رئيس التحرير
عصام كامل

أعياد ومهرجانات المصريين


السياحة الأثرية في مصر مصدر مهم جدًا للدخل القومى وانتعاش الاقتصاد المصرى، ولدينا مناطق أثرية يمكن أن تكون عنصر إضافة لما لدينا من مدن ومناطق أثرية في الأقصر والهرم وغيرها.

فهناك بيوت ومبان أثرية لها تاريخ عظيم وشوارع يمكن أن تثرى السياحة وتكون عنصر جذب السائحين إليها ولكن عندما زرت تلك الأماكن وجدتها خاوية يسكنها الحشرات والثعابين والفئران، والقائمون على حراستها لا يعرفون قيمة ما يقومون بحراسته، ووزارة الآثار والسياحة ليس لديهم في مخططاتهم ما يعطونه لهذه الأماكن لإعادة رونقها وجاذبيتها للسياحة الداخلية أو الخارجية.. وفى مصر مناطق أثرية كثيرة ولكننا إذا أخذنا بعين الاعتبار منطقتين فقط مثل السيدة زينت والسيدة عائشة بتنظيف العشوائيات بهما وتنظيم رحلات منظمة لتلك الأماكن ستثرى هذه المناطق سياحيًا وخصوصًا السياحة الداخلية التي أتمنى أن تهتم وزارة السياحة بالاتفاق مع وزراتى التعليم والآثار والشباب بتنظيم مهرجانات دورية لتلك المناطق وجعلها ذات طابع خاص وتسويق هذه المهرجانات إعلاميًا ليشهدها العالم أجمع وتنظيم الرحلات إليها.

ويعجبنى ماتقوم به وزارتا الثقافة والآثار بالاحتفال بيوم وفاء النيل بمرور مراكب نيلية مزينة وعمل الزينات بطول كورنيش النيل فهذا عظيم، ولكن الأعظم أن يعلم الناس حقيقة هذا اليوم وإيضاح الصورة بأنه عيد فرعونى كان يتم بالاحتفال بوفاء النيل والفيضانات لما تفيد مياهها من زراعة وغيرها، وأن نلقى الضوء على كيف كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا اليوم فغير صحيح أنهم كانوا يأتون بأجمل فتاة ليلقوا بها في النيل قربانًا له فلم يسجل على حوائط المصريين القدماء بأنهم فعلوا هذا ولم يعرفوا القرابين بهذه الطريقة غير أن النيل وكانوا يسمونه( حابى) ليس ذكرا أو أنثى ولم نعثر على بردية تحكى لنا هذا الأسطورة الكاذبة والتي وصلتنا عن طريق الأفلام فلابد أن تصل معلوماتنا من المتخصصين فيها ويعرفها كل المصريين وكذلك يجب أن يعرف المصريون تاريخ أجدادهم الصحيح.

فكثير من القصص الفرعونية تناقلتها كذبًا الأجيال المتعاقبة حتى أتت لنا مشوهة لاتمت بصلة للحقيقة.. فهل يعلم المصريون أن أجدادهم هم أول من اخترعوا التقويم المصرى وأن كل الحضارات أخذت من التقويم المصرى القديم وأعطت لشهوره أسماء مختلفة وأننا اليوم في سنة 6252 تقويم مصرى قديم.

لذلك فإننى أتساءل لماذا لا تقام المهرجانات والأعياد للاحتفالات بتاريخ مصر القديمة؟ فالعالم كله يجذب السائحين بتلك المهرجانات التي يروجونها في كل أنحاء العالم فلماذا لانفعل مثلهم ؟ ونُحيي الأعياد الثقافية في كل المجالات في الطب والهندسة والزراعة والآثار فهى لنشر الثقافة العامة للمصريين وزرع الانتماء بداخلهم احتفاء بأجدادهم ومن جهة أخرى لجذب السائحين وجعل مصر من أكبر الدول السياحية لما تملكة من ثلث آثار العالم المهدرة.

ولماذا لا يكون لدينا وزارة مسئولة عن إقامة تلك المهرجانات والأعياد ووزارة أخرى مسئولة عن إنشاء وتطوير المتاحف المختلفة؟
لقد دخل على ثقافتنا ما يشوهها ونحن صامتون كما دخل على عاداتنا وديننا وطبائعنا ما يشوهها حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.

والله لن تنمو مصر وتتطور وتنهض وتصبح من الأمم العظمى إلا بتلك الأعياد والمهرجانات والاحتفالات، ستضم مصر حينذًا كل ثقافات وجنسيات العالم، الأمر الذي يكبل الدول الكبرى المتآمرة علينا من أن تشجع الإرهابيين من غزو مصر لأنها حينئذ ستعلم أنها إن دمرت مصر ستدمر معها رعاياها فمن مصلحة العالم أن تكون مصر بلد الأمن والأمان كما خلقها الله وستظل.

ياليتنا نعمل على تثقيف هذا الشعب بتلك الأعياد والمهرجانات، وتكون بابا لتفريج هموم المصريين ومصدر إسعادهم وباب رزق لكثير منهم.
لك الله يا مصر.. حماكِ الله ورعاكِ...
الجريدة الرسمية