رئيس التحرير
عصام كامل

برامج وإعلانات تُهين المصريين!


هذا المقال أكتبه كل عام في هذا التوقيت، حول البرامج والإعلانات التي تذاع في شهر رمضان والكلام الذي سوف أكتبه كنت أتمنى ألا أكتبه، وأن يكون هناك تغيير في البلد إلى الأفضل لا يضطرنا إلى كتابة هذه السطور القاسية، لن أتناول الدراما والمسلسلات التي تكلفت أكثر من مليار جنيه ويا ليتها كانت دراما هادفة وتغرس القيم الإيجابية في المجتمع، ولكنها دراما تافهة تساعد على الهدم لا البناء، ويا ليت هذا المليار الذي أنفق عليها ساهم في انتعاش الصناعة وتطوير الدراما المصرية التي تذيلت القائمة سواء بالنسبة للدراما العربية أو التركية، بل إن هذا المليار ذهب الجزء الأكبر منه إلى جيوب كبار الممثلين..

عودة إلى البرامج والإعلانات، وهذا هو موضوعنا الآن معظمها إلى جانب تفاهتها فإنها تُهين الشعب المصري.. فعلى سبيل المثال هناك نسبة كبيرة من الإعلانات تطالب المصريين بالتبرع سواء لمؤسسات طبية أو لبنك الطعام ودور الأيتام، هل يُرضِي المسئولين في الدولة مشهد المواطنين الذين يظهرون في إعلانات يتسولون علاجهم هذا إذا كانوا مرضى بالفعل، أن يظهر المرضى على الشاشة ويقولون إنهم مصابون بالسرطان ويطالبون المواطنين بالتبرع لعلاجهم؟ هل يُرضِي المسئولين في الدولة ظهور الأطفال على شاشة التليفزيون وهم يبحثون عن طعام في صناديق القمامة ويطالبون المواطنين بالتبرع؟ 

هل يُرضِي المسئولين في الدولة وجود برنامج يذاع في الإذاعة والتليفزيون يذل المواطنين حتى يساعدهم والبرنامج كله عبارة عن دعاية لمقدمه رغم أنه لا يدفع مليما من جيبه بل هو يجمع الكثير من الشركات والمؤسسات على حساب المرضى والفقراء؟ أين الدولة والأجهزة الرقابية من هذه المؤسسات التي تجمع الملايين؟ ثم هناك ظاهرة غريبة جدا وهي أن إعلانات القطاع العام والشركات الحكومية إعلانات كثيرة جدا عشرات الملايين يتم إنفاقها من جيوب المواطنين ومن مؤسسات لا تحتاج إلى دعاية مثل البنك الأهلي وبنك مصر والمصرية للاتصالات.. 

طبعا ما يحدث الآن هو نتاج فوضى السنوات الماضية وأن المسئولين الحاليين لا يتحملون نتيجته ولكن أتمنى منهم أولا تشديد الرقابة على كل المؤسسات التي تجمع الأموال والتبرعات ومتابعة أوجه إنفاقها، ثانيا عدم السماح لأي برامج أو إعلانات تهين المواطن المصري وتسيء إلى سمعة مصر في الخارج، يجب أن نشعر بتغيير في حياتنا ولا نسمح لأي أحد أن يقول أو يفعل أي شيء في أي وقت يشاء.. لابد من وجودٍ قويٍ للدولة حتى نشعر أننا فعلا مقبلون على مرحلة جديدة ومصر عادت مرة أخرى...
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية