رئيس التحرير
عصام كامل

موعد غرام


يضع الحاج يده على الجهة اليمنى من الصدر ويظهر علامات التوجع التي تثير قلق صديق عمره الذي يجلس في مكتبه بمصنعه ويسأله عن حاله، ويطلب منه الاستعجال في مراجعة طبيب، لكنه يبتسم تحت الألم ويرفض، ثم يؤمله خيرا ويعده بأن يتحرك لاحقا ليعرف ما المشكلة في هذا القلب الموجوع ببلايا الدنيا وهمومها. يموت الرجل لاحقا مقتولا بسبب الصراع المادي، ورغبة ابن أخيه في الحصول على المال بالتواطؤ مع أفراد عصابة كانوا يخططون له وشاركوه في الجريمة. ترى لماذا كان الممثل العراقي القدير يضع يده على الجهة اليمنى من صدره مشيرا إلى القلب المتوجع في حين أن القلب يقع في الجهة اليسرى؟

في رمضان عرضت أعمال فنية جيدة، وكان البعض منها سيئا للغاية، تابعت مسلسل سرايا عابدين، الذي يحكي قصة الخديو، ومسلسلا آخر عن الفقر وعذابات المصريين ( ابن حلال) كان البطل محمد رمضان مجيدا لدوره، وشاركه فيه ممثلون معروفون ( محمود الجندي، هالة فاخر، وفاء عامر، وريهام سعيد). مسلسل ( لو) كانت حكايته الخيانة، وقدم دروسا جيدة للشابات والنساء الفاضلات ليتكيفن مع مشروع تغيير نمط الحياة إلى التنوع، حيث تعاشر البطلة رجلين في آن واحد، زوجها وعشيقها، ولا ضير في ذلك بالنسبة للقائمين على الفن والمسئولين عن القنوات الفضائية العربية، خاصة أن أغلب الممثلين العرب والمغنين والمنتجين والمخرجين لا يتورعون عن الخيانة ومعاقرة الخمور والسقوط الأخلاقي الذي لا يعدونه سقوطا، إنما هو نوع حياة، يريدون للمجتمع أن يعيشه بطريقة مبتكرة، وهو ما يلقى بالفعل رواجا كبيرا في أوساط مجتمعية، وهذا ما فعلته المسلسلات التركية التي تمكنت من السيطرة على العقول، وانتقلت لتتحول إلى ممارسات عاطفية، وعلاقات محرمة، وانفتاح غير مسبوق، وتغييب للعقل، وجموح عاطفي مخيف ومدمر للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد والسلوك القويم ونظام الأسرة العربية والمسلمة.

رمضان شهر الطاعة يتحول رويدا بفعل السلوك الجمعي وطريقة الإنتاج الفني والنوايا السيئة إلى موعد للغرام، وممارسة الرذيلة والخيانة، والدخول إلى الملاهي والحانات وبيوت الدعارة، فالكاميرا تتجول في ملهى تقدم فيه المشروبات الروحية، وتتمايل فيه الأجساد العارية للراقصات والمغنيات، فضلا عن المرتادات للمكان من عامة النساء والنخب، وجموع من الرجال، ويسمون ذلك تمثيلا، إذن لا مشكلة فحين تتعرى المرأة لا يعد ذلك حراما لأنه تمثيل! وحين يضاجع رجل امرأة لا يعد عيبا لأنه تمثيل! ويبدو أن القائمين على عهر الدراما العربية يريدون للناس أن يميزوا بين القبلة التمثيلية وتلك الحقيقية وكأنهم لا يعلمون ما سيفعل ذلك بالقاصرات من البنات، وكذلك الشبان اليافعين، وحتى النساء المتسمرات في مواجهة الشاشة.

تنتظر النسوة في البيوت موعد الإفطار، ويقضين الوقت لا بالصبر والصلاة وقراءة القرآن، بل بمتابعة الأغاني الفاحشة وعري نظيراتهن من المغنيات والممثلات والراقصات، ويتعلمن كيف يلجن المشارب والملاهي دون أن يكلفن أنفسهن عناء الحركة فالملهى في البيت، وبيت الدعارة في البيت والجنس والقبل والفضائح تأتي إلى البيت.
هي دهشة مما يحصل إذن.
الجريدة الرسمية