رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الدعارة» باسم «الإسلام»!


في زمن الانهيار الأخلاقي والديني صعد «الحقراء» على الساحة، وامتلكوا وسائل الإعلام التي باتت تنشر فكرهم الضال المضل، وتلقي الضوء على عقيدتهم الزائفة، ومنهجهم الشاذ، وسلوكهم المنحط البعيد كل البعد عن سماحة الدين الذي ينتسبون إليه.

أصبحنا في زمن نقتل بعضنا بعضًا باسم الدين، ونسرق بعضنا بعضًا باسم الدين، وننتهك حرمات الآخرين باسم الدين، ونبرر سفالتنا وحقارتنا وجهلنا باسم الدين.. 

فهناك من خرج علينا ونصّب نفسه «أميرًا للمسلمين»، بينما تنظيمه الإرهابي «داعش» يمارس هوايته في «قطع» رءوس العباد الذين لا يعتنقون «دينه الجديد»، ورجاله يواصلون تهجير المسيحيين من مدينة الموصل العراقية، ويمارسون «الدعارة» باسم الإسلام، بما يعتقدون أنه «جهاد النكاح»، والإسلام منهم براء.

وهناك أيضا من يخرج علينا في وسائل الإعلام وقد تبني فكرًا منحرفًا، بل وشاذًا، ويفتي بـ«تقنين الدعارة» و«ترخيص بيوت البغاء»، مثل المخرجة إيناس الدغيدي، زاعمة أن أفكارها كفيلة بحماية وإصلاح المجتمع، ولا تدري أنها بصنيعها هذا تشجع وتحرض الفتيات على الانحراف، ما يؤدي إلى انهيار المجتمعات، وزوال الأمم.

وللأسف الشديد، فإن أصحاب هذه الأفكار الهدامة، والآراء المتطرفة، والفتاوى الشاذة، تجد مَنْ يروج لها في وسائل الإعلام، من أجل نشر ثقافة التطرف الفكري والتدني الأخلاقي، والانهيار السلوكي والديني، لصالح أعدائنا الذين يتربصون بنا من كل حدب وصوب، والعودة بنا إلى زمن الجاهلية الأولى.

لقد صدق على هؤلاء قول المتنبي:
يرى الجبناء أن العجز عقل... وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكم من عائب قولًا صحيحًا... وآفته من الفهم السقيم

إن مصيبتنا ليست في الانهيار الأمني والقتل والتشريد الذي تعيشه بعض الشعوب العربية فقط، بل في الانهيار الأخلاقي الذي يجعل الخطأ صوابًا والصواب خطأ، ويخلط بين الحابل والنابل والحق والباطل..

المشكلة في طغيان المصالح الخاصة والعلاقات النفعية، وفي التحولات المفاجئة من النقيض إلى النقيض، وفي موت العواطف الإنسانية، في الهجاء المتبادل والتصريحات الانتقامية وخلق العداوات، وفي الذاكرة القصيرة التي تجعل الكثير منا ينسى الظلم والخطايا، في الشائعات والتجهيل والتضليل، وفي انتهاك القيم والحقوق، وفي تكرار الأخطاء وعدم الاعتبار بالدروس.

ومن أكبر مشاكلنا أيضا أن كل جماعة باتت تنظر إلى الدين من منظورها الخاص وبما يحقق مصالحها فقط، ولو على حساب الآخرين.. 

آفتنا الكبرى في أنفسنا.. في عقولنا.. في أفكارنا.. في سلوكنا.. في تصرفاتنا.. في تعاملنا مع الآخرين.. وليست في الدين الذي أنزله الله من فوق سبع سماوات لصالح البشرية جمعاء، وليس فئة بعينها.
Advertisements
الجريدة الرسمية