رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مهلهلات.. انفلات.. بلح أمهات


للأسف الشديد..أغلب الأعمال الدرامية هذا العام..لا تستحق لقب مسلسلات..بل هي "مهلهلات " وهى وللأسف إما مسروقة أو مقتبسة أو مُجمعة" من كل فيلم أغنية" مشهد من هنا على موقف من هناك.. شخصية من هنا وشخصية من هناك..

وبعيدًا عن الإبداع..والشكل الفنى..والمضمون..والضرورة الدرامية..وغير ذلك من مصطلحات مُضللة في أغلب الأحيان لأنها تدارى وراءها عيوب هذه الأعمال تحت مسميات ومصطلحات لا تعرف لها هذه المهلهلات من سبيل.. لقد قدمت هذه المهلهلات صورة مشوهة للمجتمع المصرى أو لنقل الصورة النمطية التي اعتادت مثل هذه المهلهلات تقديمها منذ سنوات..مجتمع من العشوائيين والعشوائيات..والبلطجية والفاسدين والساقطات..صورة سلبية خالصة للمجتمع ليس بها أي نقاط بيضاء..غير أن أسوأ ما قدمته هذه المهلهلات هو هذه اللاقيم والسلوكيات المنفلتة والمعوجة التى أكدت عليها بإلحاح وكأنها محاولة لترسيخ صورة ذهنية غريبة عن مجتمعنا..من خلال أحداثها وأماكنها وشخصياتها..قتل وبلطجة ودعارة وإرهاب.. وأخطر وأبشع ما قدمته هذه المهلهلات هو تزيين هذه العوالم الفاسدة في عيون المشاهدين..!

و للأسف أن هذا التشويه وهذا التخريب يتم تحت مسمى الواقعية ومعايشة الواقع.. أي واقع وأي صورة تحاول هذه المهلهلات تصديرها عن المجتمع.. وأى بشر هؤلاء الذين تتحدث عنهم..وكأن مجتمعنا مجتمع قائم على الفحش والفواحش اللفظية والسلوكية والأخلاقية..مجموعة من اللاقيم والسلوكيات الغريبة والمرفوضة تُظهرها وتؤكد عليها وكأنها مسلمات أو أمور طبيعية..

لقد تحول المجتمع في هذه المهلهلات إلى مجتمع من الفوضى..كل إنسان يأخذ حقه بيده وتم إلغاء وجود الدولة بحجة أنها أعمال تتناول فترة القلق أو اللادولة أو حالة الانفلات القيمى التي عشناها قبل وبعد 25 يناير بفعل فاعل.. نعم عشنا سنوات من الانفلات والفوضى ولكن ليس إلى هذا الحد الذي تصوره هذه المهلهلات..إنها المبالغة إلى حد الفجاجة.. لماذا تبرير العنف.. لماذا ترسيخ آفة الانتقام.. لماذا الإصرار على أن يكون القتل والدماء وسيلة للدفاع عن النفس أو الحصول على الحق..

بالله عليكم.. هل هذا مجتمعنا الذي قدمته هذه المهلهلات..ابن يحرق أباه انتقامًا (ابن حلال).. ابن يتعمد إصابة ابيه بالعمى تشفيًا (دهشة)..اخت تُسمم أخوتها وأخواتها الستة طمعًا في الميراث (الوصايا السبع ).. حتى "سليم" يقتل أباه بطريقة غير مباشرة بتحوله إلى إرهابى متوحش (عد تنازلى)..هذا غير كم القتل والقتلى والموتى من كل نوع.. وكأننا في سرادق عزاء مفتوح.. إلى جانب كم الدماء التي سالت بدم بارد وكأنها "حنفية بدون جِلدة ".. كل هذا بخلاف التشويه والتخريف التاريخى الذي يُظهر بعض حكام مصر كمجموعة من اللاهين العابثين المنحرفين ( سراى عابدين – صديق العمر).. وبعيدًا عن هذا العبث بتاريخنا ما هذه القيم الفاسدة التي تُقدمها هذه المهلهلات.. بالله عليكم ما هذا العبث بقيم مجتمع يمر بمرحلة مضطربة من تاريخه..

و بالله عليكم.. هل نساء مجتمعنا بهذه القسوة وهذا الانفلات الأخلاقى أو اللاأخلاقى..قتل وحرق وعرى ودعارة.. أي فتيات هؤلاء اللاتى يمارسن الدعارة نزوة أو انفلاتًا (ابن حلال) أو انتقامًا من أنفسهن ومن أهلهن ومجتمعهن..(سجن النسا)..

وبالمناسبة ما هذا السجن الخمس نجوم (سجن النسا) لا ضبط ولا ربط والكل يفعل ما يشاء وكأنهن في منتجع أو في نزهة..و كل هذا "كوم" وكم الألفاظ السوقية والخارجة و الخادشة للحياء التي يُرددها شخصيات هذه المهلهلات وكأنها لغة الشارع اليومية" كوم آخر".. نعم أصاب العطب والتدنى والسوقية لغة البعض.. ولكنها لم تصبح اللغة السائدة كما تحاول هذه المهلهلات أن تقول..

بالطبع سينبرى البعض ويصيح هذا فن.. هذا إبداع.. وسيصرخ البعض مدافعًا عن حرية الفن وحرية الإبداع والمبدع.. ولكن يا سادة الحرية غير الواعية انفلات..والفن رقى لا ابتذال..الفن جمال وارتقاء بالوجدان وليس تشويهًا له.. نعم من حق الفن أن يناقش وأن ينقد وينتقد وأن يضع يده على مواطن الجرح.. من أجل الانتباه والتطهير ثم التغيير..ولكن التأكيد على السلبيات فقط وإغفال أي إيجابيات أو أي نقطة ضوء هو تشويه لن أقول متعمدا.. بل نتيجة غياب للوعى..وعدم إدراك لماهية الفن وأهميته ودوره في المجتمع ووجدانه وسلوكياته وقيمه.. من قبل بعض الكتاب والفنانين أو أشباه الكتاب والفنانين.. 
Advertisements
الجريدة الرسمية