رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عيدية الحكومة للأغنياء


من يرجع منا بذاكرته إلى عام 2003 يجد بداية التدهور في حياة المصريين للأسوأ بفعل فاعل أو قل بفعل فاجر، مع تولى الدكتور عاطف عبيد رئاسة الوزراء في مصر حيث حدث الآتى، قرر فجأة السيد رئيس الوزراء تعويم الجنيه المصرى أمام السيد المبجل العم سام الأمريكانى الشهير بالدولار، وتعويم الجنيه يعنى تركه عرضة للعرض والطلب بدون تدخل من الحكومة أو حتى البنك المركزى لتحديد سعره، وكانت الأسعار قبلها في مصر معقولة إلى حد كبير ومتناسبة مع الدخل القليل لغالبية المصريين الذين لا يهمهم الدولار أو اليورو أو الأسترلينى في شىء، فهم لا يضاربون بأى عملة ولا يتبقى لديهم عملة من الأساس بعد مرور نصف الشهر تقريبا.

أدى قرار عاطف عبيد، الذي أتعجب من عدم محاكمته حتى الآن !، إلى انخفاض سعر الجنيه للنصف تقريبا، فبعدما كان الدولار يساوى ثلاثة جنيهات ونصف أصبح يساوى سبعة جنيهات، بحسبة بسيطة خسر المصريون الذين كانت لديهم ودائع مصرية بالعملة الوطنية نصف ثرواتهم في يوم بسبب قرار أحمق خائن وبالطبع تبع ذلك تضخم مرير في كل السلع واتضح بعد ذلك أن الدولرة، أي تحويل العملة المصرية لدولار أمريكى، كانت هي سبب هذا القرار الكارثى خدمة لمصالح الفاسدين القريبين من النظام والمكونين لأركانه الخفية وقتها.

إذن كأن النظام يحابى الثلة الفاسدة القليلة التي تشاركه فساده ونزقه وخيانته وعرفنا بعد ذلك أن السيد، كما كان يطلق عليه الفاسدون الصغار القريبون منه، جمال مبارك قد من على مصر وقرر شراء جزء من الدين المصرى الداخلى، يعنى الرجل يسدد لأصحاب السندات من رجال الأعمال الذين يقرضون الدولة ديونهم ثم يأخذ هو الربح من فوائد خدمة الدين الربوية !

لم يسأل أحد وقتها عن مصدر أموال نجل الرئيس أو بالأدق لم يجرؤ كائن على التلفظ بذلك عن السيد مبارك الابن، وبالطبع استفاد السيد المبجل من لعبة تعويم الجنيه...... دولة بأكملها تنهار اقتصاديا من أجل الإثراء الفاسد لشخص وعصابته !

ربما كان فضح هؤلاء هو أحد المكاسب القليلة لثورة يناير الموءودة بفعل أكثر من فاعل وهذا ما دفعنا اليوم للسؤال عن جدوى قرار رفع الفائدة بمقدار  1% للودائع، هل الهدف منه خدمة الفقراء أصحاب الودائع البسيطة في البنوك ودفاتر التوفير أم أنه يصب في مصلحة السادة الدائنين لمصر والذين سيحصلون تقريبا على ما يقرب من 20 مليار جنيه زياده في فوائدهم الربوية !

إذا كانت الحكومة قد رفعت أسعار كل شىء في مصر بسبب رفع أسعار الطاقة لتوفير 50 مليار جنيه من فاتورة الدعم، فهل يعقل أن تتكبد 20 مليارا تدفعها عيدية للسادة المرابين كمنحة عيد بما أننا في أول أيام العيد، أعاده الله عليكم بالخير الذى نتمناه ولكنه يذهب سدى لمن لا يستحق !

إن أولى الناس بمنحة العيد هم الفقراء ومعدومو الدخل في وطننا الأعجب بين كافة دول العالم في التجنى على الضعفاء وخدمة الأقوياء بقصد أو بدون قصد. 
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية