رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسلات رمضان.. البقاء لله وحده


يمكن اختصار الموسم الدرامى الرمضانى الممتد لمدة 30 يومًا بمشهد واحد من مسرحية "الواد سيد الشغال"، مدته 40 ثانية، ذلك المشهد الذي قال فيه عادل إمام.. "ثم ماتت رابعة، ومات شحير بن حنجلى، وانتحرت حرقوفة بنت حرقفى بأن وضع سمًا بندقيًا في قفاها فخرت كالبعبلى، ومات شحلفون بن حنجلى، وماتت تحلبيسة بنت حلتبيس، ومات الممثلون جميعا في هذا المسلسل، ثم مات المنتج والمخرج، وحينما عرض هذا المسلسل في التليفزيون مات المشاهدون جميعًا".

الخلاصة أن صناع الدراما أصبح لديهم مشكلة نفسية مع شهر رمضان، فهو أصبح مرتبطا لديهم بالقتل، وأصبح المسلسل الذي لا يموت بطله في النهاية غير قابل للعرض في رمضان، وكلما زاد عدد الأبطال الميتين زادت فرصة تسويق المسلسل على أكثر من قناة، فمن خلال نظرة سريعة على مسلسلات رمضان سنجد أن عدد الذين قتلوا خلال أحداثها أكثر من الذين قتلوا في معركة العلمين، وربما لو كانت "داعش" هي التي تنتج مسلسلات رمضان لكانت أكثر رفقًا بالمشاهدين وقللت عدد القتلى في المسلسلات.

والجميل في الأمر أن المؤلفين أبدعوا في تنويع عمليات القتل داخل المسلسل، فعلى سبيل المثال مسلسل "الإكسلانس" توفى خلاله مجموعة من الممثلين، أحمد عز بطل المسلسل مات مسمومًا، أحمد رزق مات غرقًا، ومنه فضالى ماتت مقتولة، وأبدع المؤلف أكثر في قتل نور بأن جعلها تدفن وهى حية.

أما مؤلف "ابن حلال" فقام بقتل الأبطال بطريقة عادية فيما عدا محمود الجندى، وقد كانت بدايته موفقة بـ 22 طعنة في جسد سارة سلامة في بداية المسلسل، ثم جعل حسام داغر يحرق والده محمود الجندى، وقتل أحمد فؤاد سليم وأحمد حاتم ومحمد رمضان بنفس الطريقة، قتلًا بالرصاص، ولكن قتل محمد رمضان احتاج لنحو 20 رصاصة كى يموت، وهذا بالطبع لأنه البطل، على الرغم من أن الثنائى الأول كل منهما احتاج لطلقة واحدة فقط، هذا بالإضافة إلى قتل عدد كبير من الكومبارس الغلابة، ولن ننسى بالطبع حمزة العيلى الذي تأثر بوفاته عدد كبير من متابعى مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى مسلسل "سجن النسا" اكتفت نيللى كريم بقتل أحمد داوود "صابر" وريهام حجاج "نوارة"، بعدما قيدت أيديهما، واعتدت بالضرب على "صابر" وحاولت إجهاض "نوارة"، ولا أعرف كيف طاوعها قلبها على قتل الفنانة الشابة الجميلة، وأعتقد لو أن ممثلا آخر قام بدور نيللى كريم لكان قتل أحمد داود وتزوج من ريهام حجاج، وقام بتربية الطفل الذي ستلده.

وقرر مؤلف "السبع وصايا" أن يقتل جميع أبطال المسلسل، بأن وسوس إلى رانيا يوسف من خلال السيناريو بأن تضع السم لأخواتها الستة في الطعام، وهو ما فعلته رانيا حتى تستطيع الحصول على ميراث والدها، وقتلت هنا شيحة، صبرى فواز، ناهد السباعى، آيتن عامر، هيثم أحمد زكى، ومحمد شاهين، المستفز أنها أصيبت بالجنون في النهاية، وظهر "سيد نفسية" حيًا، واتضح أن المتهم الحقيقى هو المؤلف.

وبغض النظر عن أن مسلسل "سراى عابدين" الذي يمكن وصفه بأنه لا يمت للواقع بصلة، وبغض النظر عن الكوارث التاريخية به، فقد قتل خلاله مى كساب، علاء مرسي، عبد الحكيم قطيفان، عمر مصطفى متولى، وأبناء الخديوى الأمير فؤاد والأميرة أمينة.

أما المصيبة الكبرى فكانت في قتل الصياد "يوسف الشريف"، الذي خدع جهاز أمن الدولة خلال شهر رمضان بالكامل، حيث تعاطف معه عدد كبير من محبيه، خاصة وأنه كان من أهم المسلسلات، إن لم يكن الأول، في رمضان.

ولن ننسى أن غادة عبد الرازق قد قتلت في "السيدة الأولى"، وكان هذا القتل بمثابة تحذير لأى سيدة تفكر في حكم مصر في يوم من الأيام، كما أبى إيهاب فهمى أن يخرج مسلسل "جبل الحلال" من سباق الموتى، فقام بقتل نرمين الفقى، كما مات المشير باسم سمرة والرئيس جمال سليمان في "صديق العمر"، وقتل الفنان الكبير حسن كامى مسمومًا، وقتل طارق صبرى أيضًا مخنوقًا في "دكتور أمراض نسا"، وقتلت مى سليم في مسلسل "فرق توقيت"، وقام محمد عادل إمام وسناء يوسف بقتل نضال الشافعى فى "دلع بنات"، بعدما قام الأول بـ "غزه" بالمطواه، ثم قامت الثانية بإطلاق الرصاص عليه.

ثم انتقلت العدوى إلى المسلسلات اللبنانيين، فقتلت تقلا شمعون في الحلقة الأخيرة من "اتهام"، كما قتل يوسف الخال في مسلسل "لو"، وفى نفس المسلسل ماتت نادين نجيم بمرض السرطان.

ندعو الله أن يغفر لهم وألا نراهم مرة أخرى في رمضان القادم، علشان كده كتير أوى بصراحة.
الجريدة الرسمية