رئيس التحرير
عصام كامل

حُـكّام العـار!


ما يحدث في غزة من إبادة جماعية لا يمكن أن ينفصل عن واقع العالم العربي الآن، ومدى ما وصل إليه بعض الحكام العرب من جهل وتخلف، وخزي وعار وانحطاط سيظل يلاحقهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الاحتلال الصهيوني ما كان سيرتكب جرائمه ويمارس وحشيته في فلسطين وقطاع غزة دون أن يكون متأكدًا من مساندة وتشجيع الأنظمة الغربية والأمريكية له، وما كان سيمارس جرائمه دون أن يكون متأكدًا من مساعدة «العرب» له، إما بالصمت المريب، أو بالإدانة والشجب والاستنكار دون أن تتحرك نخوتهم ورجولتهم التي يبدو أنهم فقدوها على كراسي السلطة.

فالحكام العرب الذين صدعوا رءوسنا عن الأمن القومى العربى وجيوشهم العربية لا تنتج سلاحها، وتنتظر ما تمن به الدول الغربية عليهم، وجنودهم يتدربون في أمريكا، وتسليحهم من أمريكا وروسيا وألمانيا وفرنسا والصين...إلخ.

صدعوا رأسنا، بالحضارة العربية، والكرامة العربية والعزة العربية، والشجاعة العربية، والصمود العربي، وهم أول الخانعين المرتمين تحت أقدام الأعداء.. وحكام وملوك العرب متزوجون من أوربيات شقراوات، والأميرات يتسكعن على أرصفة أوربا مع المغامرين وصائدى الفرص.

يحدثوننا عن مجد العروبة، والإعلام العالمى يظهرهم كرعاة للإبل ولوطيين يمارسون الجنس مع أبقارهم. 

يحدثوننا عن الله، وبعضهم يعتبرون نبيهم سرق النبوة من على بن أبى طالب، الذي كان صبيًا وقت نزول الوحي، وإذا طلبت من مجرميهم أن يقسموا بالله يقولون «جاء الفرج».

يحدثوننا عن التحضر والرقى والحضارة.. ومدنية الدولة، وديمقراطية الحكم، ولا يزالون يناقشون قضية الخلافة بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعلوا من مساجدهم مسارحًا يعرضون عليها سفالتهم، ويروجون لجهلهم، وبضاعتهم البائرة.

يحدثوننا عن النخوة العربية وأبناء شعبهم مشردون، متسكعون على المقاهى.. يحدثوننا عن الوطنية ويبيعون أوطانهم وتاريخهم مقابل الظهور على شاشة الإعلام لدقائق. 

يحدثوننا عن الحكمة والفلسفة و«عجائزهم» الذين أكل الدهر عليهم وشرب، متصابون، يغازلون الفتيات المراهقات بالأغانى وقصائد الشعر على مواقع التواصل الاجتماعى.

حتى إخواننا «المجاهدين» - الذين صدعوا رءوسنا بالجهاد ضد الكيان الاستيطاني- لم نجدهم هم إلا أشباه رجال يحاربون المسلمين في عقر دارهم، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، ويقتلون مسيحييهم.. بينما يقاومون الاحتلال على موائد الطعام في قطر، وفنادق تركيا، ومطاعم لندن.
الجريدة الرسمية