رئيس التحرير
عصام كامل

أرغمت المقاومة الفلسطينية «نتنياهو» على الانسحاب مذلولا


لماذا هذا الصمت الأبدى لحكام العرب والعالم الغربى وعلى رأسهم الولايات المتحدة.؟ ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الأطفال ليذبحوا ويقتلوا ومنهم من يقتل بدم بارد وجها لوجه.! كيف ومتى تحولت قلوب العرب المسلمين إلى صخور متجمدة كالجلمود.؟ يصف الله في كتابه اليهود في قوله ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) فهل تحولت قلوب المسلمين وانطبق عليهم هذا الوصف الذي وصف به الله بنى إسرائيل.؟ هم يقصفون بوحشية وبلا قلوب وبلا هوادة لأنهم لا يعرفون غير لغة القتل وإسالة الدماء واحتسائها، بالفعل هم مصاصو دماء، ومع ذلك لا يقاتلون إلا من وراء حجاب، فهم أكثر الناس حرصا على الحياة، وهم أكثر الناس خوفا ورعبا وجبنا، وهم أوهن من بيت العنكبوت.!

ولكن علينا أن نعود أدراجنا بعض الشيء إلى الوراء، من الذي أوصل هؤلاء الذين لعنهم الله في كتابه، وكتب عليهم المذلة والمسكنة وجعل منهم القردة والخنازير، إلى هذا القدر من الاستعلاء وتمسكهم بمقولة أنهم شعب الله المختار؟ لا نريد أن نخوض في التاريخ القديم، ولكنا مع التاريخ الحديث، فبعد أن مكنت بريطانيا إسرائيل من الاستحواز على الأرض التي يدعون أنها الأرض المقدسة خاصتهم، وبعد أن اعترفت بهذا الكيان الولايات المتحدة فور هزيمة الجيوش العربية سنة 1948 ثم اعترف من بعدها كل الدول الغربية ليثبتوا للعالم صحة ما يدعى هذا الكيان، بأن هذه الأرض المقدسة لهم، إلى أن جاءت ثورة 1952 وتلتها الثورات في الوطن العربى، حيث قامت إسرائيل بشن الحرب على مصر ومعها قوتان كبيرتان هما بريطانيا وفرنسا سنة 1956 لإفشال الثورة المصرية وإخمادها وإعادة الملك ( فاروق ) الذي أزاحته الثورة إلى الخارج، ولبقاء بريطانيا كدولة مستعمرة، ولتمكين الباشوات والإقطاعيين من أراضيهم وثرواتهم، إلا أنهم فشلوا في تحقيق مآربهم، فكانت حرب 1967 بعد أن أعلنت الثورة تأميم قناة السويس التي كانت بمثابة الضربة القاضية لكل دول الغرب، واحتلت سيناء والجولان السورى وغزة ليتمكن العدو من التمدد، إلى أن واجهته المقاومة المصرية والسورية التي اشتركت في الحربين السابقتين مع مصر وكذلك العراق والأردن، إلى أن لاقى عبد الناصر ربه وهو يقاوم المحتل في 1970، وأتى " السادات " خلفا للراحل، وكانت حرب أكتوبر 1973 التي حققت نصرا جزئيا لم يكتمل بسبب طلب الولايات المتحدة من " القائد الأعلى للقوات المسلحة " وهو حاكم مصر، بوقف الحرب، وانقاد الحاكم وامتثل لهذه الأوامر واعتبر نفسه كسب الحرب وانتصر.!

وبعدها سولت له نفسه بالتحالف مع الشيطان كما قال هو في خطابه (سأذهب للكنيست وأصافح اليهود بصفتى منتصر، وإذا أدى الأمر أن أتحالف مع الشيطان، سأفعل من أجل عدم إسالة الدماء لأى جندى مصرى بعد اليوم) وكانت الخديعة الكبرى الذي أوقعته فيها كل من واشنطن وتل أبيب ذهب وأدلى بخطابه من أجل السلام ( أي سلام وأى مهادنة لرجل يدعى أنه كسب الحرب، من الذي يأتى لمن.؟ من الذي يفرض شروطه على من.؟ ) ألم تستجب إسرائيل لوقف الحرب والانسحاب سنة 2006 بعد أن منيت بالهزيمة وقبلت كل شروط المقاومة اللبنانية.؟ ألم تقبل وقف الحربين في قطاع غزة سنتى 2008، 2012 وانسحبت ولبت كل شروط المقاومة.؟ ألم تقبل اليوم 5/ 8/ 2014 وقف الحرب صاغرة وتطبيق كل الشروط التي قدمتها المقاومة لمصر وتعهدت بتنفيذ بنودها.؟ هذه هي لغة المنتصر، إجبار العدو على الانسحاب وفرض الشروط والتعهد بتلبيتها قبل الموافقة على وقف إطلاق النار، لكنى لم أعرف كيف لهذا الحاكم قلب المعادلة، بأن يذهب المنتصر إلى العدو ويصافحه ويقبل شروطه من أجل " السلام " بل الاستسلام، لأنه لو كان منتصرا بالفعل ما فعل هذا الذي أصبح عارا على مصر خاصة بعد قبوله توقيع المعاهدة المشئومة " كامب ديفيد " ومعه " حسين" ملك الأردن، وعرفات رئيس المنظمة الفلسطينية " وبهذه المعاهدة فقدت مصر مكانتها في العالم، ثم جاء الانفتاح الذي أوصل مصر إلى الهاوية.!

ثم جاء خليفته " حسنى " ليكمل مسيرة من خلفه، ويصادق ويعشق بني إسرائيل، فذابت مصر في كل أنواع الفساد، ثم هود حكام العرب عدم مقاطعة إسرائيل وقبول التبادل الدبلوماسى بين البعض الذين نهجوا نهجه. والآن وبعد أن تلقت إسرائيل الصفعة تلى الصفعة من دول المقاومة، وبعد الدرس الكبير الذي لقنته لها المقاومة الفلسطينية، نأمل من الإدارة المصرية فك الارتباط بينها وبين هذا العدو المتمثل في معاهدة " كامب ديفيد " وإعادة ما تبقى لمصر من أرض سيناء، ووقف تصدير الغاز والبترول، وفك كل ما يربط مصر بهذا الكيان، وعندئذ نقول ( تحيا مصر)..!

Dr_hamdy@hotmail.com

الجريدة الرسمية