رئيس التحرير
عصام كامل

كل عام وأنتم بخير


كل عام ومصر وأهلها وكل البلاد والعباد في حفظ الله تعالى.. كل عام ونحن جميعا نعرف قيمة الأوطان ونحافظ عليها..كل عام ونحن نبتعد عما يفرقنا ونقترب لما يجمعنا ويوحدنا..كل عام نجتهد فيه نحو تحقيق خير الأوطان ونعمل بما يرضى الرحمن. 

ننتظر الأعياد لنسعد ونتبادل الزيارات التي مع مشغوليات الحياة لا تحدث إلا في الأعياد نرسم البسمة على وجوه كل من نحب ويرسمون البسمة على وجوهنا أيضا حين نرى بسماتهم مضيئة.

جزء كبير من فرحتنا هي فرحة الذكريات التي لا تنسى والتي نتذكرها دائما نتذكر كيف كنا صغارا وفرحة الملابس الجديدة والعيدية والخروج إلى الحدائق والأصحاب..كنا لا نحمل هموما ولا نعرف مشكلات فقد كان الأهل هم من يتحملون عنا الكثير وكنا لا نشعر بما يتحملونه إلا أنهم كانوا لا يظهرون لنا إلا كل ما هو جميل.

علينا أن ننتهز الفرصة ونحاول أن نذهب إلى أقاربنا ومعارفنا ونقابلهم وجها لوجه ونترك الاتصالات التليفونية والرسائل الإليكترونية التي لا تمثل إلا الحد الأدنى للسعادة فالسعادة لا تختزل في رسالة قصيرة وإنما السعادة أن نرى من يسعدوننا برؤيتهم.
السعادة أن نرى الفرحة على الوجوه حين يعرفون أنهم بالنسبة لنا شىء مهم مهما بعدنا عنهم وانشغلنا في الحياة إلا أنهم في ذاكرتنا دائما وعندما تحين الفرصة يكونون من أولويات اهتماماتنا.

كل من تحبون أخبروهم بذلك أخبروهم أنهم لهم مكانة في القلوب عالية وأسعدوا بحديثهم وائتنسوا بوجودهم فالأيام تمر وتجرى ولا ندرى مع الزمن هل سنتمكن من رؤيتهم مرة أخرى أم لا.

الحياة كنز كبير ومحبة الناس كنز لا يقل قيمة عن كنز الحياة أكبر داعم للإنسان في مواجهة صعوبات الحياة وتخفف عنا الكثير حين نشعر أننا لسنا وحدنا وإنما هناك من يهتمون بأمرنا كما نهتم بأمرهم تماما.

أدعو الله أن يخفف عن كل إنسان مر عليه العيد هذا العام ولا يشعر به وكلى أمل أن يعيد الله الأعياد على الناس وهم أفضل العام القادم. إلى كل القراء الكرام.. لا تجعلوا أيام أعيادكم كسائر الأيام اجعلوا أطفالنا يتذكرون كم كانت أعيادهم جميلة كما نتذكر نحن كم كانت أعيادنا جميلة.
افرحوا ولا تستكثروا على أنفسكم الفرح.
الجريدة الرسمية