رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحرب بين مصر إسرائيل !


هل نحن ضد حماس ؟ نعم ضد حماس
هل نحن ضد إسرائيل ؟! لا، المسألة أكبر من ذلك بكثير، المعادلة تقول نبقي نحن في هذا العالم أو تبقي إسرائيل، وإن قبلنا نحن بوجودها لن تقبل هي بالعكس، فمشروعهم الأكبر والأساسي يقوم على محونا من هنا !

إذن، هل نحن مع حماس ضد إسرائيل ؟ لا، ولهذه أيضا معادلة أخرى، نحن مع الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل وضد حماس، ولكن لأن عدوانا همجي صهيوني يجري ويدخل الآن أسبوعه الثالث، فالصراع مع حماس مؤجل، ولا يبق أمامنا إلا الصراع مع العدو الأساسي، أساس البلاء في العالم كله، أصل القرف والمشاكل والإرهاب والدماء على كوكب الأرض، ولا يوجد مصري حقيقي يمكن أن يؤيد إسرائيل مهما بلغ الأمر.

من عند إسرائيل الخطر، وسيبقي ما بقيت، ولذلك صراعنا معها صراع وجود وليس صراع حدود، وما بيننا الآن ليس إلا هدنة طويلة، جرت الحرب فيها بيننا بوسائل أخرى، كان الهدف منها أن لا تكون مصر قادرة أبدا على المواجهة، والأمر ليس أمر جيش وقوات مسلحة، وربما نجا فعلا جيشنا العظيم من مؤامرات إضعافه، عتادا وتدريبا، لكن نجحوا بالفعل في الباقي تقريبا، فمصر العظيمة الكبيرة، تبدلت مشاريعها القومية من قلاع صناعية كبري في الستينيات وبجوارها مفاعل إنشاص ومشاريع صواريخ الفضاء المصرية وخطط تفكيك شفرات صناعة الدواء وتصنيعها في مصر وكسر احتكار الغرب للتكنولوجيا مع صناعات مهمة مثل السيارة المصرية نصر وكذلك الأجرة رمسيس وكذلك التليفزيون المصري تليمصر وكاترون وغيرها إلى الثلاجة المصرية إيديال، لتصبح مشاريعها القومية في الثلاثين عاما الماضية هي القدرة على توزيع الخبز أو المقدرة على توزيع أسطوانات البوتاجاز أو القدرة على تنظيم المرور أو الانتصار على شركات النظافة الأجنبية مع جمعها من الشوارع !!

مصر انتقلت من التصنيع إلى التجميع، ومن الإنتاج إلى الاستهلاك، ومن الحديد والصلب والنسيج إلى الشيبسي والبسكويت ومن قيادة العرب إلى الاقتراض والحصول على المنح من الدول العربية، ومن هيمنة الأزهر على الفتوي والعلم الشرعي إلى هيمنة القرضاوي والظواهري.. !!

لكي نحارب إسرائيل فهناك خطوات مهمة وعديدة يجب أن تحدث، وقفزات نوعية في كل المجالات، ولا ننتظر من الطرف الآخر أن يتركنا نفعل ذلك، لن يتركنا إلى معادلة جيش مصري قوي، واقتصاد مصري قوي، وشعب تخلص من الأميه والمرض والأمراض الاجتماعية الأخري، وهنا الحرب التي لن تتوقف، والتي لن يعلن عنها، ومن يكره إسرائيل - وكلنا نكرهها - فعليه أن يقف دعما لبلده في هذه المعركة، وليس كلنا - للأسف - يقف دعما لبلاده !
Advertisements
الجريدة الرسمية