رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فتوة أم فتة؟!


منذ شهرين أو أكثر كنت أشارك في ندوات مغلقة عبارة عن ورش عمل انعقدت في "أبو ظبي"، كان موضوعها "الفتاوى الشاذة، التطرف والتكفير، "الصراع على السلطة باسم الدين" وكانت الجهة التي نظمت ورش العمل هذه هي مركز "مداد" وهو أحد المراكز البحثية المعنية بمواجهة ظاهرة التطرف ومشروع الإسلام السياسي والسعي لإنشاء مشروع متكامل للإصلاح الديني، ومن الغريب أنه لا يوجد لدينا في مصر مثل هذه المراكز مع أننا من أحوج الناس إليها، وكان من حسن حظي أيضًا أن شاركني في ورش العمل هذه مجموعة من العلماء الكبار كان على رأسهم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والدكتور صبري عبادة، وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية، وكان معنا أيضًا الشيخ أحمد تركي، مدير المساجد في وزارة الأوقاف، ومع هؤلاء حضر معنا كل منا الأساتذة مختار نوح وعمار على حسن وخالد ميري، عضو مجلس نقابة الصحفيين.

كان المحور الأول الذي دار النقاش حوله هو الفتاوى الشاذة، التحديات والمواجهة، وكم كان مؤلمًا على النفس تلك الفتاوى الشاذة التي أساءت للإسلام أيما إساءة، بل كانت سببا لاتجاه كثير من الشباب إلى الإلحاد ظنا منهم أن هذه الفتاوى هي الإسلام، وما هي تنتمي للإسلام ولا منه، بل هي بضاعة غريبة عنه خرجت من نفوس مريضة تفتقر إلى العلم والفقه، وسبحان الله على هؤلاء الذين كان تصورهم عن الله غريبًا، وكان تصورهم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مريضًا، وكان من تلك الفتاوى الغريبة ما انطلق من خلفية سياسية، أو بالأحرى ما كانت السياسة والأطماع في الاستيلاء على الحكم سببًا له، وعلى سبيل المثال تلك الفتوى التي خرجت أثناء استفتاء التاسع عشر من مارس 2011 والتي تقول: إن من سيوافق على التعديلات الدستورية سيكون من أهل الجنة، ومن لن يوافق فهو في النار، وفي انتخابات الرئاسة الماضية أفتى أحد دعاة الإخوان بأن من سيمتنع عن التصويت لمرسي فسينال الويل والثبور وعظائم الأمور وسيلدغ في قبره مدة أربع سنوات من الثعبان الأقرع!

ومن الفتاوى الشاذة أولئك الذين أخرجوا لنا مرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن تكون صحيحة مثل إرضاع الكبير، وقتال كل الناس حتى يتبعوا الإسلام! ومن غراب الفتاوى ما قاله الشيخ الألباني عن حرمة ارتداء الكرافت لأنها مثل الصليب، وحرمة أن يجاهد أهل فلسطين ضد اليهود وأنهم يجب أن يخرجوا من بلادهم كما خرج الرسول من مكة، ويذهبوا إلى بلد آخر يستعدون فيه ثم يعودون إلى فلسطين فاتحين!

ومن الفتاوى الشاذة ما قاله القرضاوي عن السماح للمسلمين الأمريكان بقتال الشعب العراقي مع الجيش الأمريكي حتى لا يتسببوا إن امتنعوا في ضرر للمسلمين في أمريكا، أي فليمت المسلمون في العراق لينجى المسلمون في أمريكا من السجن!

وعشرات بل مئات من الفتاوى التي أخرجتها الآلة الإفتائية الإخوانية من أجل الوصول للحكم، وسبحان الله ! كم أفسدت السياسة دين هؤلاء!
Advertisements
الجريدة الرسمية