رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عذاب الدنيا أولى بالاهتمام من عذاب القبر!


«الحي أولى من الميت».. هذا المثل الشعبي الشائع يتضمن حكمة كبيرة تلخصها خبرات شعبنا التاريخية توجهنا للاهتمام أولا بأمور حياتنا الدنيا لإصلاحها وتقويمها وعلاج أخطائها.. لكن القرار الذي قالت بعض الأنباء الصحفية أن فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب قد اتخذه بتشكيل لجنة لبحث ما أثير مؤخرا حول مسألة عذاب القبر يسير عكس اتجاه هذا المثل الشعبي.

لا بأس بالطبع أن يتصدي الأزهر لأية قضية أو مسألة دينية.. لكن أليس الأولى باهتمام الأزهر ورجاله الآن هو التصدي فكريا ودينيا لتلك الجماعات الإرهابية التي أعلنت الحرب علينا وانطلقت تقتل وتدمر وتخرب في ربوع البلاد.. إن هذه الجماعات تستند إلى الدين فيما تقوم به من إرهاب، وتستخدم الدين لتجنيد أعضائها وحثهم ودفعهم للقيام بالأعمال الإرهابية التي لم تتوقف حتى الآن.

وهذا ما طالب به بلباقة وكياسة فائقة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفال ليلة القدر من الأزهر ورجاله، خاصة وأنه اعتبر هذا الاستخدام السيئ للدين الإسلامي يمثل أكبر إساءة له وللمسلمين.. فالإرهاب هو ابن التطرف، والتطرف هو نتاج الفهم الخاطئ لتعاليم الدين.

لذلك كنا نتمنى أن يكون قرار شيخ الأزهر الأولى الاهتمام بتشكيل لجنة تعكف على وضع خطة للتصدي دينيا للتطرف والإرهاب، خاصة وأن هؤلاء الإرهابيين يرضعون أطفالهم تطرفا وإرهابا.. وأعتقد أن إنقاذ المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين من عذاب الإرهاب في الدنيا يسبق تحذيرهم من عذاب القبر!
Advertisements
الجريدة الرسمية