رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم.. ملفات على طاولة «السيسي وبوتين» في روسيا.. بحث توقيع اتفاقية «دفاع مشترك».. شراء مقاتلات «ميج 29إم ومروحيات مى35 إم».. مناقشة سبل عودة السياح الروس..ومصر «بد

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء إلى روسيا على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شتى القضايا الدولية والإقليمية والتطورات في الشرق الأوسط وتفعيل التعاون الثنائي بين موسكو والقاهرة.


ومن المقرر أن يبحث السيسي مع نظيره الروسي عددا كبيرا من الملفات المشتركة في زيارته الثانية له والأولى كرئيس في إطار الأوضاع التي تمر بها مصر والتي شهدت ثورتين خلال ثلاث سنوات، وهو ما يدل على تمسك الشعب المصري بإقامة نظام يلبي تطلعاته للحرية والتنمية ودولة القانون وسط ارتباك أمريكي.

توتر العلاقات مع أمريكا

تأتى الزيارة في ظل التوتر الذي شاب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ ثورة 30 يونيو وظهور فرصة جديدة أمام الجانبين المصري والروسي لإعادة دفء علاقاتهما القديمة حيث تحصل مصر على مساعدات عسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة منذ توقيعها لمعاهدة السلام مع إسرائيل وتلويح واشنطن بين الحين والآخر بوقف هذه المساعدات ما دفع مصر إلى البحث عن مصادر أخرى وفتح آفاق جديدة للتعاون في هذا المجال مع روسيا التي تبرز الآن باعتبارها أنسب بديل لتزويد مصر بالمساعدات العسكرية.

وما يؤشر على وجود بوادر على هذا التعاون تأكيد الجانب الروسي أن هناك اتفاقا مع الجانب المصري على توقيع اتفاقية تعاون مشترك في المستقبل القريب بين القوات المسلحة الروسية والمصرية يتضمن إجراء مناورات عسكرية بين البلدين.

يأتي هذا التطور بعدما ألغت واشنطن في أغسطس الماضي مناورات النجم الساطع مع مصر واستعداد روسيا لتزويد مصر بأحدث الأسلحة وتوسيع تبادل الوفود وتدريب العسكريين المصريين في المؤسسات التعليمية العليا التابعة لوزارة الدفاع الروسية وبحث طرق تعزيز التعاون بين القوات البحرية والجوية في البلدين وتعزيز العلاقات العسكرية - التقنية وتطابق وجهاتهما من قضايا الأمن على النطاق الإقليمي والدولي.

«سلاح روسى»

وتشتمل الزيارة أيضًا الحديث عن شراء مقاتلات من طراز ميج - 29 إم وأنظمة دفاع جوي من عدة طرازات ومروحيات مي-35 ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة الخفيفة لتعزيز قوات الدفاع الجوي المصرية وتعزيز قدرات البلاد على الدفاع عن النفس من أي عدوان خارجي بشكل عام.

التعاون الاقتصادي
وعلى الصعيد الاقتصادي سيبحث الطرفان آفاقا واعدة للتعاون في مشاريع ضخمة والتغلب على مرحلة الركود التي أثرت على حجم التبادل التجاري بن مصر وروسيا العام الماضي وأن يصل إلى مستويات جديدة عند 5 مليارات دولار سنويا.

ويأمل السيسي خلال المباحثات في استعادة مصر مكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس لما يحمله ذلك من فوائد تعود على الاقتصاد المصري، واستعادة روسيا مجدها بالعودة لصيانة المصانع المصرية التي سبق أن ساهم الروس في إنشائها في مصر وبحث تمويل خطي المترو الجديدين ومناقشة إنشاء صوامع روسية لتخزين القمح في مصر.

كما يبحث الطرفان كيفية إسهام الجانب الروسي في حل الخلاف المقلق لمصر مع إثيوبيا حول سد النهضة نظرا لتأثير روسيا العالمي ونفوذها في تلك المنطقة، وأيد الروس الرؤية المصرية وأهمية التنسيق المشترك بين كافة دول حوض النيل بهدف تنفيذ مسائل التنمية في ضوء احترام القانون الدولي الضابط لاستخدام الموارد النهرية.

وفى سياق متصل قال السفير إيهاب بدوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن اللقاء سيكون لتنمية العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات، في ضوء ما سبق أن أعلنه الرئيس من حرص مصر على توسيع علاقاتها الدولية والانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا مع كافة دول العالم الصديقة والمحبة للسلام والتي تتشارك مع مصر قيم عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام كرامة الشعوب وإرادتها الوطنية الحرة.

وأشار بدوي إلى إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري حيث تعكف مصر على صياغة حزمة تشريعية جديدة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومن بينها بطبيعة الحال الاستثمارات الروسية التي سيكون مُرحبًا بها في مصر فضلًا عن تطوير التعاون في المجال السياحي بالنظر إلى كون روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر وكذا التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي.

وأضاف بدوى: « من المقرر أن تشهد الزيارة مباحثات بين الرئيسين بشأن مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة فضلًا عن ليبيا وذلك اتصالًا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية إلى جانب الأوضاع في العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية وكذا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها».

ويتطرق اللقاء أيضًا إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه.


الجريدة الرسمية