رئيس التحرير
عصام كامل

لا يا سيادة الرئيس


عندما نكتب وننتقد قرارات الرئيس أو أي مسئول يكون الصالح العام هو هدفنا مهما أبحرنا ضد التيار..والآن معظم المقالات في الصحف الحكومية والخاصة الممولة من رجال الأعمال إلا قليلا، لا تهتم سوى بمدح الرئيس إعجابا أو نفاقا أو خوفا، يقينا دون أن يطلب الرئيس منهم ذلك ولكن محفوظ عجب المتغلغل في الصحافة المصرية لا يكف عن ممارسة هوايته واكتساب عيشه بطريقته العتيدة.

إذن لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير في أي مسئول إن لم يسمعها.... هي كلمة الحق، لقد خرج الرئيس السيسي علينا في ليلة 23 يوليو متحدثا عن أن قيم حركة الضباط في يوليو، والتي تحولت بحق لثورة بفضل انحيازها لقيم العدالة والمساواة، وأهداف ثورة يناير وانتفاضة 30 يونيو ضد نظام المرشد متكاملون جميعا !

نظريا يا سيادة الرئيس هذا حق لكن عمليا وواقعيا، هذا غير حقيقى بفضل كل الحكومات التي أهدرت وأضاعت أهداف قيم ومطالب ثورة يناير عن عمد والتي شوهت وما زالت حتى اليوم، من ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، فالشعب لم يثر مرتين في سنتين من أجل أن يستيقظ من النوم فيجد الفقراء وقد تحولوا لمعدمين بفضل قرارات كانت حكومة محلب ترفضها بشدة قبل رفض سيادتك للموازنة ثم لم تجد بدا من أن ترضيك على حساب الشعب بسد عجز الموازنة من جيوب الطبقة الفقيرة الكبرى والطبقة المتوسطة المنحدرة فقرا يوميا والمتلاشية بفضل قرارات راهنت سيادتك على نجاحها.

لا أدرى، الرئيس يتحدث بصدق عن معاناة كثير من المصريين وقال نصا ( في ناس مش لاقية تاكل ).... إذن يكون الحل بإفقارهم أكثر أم بسد عجز الموازنة من ناهبى أراضي الوطن وخيراته على مدى عقود طويلة، هل نعالج الفقر بإفقار أكبر نسبة ممكنة من المتعايشين جهادا مع الحياة اليومية وتجويع الفقراء والمساكين؟!

كيف تكون هذه عدالة ونحن لا نستطيع ضبط المدلول اللفظى لمفهوم العدالة عند كل حكومات مصر منذ ما يقرب من نصف قرن؟!

الرئيس أعلن عن مراهنته على تقبل الشعب للقرارات التي وصفها بالقاسية ظنا منه أن الشعب سعيد بها، عفوا يا سيادة الرئيس، لا تعول مطلقا على الإعلام الخادع والقنوات المتربحة من النظام، الناس في الأسواق والشوارع والمقاهى والمصالح الحكومية تعلن عن سخط مكتوم خشية الاعتقال والملاحقة القضائية فمن تسول له نفسه التظاهر من أجل حقه في العيش الكريم سيجد قانون التظاهر أمامه ومن خلفه السجن والغرامة.

حتى الحرية أصبحت خطيئة والمطالبة بالحق هدم للدولة ورفض قرار سيادى رئاسى أو حتى وزارى جريمة.... هل هذه هي قيم الثورات التي تحدثتم عنها سيادة الرئيس؟!

للأسف لا يؤيد القرارات التي وصفتها سيادتكم بالقاسية سوى الأغنياء والمنتفعين من وراءها، موظف منافق يتطلع للترقيه فيتغنى بأى شىء يفعله النظام، تاجر ربحه يتجاوز تجار المخدرات يضاعف من سعر السلعة استنادا إلى تلك القرارات وحتى سائقى السيارات الأجرة الذين ينتشون بكل زيادة تضاعف لهم أجرة الركوب في دولة قوية فقط على الفقراء والضعفاء، حانية مهددة للأغنياء تطالبهم بالتبرع والرحمة! 
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية