رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أماني فؤاد: وصول رواية للأعلى مبيعاً لا يعني أنها أكثر قيمة فنية

 الدكتورة أماني فؤاد،
الدكتورة أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي:

قالت الدكتورة أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي: إن ظاهرة الأعلى مبيعا برزت في الوسط الثقافي منذ سنوات، ولم يكن لها نفس الثقل والبروز في العقود الماضية، كما أنها أشد ظهورا في مجال الرواية، حتى أننا أصبحنا نجد أكثر من ثماني طبعات من لرواية واحدة، وتستند غالبا على شهرة الروائي، وترجمة أعماله إلى أكثر من لغة، أو تحول النص الروائي إلى مسلسل درامي أو فيلم سينمائي، أو حملات دعائية وترويجية تقوم بها دور النشر حتى وإن لم تكن تتمتع بمصداقية كل هذا التوزيع في الواقع.

وأضافت في تصريح لـ" فيتو " أن لظاهرة الأعلى مبيعاً أبعاد متعددة أولها: أن تتصدر إحدى الروايات للبست سيلر لا يعني أنها الأكثر قيمة فنية وفكرية، أو أنها تملك مقومات الأعمال الأدبية التي لها مميزات البقاء في الزمان الفني الممتد.

وأوضحت: أن الرواية قد تحقق الأعلى مبيعا لأنها تمتلك كثيرا من العناصر المشوقة التي تتجمع لتخلق فئة ونوعية جديدة من القراء الشباب وهو مكسب كبير للوسط الأدبي الثقافي، فنحن بلا شك في حاجة إلى قراء جدد في مجتمع يعتمد على الثقافة البصرية وإعلام الفضائيات التجاري فقط.

وأشارت: أن الأعلى مبيعا في الرواية ليس الأكثر قيمة وربما لا يبقى منها الكثير في الذات بعد قراءتها، لكن الأكثر مبيعا نصوص تلعب على أوتار الغرائز البشرية، والاعتماد على تشكيل مشاهد بصرية تستند على تقنية المونتاج السينمائي والأحداث الساخنة البوليسية، وتصوير المعاناة الواقعية للشباب ومشكلاتهم في المجتمع وطموحاتهم وإخفاقاتهم، وانسحابهم من الحياة تحت وطأة ثقافة ابوية بالإضافة إلى ثورتهم على التقاليد وأشكال السلطة التي يواجهونها ولا يمتلكون مقومات تغييرها.

وأوضحت أن هذا نوع من الرواية، يعد عالما يقف في حدود كونه انعكاسا للواقع فقط وليس خلقا إبداعيا ورؤية فكرية تخلخل هذا الراسخ والمتكلس القديم، وحكي عن سراديب المجتمع المصري، ونصوص تعرض بانوراميا للمجتمع وخفاياه في طبقاته المختلفة.

واسترسلت: بعض النصوص الأخرى تقدم وسط أدخنة المخدرات تعاطيها أو الاتجار بها في طقس تشويقي، أو نص آخر يرصد للتغيرات المجتمعية وخلخلة الطبقات مع التحولات السياسية المصرية في العقود الماضية، وبجوار هذه النصوص هناك نصوص روائية تمتلك مقومات الفن الخالد لكن لا يروج لها بالشكل الذي يتناسب وقيمتها الفنية والفكرية، ومن الممكن عن طريق حركة نقدية واعية مع إعلام واع أن يستثمر قراءة هذه الفئة من الشباب لتوجيهها إلى النص الذي يمتلك القيمة الفنية الحقيقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية