رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهاء الدين يكتب: كعك العيد للمحرومين فقط

أحمد بهاء الدين
أحمد بهاء الدين

في مجلة "صباح الخير" عام 1965 كتب أحمد بهاء الدين مقالا بمناسبة عيد الفطر المبارك تحت عنوان ( كعك العيد) يقول فيه:

لا تأتى مناسبة عيد أو رمضان إلا وينهال الكتاب والإذاعيون لوما وتقريعا على الناس السخفاء الذين يعلقون كل هذه الأهمية على شراء الياميش أو الكعك أو السمك البكالاه.


وتنشر الصحف إحصاء رسميا يقول إن كعك العيد يكلف مصر مليونين من الجنيهات، ويمصمص قارئ شفتيه ويقول "ياسلام مليونين كانت تكفى لإقامة مصنع ".

كل واحد من هؤلاء الذين يكتبون ويتحدثون عن استهلاك الياميش والكعك والبكالاه هم ناس لديهم النقود الكافية لشراء هذه السلع ولايزعجه إذا زاد الثمن قرشا، وإذا كان منهم من لم يصنع كعك العيد مثلا فذلك لأنه سيخطف يومين في الإسكندرية ليقضى العيد على شاطئ البحر.

ولكن ليس هذا حال الجميع فالأغلبية الساحقة من البيوت المصرية لاتدخلها الحلوى إلا مرة واحدة في السنة، عندما تصنع كعك العيد خاصة وأن صنع الحلوى عند ربة البيت يعتبر حدثا فلذا تستعد له من العام إلى العام وتفرح به.

إن الحلوى ليست ممنوعة من الصنع طوال السنة بدليل أن هناك أناسا يأكلون الحلوى ويصنعونها ويشترونها من المحال طوال السنة وهؤلاء لايهمهم كثيرا كعك العيد، وإذا كان استهلاك الدقيق والسكر يزيد في أسبوع العيد فذلك لأن عددا كبيرا من الناس لايذوق الحلوى إلا في هذا الأسبوع.

إن كعك العيد..أكثر الناس اهتماما به هم الذين لايجدونه طول السنة، والجميل حقا أن نطالب بالتقشف..لكننا يجب أن نفكر دائما من الذين نطلب منهم التقشف، هل هم المحرومون أصلا أم الذين عندهم فائض كبير.

صحيح أن كعك العيد يكلف مليونى جنيه، لكن الكعك هو المسرة البسيطة النادرة بالنسبة لناس كثيرين، وواجبنا على العكس أن نحاول توفيره لهم، أما الملايين التي نحتاج إليها لبناء المصانع فما أكثر الوجوه التي يمكن أن توفرها لها.
الجريدة الرسمية