رئيس التحرير
عصام كامل

المتاجرون بـ«سعيد صالح».. «الزعيم» حقق نجوميته على أكتافه وتخلى عنه في محنته.. زوجته تاجرت بـ«أزمته الصحية» وحريق منزله.. ابنته تربحت من ورائه ثم فضحته إعلاميًا.. ورفقاء

الراحل سعيد صالح
الراحل سعيد صالح

في الأيام الأخيرة لرئيس جمهورية الضحك النظيف «سعيد صالح»، وفي أشد أوقات مرضه ومعاناته، تخلى عنه أقرب الناس إليه.. رفقاء دربه الفني ابتعدوا عنه، حتى صديقه عادل إمام، الذي كان شريكًا في صناعة نجوميته وزعامته الفنية، بخل عليه بالزيارة، أو حتى بالسؤال عن صحته وأحواله.


«لو لم يكن مرسي الزناتي لما كان بهجت الأباصيري»، جملة يرددها البعض في إشارة منهم إلى «ملك الإفيه» سعيد صالح، وعادل إمام، في دلالة واضحة على فضل الأول على الثاني، حيث كان «صالح»- رغم موهبته المتفجرة- يكتفي بلعب دور «البطل الثاني» أو «السنيد»، ضاربًا المثل لزملائه في الإيثار والعطاء بلا حدود.

ولعل ما يؤكد هذا الإيثار الفني، هو تنازله- بكل حب- عن شخصية «بهجت الأباصيري»، لصديقه عادل إمام في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وكذلك تنازله عن بعض أدوار البطولة، سواء في السينما أو المسرح، لدعم زملائه الفنانين الصاعدين.
«الزعيم» قابل «إيثار» رفيق نجاحه بكثير من الجحود، ونكران الجميل، وتاجر به في أحيان كثيرة، ففي كل مناسبة كان يؤكد على متانة العلاقة مع رفيق نجاحه سعيد صالح، وأنه دائم السؤال عنه وعن أحواله، ويسانده دائمًا في كل أزماته، مدللًا على ذلك بأنه يستعين به في بعض أفلامه كما حدث في فيلم «زهايمر».

لكن ما أن تعرض منزل سعيد صالح لحادث حريق، أتى محتوىات المنزل، حتى افتضح عادل إمام، الذي اكتفى بالاطمئنان تليفونيا على صحة صديقه.

وهذا التصرف جعل الناقد الفني طارق الشناوي يصف عادل إمام بأنه «زعيم أونطة»، مؤكدًا أن المواساة شئ مهم يحتاجه الإنسان بلا شك، ولكن أيضا يحتاج من يسانده ماديًا، واصفا الزعيم بـ«الملياردير»، الذي لن يضيره توفير شقة مفروشة لسعيد يعيش فيها باقي حياته.

كما شكت شيماء فرغلي - زوجة سعيد- عدم اهتمام أصدقاء الفنان بزيارته، مؤكدة أن أصدقاء زوجها وعلى رأسهم عادل إمام اكتفوا بالسؤال عنه عبر الهاتف، ولم يمد أحدهم يد العون لصديقهم.

زوجة سعيد صالح أيضا لم تسلم من اتهامات المتاجرة به وبمرضه، وحريق منزله، كما أكد بعض المقربين من النجم الراحل، بعد ظهورها في أكثر من فضائية مصرية وعربية لتكشف عن مأساة زوجها الصحية والمادية، وأن أيًا من أصدقاء زوجها من الفنانين الكبار لم يقدم لهم يد العون، لتوفير شقة مفروشة لها وزوجها يعيشان فيها بقية حياتهما، ما اعتبره البعض «متاجرة صريحة» أو «تتسول» على زوجها- كما أكدت «هند» الابنة الوحيدة للفنان الراحل- للحصول على الأموال.

وبمناسبة ابنة سعيد صالح فإنها أيضا تاجرت باسم أبيها، واستغلت حالته الصحية وانحساره الأضواء عنه، وراحت تنتقم منه ومن زوجته، وأكدت لعدد من وسائل الإعلام أن والدها بات سجينًا في منزله، وأن زوجته تمارس عليه جميع أشكال التعذيب، لدرجة أنه لم يعد يستطيع الخروج من المنزل إلا بأمر منها، حتى أمواله ومدخراته، عجز عن التصرف فيها بعد أن استولت عليها الزوجة وحرمته من أبسط حقوقه، وأنه يعيش مشهدًا حياتيًا أفظع بكثير من المشاهد التي يجسدها على الشاشة، وهي الاتهامات التي نفاها الفنان الراحل بنفسه أثناء استضافته في إحدى القنوات الفضائية، مؤكدًا أن علاقته بزوجته شيماء «سمن على عسل»، وأن ما ادعته ابنته لا أساس له من الصحة.

«ملك الإفيهات» لم يكن يشغل باله بالنجومية والأموال، وكان كما يقول المأثور الشعبي «إللي في إيده مش له»، وكان على استعداد أن ينفق آخر جنيه في جيبه على زملائه أو على المسرح، لدرجة خسارته معظم ثروته على فرقته المسرحية التي أنشأها، وكانت سببًا في شهرة الكثير من الفنانين، الذين تخلفوا عن مرافقة جثمانه من مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، حيث وافته المنية، إلى قرية «مجريا» مركز أشمون بالمنوفية، حيث مثواه الأخير.
الجريدة الرسمية