رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر.. و"الأظهر"!


أزهرنا الشريف كيان رصين له تاريخ قديم، ومنذ بدء رحلته السنية ارتبط (وحوى) وحمى تراث عصابة الفقهاء القدماء من أهل السنة والجماعة، فهل كان هذا الارتباط عبئًا تاريخيًا عليه وعائقًا ضد تجديد الفكر والخطاب الدينى الذي يناسب عصرنا الحالى ؟ وهل أضعف تأثيره ذلك المناخ السلفى الوهابى الذي حاف على مصر وتغلغل بعضه إلى كيانه العلمى أو كاد ؟ واضطره إلى الخوض في قضايا هامشية كعذاب القبر وغيره كهوى هؤلاء الوهابيين السلفيين كما سمعنا ورأينا، فهل يستطيع الأزهر أن (يظهر) عليهم بعد أن أضلوا الناس وجعلوا الإسلام مجرد نقاب ولحية ونبذوا مفاهيمه الإنسانية الرفيعة ؟ ومتى (يظهر) ويحاسب هؤلاء المدعين الذين أهانوا المرجعية الشرعية والدستورية لمجلس كبار العلماء فيه وأنشئوا كيانًا وهابيًا بديلًا يسمى بمجلس شورى العلماء اقتصر على أصحاب الجلاليب والعمائم والنعال النجدية؟!

وهل آن له أن (يظهر) كذلك على من نبذوا جمعيته العلمية وأسسوا (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح)  التي وصفوها بأنها تحوى أهل العلم والدعاة، وبأنهم هم أهل الحل والعقد لهذه الأمة؟! وهل لنا أن نطمع ونسمع رأيه الصريح (الظاهر) فيهم وفى بضاعتهم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تمتلئ بها ملازمهم وكتيباتهم مثل حديث رضاعة الكبير الذي يتنافى مع أسس الإسلام ويخالف مبادئ التربية والأخلاق ؟ كما نلح عليه بكل وضوح أًن يحسم قضية الإسلام السياسي، ويبين لنا صحيح الرأى الشرعى في موضوع الحكم والحاكمية ؟ أو أن تنظيم الدولة وكيانها خاضع لاجتهاد البشر ورؤيتهم السياسية المتغيرة ؟

لقد وعد الله بإظهار دينه فقال ( ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)، فهل آن لكيان (الأزهر) القديم أن يتحول فيصير (الأظهر) الحديث ليتسق مع هذا الوعد الإلهى ويدعم المجتهدين المعاصرين الذين (يُظْهِرون) بيان الإسلام الحقيقى بين الناس، نحتاج بشدة إلى ( المُظْهِرين) بعيدًا عن المقلدين والمرددين، ونشتاق إلى ( الأظهر) بثوبه الجديد ليقود مسيرة التجديد، وإلا فسيبقى الحال على ما نسمع.. ونرى.. ونعاين. 
الجريدة الرسمية