رئيس التحرير
عصام كامل

«ديمقراطية ديكتاتور (6)» مسرحية لـ«محمد الخضري»

محمد الخضري
محمد الخضري

الحاكم الذي يشيح بوجهه عن أبناء وطنه، ويستند بظهره على جدار إمبراطورية لقيطة، أقامت أعمدة مؤسساتها بالدم والإرهاب، وتعتمد في اقتصادها على موارد أمم عريقة جلس أصحاب القرار فيها بولاية أجنبية في غفلة من زمان غادر، فهو حاكم أولى به زنزانة حقيرة في أحد سجونه التي طالما أرهب بها معارضيه.


المنظر الأول:

حالة من الارتباك والهرج والمرج داخل أروقة القصر الرئاسى، وعدد من أفراد الأمن يسرعون لاستقبال الرئيس "بوشيوس" ومعه وزيره خارجيته "كونداليزايوس"، وعدد آخر من العاملين يتجهون صوب حمام القصر لمطالبة الرئيس "حسنيوس" بالخروج مسرعا، و"سوازنيوس" تهرول مصابة بحالة ذعر لتستقبل الرئيس الضيف ومرافقيه.
"سوازنيوس": أتمسى بالخير يا سى "بوشيوس"، منور الدنيا هنا ياخويا.
"بوشيوس": سالخير عليكى ياست أم "جيمى"، أمال الأفندى بتاعك فين ياختى عاوزينه في كلمتين علشان نلحق نروح بدرى.
"سوازنيوس": دقيقة واحدة ياخويا ويجى، هو لامؤاخذة كان بيستحمى.
...... وتسرع "سوزانيوس" وتلتقى "حسنيوس" غاضبة قائلة: خلص يامنيل الراجل قاعد من بدرى، ويبادرها "حسنيوس": خلصت أهو روحى أنتى حضرى لقمة للضيوف بسرعة.

المنظر الثانى:
يدخل "حسنيوس" مرتبكا خشية غضب الرئيس "بوشيوس" لتأخره عن استقباله.
"حسنيوس": ياميت أهلا وسهلا على سيد الريسه، منور ياسعادة البيه انت وضيوفك، طب والله كان نفسى أفرش الأرض فل للناس اللى زى الفل.
"بوشيوس": شكرا "حسنيوس"، بس مش عيب عليك ياجدع أنت تكون عارف أن فيه ضيوف جايين ومتكنش واقف تستقبلهم.
"حسنيوس": لامؤاخذة يابيه دى أمسحها فيا، لكن المدام اصرت أنى ادخل أستحمى والبس هدمة جديدة تليق بمقامك العالى.
"بوشيوس": طب إحنا جايين عاوزينك في كلمتين بسرعة، بس شوفلنا لقمة الأول إحنا على لحم بطننا من الصبح.
يسرع "حسنيوس" ويغيب لحظات ويدخل من وراءه الخادم.
"حسنيوس": حط الصنية هنا قدام سيدك ياواد، وغور شوف شغلك
"الخادم" يغرق في ضحك هستيرى.
"حسنيوس": بتضحك على ايه يا خدام يا ابن الخدام
"الخادم ": هو سيدى "بوشيوس" جايب معه قرده ولا ايه
"حسنيوس": الله يوقف حالك زى ما هتوقف حالنا يا بعيد، ياد غور من هنا وروح شوف شغلك أحسن أقوم اضرب باللى في رجلى
"الخادم" متمتما بغضب مكتوم، أهو دا اللى أنت شاطر فيه، هو يديك بالصرمة، وأنت تتفرعن عليا.
"حسنيوس": صرمه؟ صرمه لما تتنصل على راسك ورأس اللى خلفوك، طب انا هوريك ياكلب لما سيدك "بوشيوس" يسافر بالسلامة.
"بوشيوس": يعنى أيه قرده "حسنيوس"؟
"حسنيوس": دى بنقولها للست الجميلة هنا يا سعادة البيه.
"بوشيوس": ست جميلة؟ ودى ست جميلة ؟ دا لولا أنى ماضى على كمبيالات كنت غورتها من الوزارة من زمان بوشها دا.
"بوشيوس": المهم "حسنيوس" أنت شكلك كبرت وخرفت ومبقتش عارف تحكم زى زمان.
"حسنيوس": ليه بس ياسعادة البيه، دا أنا حتى لسه متمتش 80 سنة.
"بوشيوس": أمال ايه المظاهرات اللى بسمع عنها كل يوم دى، وأنك عاوز تجيب الولد "جيمى" ريس من بعدك.
"حسنيوس": الهى اعدم صحتى وعفيتى يابيه لو كان دا بيحصل، دا اللى بيعمل كدا شوية مندسين وممولين عاوزين شوية مناصب وفلوس، لكن انا الشعب كله بيحبنى أوى، حتى أجيبلك الخدام بتاعى تسأله
"بوشيوس": الإدارة عندى كلها بتقولى لازم أغيرك وأجيب حد غيرك، لأنك بقيت راجل خرع، دا أنا أجيب مرة مكانك أحسن.
"حسنيوس": غاضبا، لا مؤاخذة ياسعادة البيه، المرة متعرفش تعمل اللى بعمله في الشعب بتاعى، الشعب دا عاوز واحد دكر سعادتك، قال مرة قال
"بوشيوس": يعنى أنت متأكد أن الشعب مبسوط منك
"حسنيوس": أوى سعادتك والله
"بوشيوس": طب عال، عموما هسيبك طابق على نفس أم الشعب كام سنة لحد لما نشوف.
... ينحنى "حسنيوس" مقبلا يد "بوشيوس" مرددا ربنا يطولنا في عمر سعادتك يابيه، ومايرميك في ضيقه وينصرك على أعداءك.
"بوشيوس": طب انا هقوم أتوكل على الله باه، علشان الحاجة أمى بعافية شوية ولازم أروح أديها الدوة.
"حسنيوس": ألف بعد الشر عنها، السلام أمانه وحياة دين النبى يابيه، وربنا يشفيها، دى ست بركه.
... دقائق ويدخل الخادم ببعض المشروبات، عقب سفر الرئيس "بوشيوس"
الخادم": الله، هو سيدى "بوشيوس" سافر ؟
"حسنيوس": أيوه ياخويا غار، داهيه لا ترجعه
يضع الخادم صنيه المشاريب، ويقول بصوت منخفض، ما انت قدامه بتكون عامل زى الفار.
لحظة وينتبه "حسنيوس" ثم يرفع يده ويصفع الخادم على قفاه قائلا، وأنت ياخدام يا ابن الخدام بتطول لسانك قدام "بوشيوس" الراجل يقول ايه عليا، مفيش احترام.
في تلك اللحظة يدخل "ديوانيوس" مسرعا، الحق ياسعادة الريس، فيه مظاهرة جامدة أوى بره، فيبادر "حسنيوس" قائلا، انا هقوم أريح ساعتين، وأنتو إعتقلو اللى تقدرو عليه، وأعزق الباقى علقة حلوة خليهم يتربو، شعب واطى ملقيش حد يربيه.
الجريدة الرسمية