رئيس التحرير
عصام كامل

أشكال "الجاثوم" وطرق علاجه

الخبيرة النفسية سهام
الخبيرة النفسية سهام حسن

هل شعرت من قبل أثناء النوم بقيود تقيدكم في السرير، وتحتجز روحك من العودة إلى عالم الأحياء، وتشعر باحتباس صوتك، مما يدفعك لمحاولة الصراخ ولكنك تعجز عن ذلك، تريد أن تحرك يديك ولا تقوى على ذلك وكأنك مسلوب الإرادة.

تؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن أن كل ما سلف ذكره ما هو إلا أعراض لاضطراب النوم المسمى بـ"شلل النوم" أو "الجاثوم"، كذلك يطلق عليه "أبو لبيد أو أبو غطاط أو الرابوص" بالعربية.

تضيف الخبيرة النفسية أنه اضطراب يجعل المصاب به يستيقظ من نومه لكن بشكل جزئي خلال حلم، فيما يظل جسده نائمًا، وهذه الحالة مربكة ومجهدة جدا، ويمكنها أن تسلب النوم من المصابين بها، وتسبب لهم إرهاقًا ومشكلات في التركيز.

وتشير سهام إلى أن هذه الحالة من الاضطراب دارت حولها قصص وحكايات وأساطير كثيرة، قبل أن تفسر بشكل علمي، فهناك أسطورة تقول إن "الجاثوم" هو شيطان في هيأة رجل يغتصب النساء أثناء نومهن، ولكنهم وجدوا أن الرجال أيضا تعاني منه، فتشكلت أسطورة أخرى في التراث الكنسي الغربي، تحكي أن ملاكا طرد من الفردوس بسبب شهوته الزائدة.

تضيف سهام أنه بعد ذلك أتى دور العلم الحديث والأبحاث العلمية التي أثبتت أن هناك بالفعل أسباب وراء هذا النوع من اضطراب النوم وهي:

النوم ووضعية الوجه لأعلى وحركة العين السريعة يسبب التوتر والقلق.

عدم انتظام مواعيد النوم، والضغوط اليومية المتزايدة، الإجهاد النفسي وإرهاق العمل أو السفر.

التغييرات الفجائية في البيئة المحيطة، وإدخال تغييرات في أسلوب الحياة.

تناول العقاقير المهدئة والمنومة، أو استخدام أحد عقاقير الهلوسة، كذلك تناول الكثير من الكافيين والإفراط في شرب الكحوليات.

وتوضح الخبيرة النفسية أن شلل النوم أو الجاثوم هو ظاهرة ليلية يعاني منها النائم من نحو 70 – 120 دقيقة على الأقل.

وعن طرق التخلص من الجاثوم والنوم بشكل هادئ، تشير سهام إلى أنه يجب في البداية إلى من يعاني من هذه الظاهرة أنه ليس مريضا عقليا أو مريضا عضويا، فالأمر لا يحتاج لتدخل طبي في معظم الحالات، فكل ما على من يعاني من الجاثوم أن يحرك عضلات الوجه، وأن يحرك العينين من جهة لأخرى، فهذا كفيل لإنهاء أعراض هذه الحالة.

تضيف سهام إلى أنه إذا زادت عدد النوبات أكثر من مرة في الأسبوع فعندها لابد من زيارة الطبيب المختص.

وتشير الخبيرة النفسية إلى أنه يمكن كذلك محاولة خفض التوتر والقلق النفسي لتقليل احتمالية حدوث هذا الاضطراب، مع أخذ قدر كافي من النوم، وممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بوقت كاف، وعمل تمارين للاسترخاء قبل النوم لتصفية الذهن من أي تفكير فيه قلق وتوتر، والمحافظة على وضع مواعيد ثابتة للنوم وللاستيقاظ، كما يمكن تجنب النوم والوجه لأعلى، وافضل وضع للنوم هو النوم على الجانب الأيمن كما علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم. 
الجريدة الرسمية