رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهرى ونقابة العاملين بالبترول


بعيداً عن التحيز ومن منطلق الحرص على العلاقات العمالية، التى يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الصراعات السياسية الدائرة الآن بين كل فئات المجتمع المصرى، ولقد ظهرت بوادر هذه المشكلة بعدما أصدر رئيس الدولة القانون رقم 97 لسنة 2012 وذلك فى اليوم التالى للإعلان الدستورى المكمل وحينما كان الجميع مشغولاً بالأزمة التى نشأت بصدور هذا الإعلان ما بين مؤيد ومعارض ولم يلتفت إلا القليل للقانون الذى أطاح بمن تخطى الستين والذى ناديت به كما نادى به الكثير من القيادات العمالية.

ولقد أخطأت القيادات الجديدة بالنقابات العمالية، إذ لم تعقد جمعياتها العمومية قبل تعيينات مجلس الشورى حيث تم اختيار رئيس الاتحاد العام للتعيين لعضوية مجلس الشورى، وهذا ما جعل الأمر فى غاية الضبابية حيث إن القانون بعد التحديث واستبدال مادة بمادة أخرى لم يحدد هل الاستكمال يكون من بين أعضاء الجمعية العمومية أم من بين من يختارهم الاتحاد العام، لذا وجب تغليب مصلحة العاملين وإعطائهم الحق فى اختيار قياداتهم عن طريق الجمعيات العمومية للنقابات العامة وبرعاية الاتحاد العام.
وهذا لم يحدث فى مشكلة نقابة البترول، حيث إن الكثير ممن تم وضعهم كان قد تم شطبهم أو انتهاء عضويتهم بسبب الترقى أو بلوغ سن الستين، فقد فوجئ الجميع بأسماء بعينها تنتمى لتيار بعينه كانت قد انتهت عضويتهم قد تم إعادتهم إلى التشكيلات وذلك بعد تنازل بعضهم عن وظيفته العُليا بعد انتهاء العضوية ولم يتم إعادته عن طريق النقابة العامة لأنه كان قد تم شطبه، وهل يُعقل أن يترك أحد العاملين الوظيفة العُليا التى نسعى لها جميعاً ببذل الجهد والوقت ثم يتنازل عنها؟ أليس للعقل أن يتساءل ما هو المقابل؟ أليس ذلك يدعونا لنتساءل لماذا يحدث هذا فى هذا التوقيت الذى ننتظر فيه الإعلان عن بدء الإعداد لإجراء الانتخابات التى تأخرت عن موعدها الذى كان مقرراً لها نوفمبر 2011؟ ويرجع البعض بل الكثير عودة هؤلاء الى التشكيلات بمحاولة أخونة النقابات العمالية.
وعندما يخرج رئيس الاتحاد مدافعاً عن وزير القوى العاملة بأن الأخير لا يتدخل فى تشكيلات النقابات العمالية فهذا أيضاً يُعيد الى الأذهان تلك التساؤلات.
أعتقد أن تلك أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابات لا تبريرات .
أرجو من زملائى النقابيين أن نتماسك جميعاً يداً بيد للدفاع عن حرية التنظيمات العمالية وأن نتمسك بحريتها التى كفلتها لها اتفاقيات منظمات العمل الدولية وأدعوا من يعتلون الكراسى الآن أن يراجعوا مواقفهم فالكراسى لا تدوم فقط يدوم حب الزملاء.
الجريدة الرسمية