1 أغسطس.. يوسف إدريس: لست "غولا" في قراءة الكتب
في برنامج "زيارة لمكتبة فلان" عام 1980 أجرت الإذاعية نادية صالح حوارا مع الكاتب الكبير يوسف إدريس.
الدكتور يوسف إدريس هو الرائد الأكثر موهبة لفن القصة القصيرة في مصر موهبة ضخمة وروح ثائرة غاضبة لاتهدأ، وإذا به يخرج على الناس بمجموعته القصصية "أرخص ليالى" وإذا بها بنت مصرية خالصة.
فاجأ يوسف إدريس مستمعيه بأنه ليس غولا في قراءة الكتب مثلما هو غولا في كتابة القصة أو الرواية أو المقال.
يقول يوسف ادريس: "لا أقرأ الكتاب كاملا إلا بعد توقفه والوقوف عند بعض صفحاته فإذا أعجبنى أو وجدت فيه ما يشدنى قرأته كاملا، لذلك أفخر بأننى مقل في القراءة، فالقيمة ليست في كثرة الكتب التي يقرأها الإنسان، وإنما في مدى الاستمتاع بما نقرأ، والاندماج الكامل مع موضوع الكتاب، واهتماماتى بالكتب علمية وتاريخية وأدبية".
وأضاف: "قرأت كتابا عن الكون وتكوين الشمس والقمر، فخصصت مساحة من عقلى لعلم الفلك، وعندما شدنى كتاب الأيام لطه حسين خصصت مساحة من عقلى للأدب، وقرأت كتابا عن نابليون بونابرت كان سببا في إضافة التاريخ عموما إلى اهتماماتى".
وتابع: "بدأت أقرأ روايات أجنبية مترجمة إلى جانب روايات أجنبية بالإنجليزية والفرنسية، وأفضل قراءة المؤلفات الحديثة منها مثل كتب العلم ونظريات الذرة والفضاء وغيرها، ومع الوقت أصبحت القراءة ممتعة جدا ومفيدة في اكتساب مهارات أخرى كإتقان اللغة".
واستطرد: "أنا لست من الكتاب الذين يعيشون في برج عاجى.. أنا أعيش في قاع المجتمع وفى وسطه وعرضه وطوله، وأتعامل مع القراءة بشكل عام بمزاج خاص وأول كتاب قرأته هو (ألف ليلة وليلة)، وأقرأ الكتاب مرة واحدة، ولا أعيد قراءته سوى القرآن الكريم، ذلك لأن معانيه تختلف مع السن".
