رئيس التحرير
عصام كامل

سحر التفاؤل


التفاؤل.. تلك القوة الساحرة المغيرة لــ"مسارات الحياة"... فلا حياة دون أمل في المستقبل وتَعلُّم من الماضى وتَمسك بالحاضر..فلكم نجد من أشخاص لا تتمسك إلا بالتشاؤم والإحباط والندم على ما فات من الحياة فقط.. وإذا ما التفتنا لحياتهم سنجدها سلسلة من الفشل والإخفاق في الوصول إلى تحقيق أهدافهم الحياتية سواء على المستويات الشخصية أو المهنية!

والبعض الآخر يعتمد في سعادته على الآخرين.. ولذلك لا يصل إليها فالسعادة الحقيقية تنبع من داخلنا نحن لا من الآخرين! ولكننا إذا ما نظرنا لكلام الله عز وجل في كتابه العزيز أو السنة النبوية.. لوجدنا كم أوُصينا بالتمسك بقوة التفاؤل والأمل.
قال تعالى: 
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".. آية تعطى الأمل لكل من يئس ! "قمة التفاؤل" وقول رسول الله: "بشروا ولا تنفروا".

فالتفاؤل يا أحبائى.. يمنح الإنسان قدرة على مواجهة ضغوطات الحياة.. ويكسبك العلاقات الاجتماعية الناجحة.. يؤثر إيجابيًا على صحتك النفسية.

ولكى تكون شخصية متفائلة:

اجعل لنفسك هدفًا في الحياة.. سواء على الصعيد المهنى أو الشخصى.. فالنجاح يمنحنا طاقة إيجابية لا حدود لها.. فلا فرحة تغلب في قوتها وتأثيرها " قوة النجاح ".

مارس الرياضة حتى ولو لدقائق قليلة يوميًا.. فهى تكسر من الروتين اليومى وتجدد من طاقتنا.. وتحسن من الحالة النفسية.

اجعل لنفسك نصيبًا من العمل الخيرى التطوعى.. فالسعادة تزداد وتزداد كلما أسعدنا الآخرين ولم نصَب بأنانية الأخذ فقط.. فالسعادة تأتى بالعطاء وحب الآخرين.


وخص نفسك بفترة استرخاء.. بعد كل عمل شاق.. فالراحة والاسترخاء الذهنى يجدد من طاقة الإنسان ويجعله قادرًا على العمل بإتقان والعطاء من جديد.

إذا ما مررت بمشكلة ما.. فبدل من طاقتك المبذولة في التشاؤم والعبوس فكر فيما تعلمته منها.. وما هي أخطاؤك حتى لا تكررها.. فبذلك تضم تجربتك لقائمة خبراتك ونجاحاتك وليس العكس.

تجنب الاستماع لكل ما يجعلك تصاب بالتشاؤم.. سواء كانت أخبارًا تليفزيونية أو أغانى حزينة.. فعقلك ونفسك يتأثران بأى شىء مهما كان بسيطًا في وجهة نظرك ! بدلها بمتابعة الأخبار المبهجة واختَر ما تشاهد بعناية.. وسترى الفارق!

وأنصحك بأن تجعل حولك دائرة من الأصدقاء الحماسيين.. وتجنب وجود ممتصى الطاقة الإيجابية حولك.. من أصدقاء محبطين.. يجعلونك في القاع !!

خصص لنفسك وقتًا لقراءة الكتب الإيجابية.. أو التعلم من خبرات السابقين.. فالقراءة تثرى النفس وتجعلك تجول في عقول الآخرين وتستفيد من خبراتهم !

واجعل لنفسك قائمة يوميًا.. كما أسميها قائمة الامتنان... واكتب فيها كل ما حدث من إيجابيات في يومك.. والنعم التي أنعم الله بها عليك.. وقتها ستزداد قناعة ورضا وسترى أشياء لم تشعر بها من قبل.. كنعمة وجود فرصة ويوم آخر لك في الحياة لتنطلق وتنجح وتتعلم.
الجريدة الرسمية