رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان لـ«أبوطقة»: السيسي رئيسي!

فيتو

عقب تناولى وجبة السحور في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان وبينما كنت أنوى الصيام وإذا بتليفونى يعلن عن مكالمة هاتفية دون رقم.. اللهم اجعله خير.. هكذا كان لسان حالى يردد حتى قلت أيوه مين معاى.. ليأتينى صوت ينطق بلهجة تركية عثمانية يحاول أن يتحدث العربية بالكاد: إزيك ياراجل ياطيب.. كيف حالك عمو “أبو طقة” !


قلت: أهلا وسهلا أنا بخير ولله الحمد.. مين اللى بيتكلم ؟!

قال: أنا أردوغان.. رجب طيب أردوغان ياعمنا !

قلت: أهلا بالباشا العثمانى.. فينك من زمان ما بنسمعش صوتك !

قال: والله واحشنى ياعمو أبو طقة ونفسى أجلس معاك ونتسامر زى زمان أيام انتخابات الرئاسة بتاعت محمد مرسي عندما كنا نعد للحملة !

قلت: آه كانت أيام ياباشا ربنا مايرجعها تانى !

قال: ليه بس كده ياعمنا.. دا احنا بنعتبرك داعما للشرعية مثلنا تماما !

قلت: أنا فعلا داعم للشرعية التي أعادت مصر لأهلها قبل أن تذهب في شربة ماء على يد الإخوان !

قال: انت آخر من ظننت أنه سيتحدث بهذه الطريقة في مصر ياعمنا لأنك كنت معنا خطوة بخطوة حتى وصل الإخوان لحكم مصر !

قلت: لكنهم بعد ذلك تركونى ولم يسددوا حتى باقى المبلغ الذي اتفقنا عليه مقابل دعم مرسي في الانتخابات !

قال: معلش ياعمنا انت برضو الكبير واعتبر باقى مستحقاتك عندى وسأسددها لك عندما نتفق على ما أريده منك بل وسأضاعفها لك !

قلت: لقد أكل منى الشاطر مليون جنيه حار ونار في جتته !

قال: ستأخذهم مليون دولار ياعمنا بشرط أن تكون معنا خلال الفترة القادمة !

قلت: وما هو المطلوب منى يامعالى الوالى !

قال: هذه هي التي نطقتها “معالى الوالى”.. لقد كنا على وشك إنشاء الخلافة الإسلامية ياعمنا.. وكنا سنسود العالم أجمع لولا الانقلاب الذي قاده “السيسي” !

قلت: اسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي !

قال: كان مخططنا بعد ضم مصر للخلافة الإسلامية أن تعلن السودان انضمامها للخلافة ثم تونس وغزة وليبيا ثم العراق ونساعد أبناءنا في سوريا على امتلاك شئون الحكم وهكذا....!

قاطعته قائلا: وهكذا حتى نعيد دولة الخلافة العثمانية !

قال:ليس تماما ياعمنا.. المهم أن تكون هناك دولة إسلامية !

قلت: دولة خرسيس يوك.. دولة بظرميط !

قال: ماذا تقصد ياعمنا !

قلت: أقصد أننى لسه ناوى الصيام منذ ربع ساعة تقريبا وماعنديش مانع أفطر على معاليك !

قال: ولما كل هذا ياعمنا وانت سيكون لك شأن كبير في دولتنا الإسلامية !

قلت: وأنا هقوم بدور مين إن شاء الله.. دور جحا ولا دور مين ؟!

قال: ستكون مستشار الخليفة لشئون كشف الكذب باعتبارك كبير فشارى مصر والشرق الأوسط.. أو تكون أيما تكون.. المهم أنك ستحيا كريما بيننا وسنغدق عليك بالهدايا والغنائم التي سيحصل عليها الإخوان عندما تساعدنا على تحريرهم من قبضة العسكر وقائدهم السيسي !

قلت: قلت لك اسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وجنودنا ليسوا “عسكر” وإنما العسكر هم أمثالك المماليك الذين يباعون في سوق العبيد !

قال: أنا لا أفهم لماذا تحدثنى بهذه اللهجة ياعمنا رغم أنى أعرض عليك المجد كله !

قلت: وأى مجد يساوى أن يخرج مثلك ويصف رئيس كل المصريين بأنه طاغية ؟!

قال: السيسي فعلا طاغية لأنه انقلب على الشرعية وسيحكمكم بالحديد والنار !

قلت: اسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي !

قال: أفهم من ذلك أنك لست معنا ياعمنا !

قلت: عندما تقول السيسي رئيسى ساعتها ستجدنى معك !

قال: وتساعدنا على عودة الإخوان للحكم ؟!

قلت: وأساعدك على عودة الإخوان للحكم !

قال: وتروج لشائعة أن السيسي انقلابى وأن الإخوان كانوا سيجعلون من مصر جنة ؟!

قلت: نعم سأروج !

قال: السيسي رئيسى !

وهنا أغلقت الهاتف وأنهيت المكالمة التي كنت اقوم بتسجيلها واتجهت بعد ذلك إلى المطبخ وأعددت فنجانا من القهوة وانزويت لأحتسيه ثم نويت الصيام من جديد وكانت الساعة وقتها تشير إلى الخامسة فجرًا وعندما سألتنى زوجتى التي ظهرت فجأة كيف تشرب القهوة بعد الفجر ثم تنوى الصيام مرة أخرى فقلت لها لأننى قررت أن أصوم بتوقيت تركيا !
الجريدة الرسمية