رئيس التحرير
عصام كامل

بخل الأغنياء وصندوق السيسي!


يكاد لا يخلو أي حديث جديد للرئيس السيسي من الكلام عن صندوق تحيا مصر الذي دعا إلى إنشائه أثناء الحملة الانتخابية ليجمع نحو مائة مليار جنيه تستخدم في تمويل مشروعات استثمارية جديدة تخلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، وتنهض بالعشوائيات والقرى الأكثر فقرًا.

فلقد اصطدم الرئيس السيسي بحالة بخل مثيرة للاستفزاز من الأغنياء والقادرين، رغم أنهم كونوا ثرواتهم الضخمة والكبيرة من فضل وخير هذا البلد بل وأحيانًا كثيرة على حساب أغلبية أبنائه وأحيانًا أخرى بالاستفادة مما قدم لهم من دعم ومساندة من قبل الأجهزة الحكومية.

فحتى الآن لم تصل جملة التبرعات في صندوق تحيا مصر إلى ١٠٪ مما ينشده الرئيس السيسي أي أقل من عشرة مليارات جنيه، وبعض هذه التبرعات على الورق، ومنها ما هو ما زال في عداد الوعود التي لم ترق بعد إلى مرحلة التنفيذ.

مع ذلك يبدو أن الرئيس السيسي، كما بدا أمس في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، لم ييأس بعد من استجابة هؤلاء الأغنياء والقادرين لدعوته للمساهمة في صندوق تحيا مصر حتى يقدر على قيادة الحرب التي أعلنها ضد الفقر من أجل تمكين الشباب اقتصاديًا واجتماعيًا وفتح أبواب الأمل له في غد أفضل..

لذلك تحدث الرئيس السيسي عن هذا الصندوق مرة أخرى وجدد دعوته للأغنياء والقادرين للمساهمة فيه، لعلهم يخجلون من أنفسهم ويحسبون جيدًا حساب مصالحهم التي ستتضرر بالقطع إذا استمرت الأزمة الاقتصادية تطبق على عنق اقتصادنا.

لكن مرة أخرى نقول إن الدعوة العامة المفتوحة للأغنياء للتبرع لا تكفى، يجب أن تقترن هذه الدعوة بالاتفاق معهم كل على حدة، على تنفيذ أعمال محددة سواء للنهوض بالقرى الأكثر فقرًا أو العشوائيات أو إصلاح البنية الأساسية أو بناء المدارس والمساكن لغير القادرين.
الجريدة الرسمية