدسات والأضرحة، والعلماء ومشايخ الأزهر لا يبالون وكأنها الغفلة التي حذر الله منها في كتابه الكريم ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).

الأمر أكبر من الفتنة بل أشد وكأنه آخر الزمان الذي انتهت فيه العلامات الصغرى للقيامة وبدأت العلامات الكبرى في الظهور، ربما نحن في عصر المسيح الدجال ولكون علماء الإسلام في كل العالم عطلوا باب الاجتهاد واكتفوا بالنقل والقياس منذ 300 عام، اختلطت عليهم الأمور فأصبحوا غير قادرين على الإفتاء وهدايتنا للحقيقة المرة التي نعيشها اليوم، البعض لا يعيرها أي اهتمام، والبعض الآخر يعتبرها فتنة وستأخذ وقتها وستزول قياسًا بما حدث من قتل في الصدر الأول للإسلام، وآخرون اكتفوا بذلك، هل بالفعل الأمر تافه إلى هذا الحد الذي يستهان به.

تحريف سورة الكافرون والأحزاب والإسراء، بالفعل أمر هين في أعين هؤلاء فلا يعيرونها أية أهمية غير التنديد؟ لقد استهان المسلمون في عهد النبى وفى عهد الخلفاء من بعده بأمور ليست مثل ما تشرعه داعش اليوم من أمور جلل تهتز لها الأبدان، ولقنهم الله الدرس حتى يفيئوا لأمر الله، فما بالنا باليوم الذي يسلب الجنوبيون من بين أيدينا عقيدتنا ونحن لهم مستسلمون، لقد حاربوا على مدى سنوات الزحف الأحمر إلى أن قضوا عليه وفككوه ( الاتحاد السيوفيتى) وقالوا ما بقى غير الزحف الأخضر ( الإسلام ) وقد كان لهم ما أرادوا، الآن يقتل المسلم أخاه المسلم، بل يذبحه ويقطع أعضاءه ويمثل بها.

ويقول بعض المشايخ وهم على المنابر، لاتقلقوا، فلقد وعد الله أمة الإسلام بأن يحفظ كتابه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وهم في ذلك يقيسون بكلمة مشهورة قالها عبد المطلب عندما أتى أبرهة، ملك الحبشة، ليهدم الكعبة، قال ( ما أريده هو أبلى، أما الكعبة فلها رب يحميها ) وأنا أعتقد أن القباس هنا خطأ، لأن قريش في ذلك الوقت كانت تعيش في مهد الرسالة، وزمن المعجزات التي كان آخرها المعجزات التي نزلت على النبى محمد (صلى) أما اليوم انتهى عصر المعجزات وأصبحنا في زمن العلم والعلماء الذين قال فيهم الله ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )، إن الجنوب يهدم الشمال اليوم بالعلم والتكنولوجيا، لكون الله خلق الإنسان وأكمل له دينه كما قال النبى ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا ).

ومن هنا يكمن القصور في المؤسسة الدينية التي تركت الحبل على الغارب لكل من أراد الفتوى وهو لايحمل شيئًا من العلوم الدينية إلا ما نذر، وتعطل الاجتهاد وظهرت موجات من السلفيين والتكفيريين الذين يفتون بما لايعلمون، وتردى الخطاب الدينى منذ مائة عام وأكثر ياسادة، يا من أنتم مسئولون عن المؤسسة الدينية، أعيدوا للأزهر ولمشايخه وعلمائه هيبته، وحاربوا هؤلاء الفجرة الفسقة حتى يعودوا تائبين إلى الله. 
Dr_hamdy@hotmail.com




الجريدة الرسمية