رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام شريكًا


يتزامن صدور تقرير منظمة هيومان رايتس لحقوق الإنسان، باتهام الأمن المصري باستخدام (خطة ممنهجة للقتل الجماعي في ميدان رابعة العدوية والنهضة)، والذي استند على شهادة مجهولين واستخدام صحفيين يعملون لوكالة أمريكية في مصر، لاختيار وجمع الأدلة وصياغة الاتهام وتوجيهه للقيادات المصرية، وعلي رأسها رئيس المخابرات العسكرية المصرية. 

يتزامن هذا مع قيادة الأخير لمباحثات وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع انفراد قناة الجزيرة بإخراج صورة فض الاعتصام مدعومة بشبكة من وكالات الأنباء التركية ومراكز خدمات للأخبار مصرية.. سيطرة جماعة الإخوان على أجهزة ومعدات التليفزيون المصري وتسخيرها فقط للجزيرة..علاوة على التعدي بل والقتل لغيرهم من الصحفيين الأجانب والمصريين. وبعد نجاح الإخوان في الشوشرة على قناة 25 الصوت الأقرب إلى تحري الصدق والموضوعية منذ قيام ثورة 25 يناير..

وبدون تقديم العذر للاستخدام العشوائي للعنف من قبل الشرطة..إلا أن طمس وتواري أهم جريمة اقترفت في الميدانين بواسطة جماعة الإخوان، وهي استخدام شرائح من المصريين كدروع بشرية لتحدي السلطات وحمل السلاح، حتى لو كان قليلًا، لفرض إرادتهم السياسية..بعد أن رفضها الشعب في 30 -6. ويصبح وقوع الضحايا لأبرياء هو الأمل والصوت الوحيد الباقي لهم في النجاة.

واحتذي إخوان غزة المعروفين باسم حماس نفس الأسلوب والأداء. وتكررت جريمتهم في الاحتماء بالعٌزل والتضحية بالنساء والأطفال. هذه المرة أمام حكومة نتانياهو المتجردة من الإنسانية. والتي تسعي إلى دمار وتهلكة الشعب الفلسطيني المحتل. بعد أن عانوا العزلة والإفلاس وبعد أن قامت مصر بالسعي لإغلاق أنفاق التهريب التي استخدمها (الأخوة) في إدخال الإرهابيين إلى سيناء وشن الهجمات على أبناء مصر من جنودها البواسل.

دار كل هذا بينما يقضي أغلب الإعلاميين في مصر وقتهم في عراك، وتخبط دورهم في الانحياز البدائي للأطراف، وحصروا أنفسهم داخل الاستوديوهات. وتباروا في التجاوزات وطرح الغيبيات مثل وجود "عذاب القبر"، وأسئلة من نوع هل الأقباط كفرة، وتمادي بعضهم حتى رفع "الشبشب" في وجه مشاهدينه. واندفعوا وراء مصالحهم أو من يملكهم. وعادوا إلينا بأصوات من أخطأ في حق الشعب المصري، مشوهين صورة الثورتين وشبابها، وذلك لصرف النظر عما تسعي إليه مصر الآن، وهو وضع حد لقتل الإسرائيليين للفلسطينيين. والتصدي لقوي الجهل الإرهابية التي تجتاح منطقتنا، واعادة بناء الاقتصاد المصري.. وأن سياسة مصر أصبحت مربوطة بمحددات عربية وقوى دولية ومتغيرات جديدة، توجب على الإعلام لرفع صوته لدعمها. 

اشترك الإعلام مع منظمات حقوق الإنسان في التقاعس عن التحقيق في جرائم الحرب التي تقترف في غزة، وهي الأولى بالتقصي.وغابت عن الجميع الحقيقة. فهل نستطيع استجماعها مرة أخرى؟ والاتفاق والإعلان على الثوابت التي تجمعنا وتقبل التغيير والإعلاء من قدر الشعب وترفع من قامته وتعينه على ما يحتاجه لمواجهة مصيره، وتقدم الأمن والأمل لشعوب المنطقة جميعا، بعد أن قُدر للإعلام أن يكون شريكًا.
الجريدة الرسمية