رئيس التحرير
عصام كامل

ملاحظات على خطاب الرئيس!


الوضوح والبساطة والتلقائية والصدق كان أهم ما يميز خطاب الرئيس السيسي في ذكرى قيام ثورة يوليو.. ولكن لأن الخطاب لم يكن معدًا سلفًا أو مكتوبًا من قبل القائه وجاء كله مرتجلًا فإن ثمة ملاحظات وردت عليه نستأذن السيد الرئيس في لفت انتباهه لها لتأتى خطاباته القادمة أفضل وخالية من الملاحظات حتى يكتمل التأثير السياسي الذي ينشده الرئيس لها في عقول وقلوب المصريين.

أول هذه الملاحظات أن الرئيس وهو يعدد المبادئ والأهداف الست لثورة يوليو نسى المبدأ السادس الخاص بإقامة حياة ديمقراطية سليمة وكرر المبدأ والهدف الخاص بالقضاء على الإقطاع مرتين.. ولحسن الحظ أنه تحدث عن حرية الفكر والاعتقاد والتعبير حتى لا يستثمر بعض المتربصين ذلك ليروجوا أن الرئيس غير مكترث أو مهتم بالديمقراطية.

ثانيًا: أن الرئيس لم يوجه تحية خاصة لجمال عبد الناصر الذي يقترن اسمه بأى حديث عن ثورة يوليو لأنه هو زعيمها ومؤسس وقائد تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بالإطاحة بالملك فاروق وإجراء تغيير في السلطة السياسية التي كانت قائمة قبل يوليو ١٩٥٢.. صحيح أن الرئيس السيسي ذكر اسم جمال عبد الناصر ضمن قائمة الرؤساء الثلاثة ليوليو مع محمد نجيب وأنور السادات، إلا أن الأول «نجيب» استدعى ليتولى رئاسة الضباط الأحرار لمكانته ولم يكن له دور فيما حدث ليلة ٢٣ يوليو، أما الثانى «السادات» فهو في تقدير البعض خرج عن طريق ثورة يوليو بسياساته.. ومع ذلك فلا مانع من الحديث عنهما مع توجيه تحية خاصة لعبد الناصر.

ثالثًا: عند حديث الرئيس السيسي عن غزة استخدم لفظ الاقتتال لوصف ما يحدث وكان الأوفق أن يستخدم وصف العدوان الإسرائيلى حتى ولو أن حماس قد منحت الإسرائيليين المبرر للقيام بهذا العدوان.

رابعًا: وذات الأمر ينطبق على الوصف الذي استخدمه الرئيس السيسي للإسرائيليين الثلاثة الذين اختطفوا ثم قتلوا وكان ذلك مقدمة لهذا العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة.. أسماهم الرئيس السيسي بالمواطنين الإسرائيليين رغم أن المستخدم في وصفهم حتى إسرائيليًا بالمستوطنين.. وهناك بالطبع فارق بين الوصفين، لأن وصف المستوطنين يتضمن معني لا يغيب عن السياسات المصرية وهو استيلائهم على أرض فلسطينية.

خامسًا: كان مهما بالطبع أن يؤكد الرئيس السيسي أن تكرار حادث الفرافرة في أماكن أخرى داخل مصر أمر وارد ومحتمل لأننا نخوض حربا شرسة ضد إرهاب ترعاه جماعة تبغى الانتقام منا، ويساند هذا الإرهاب قوى إقليمية ودولية.. ولكن لم يقترن ذلك بطمأنة كافية كنا نحتاجها جميعا من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة ليس فقط حول القصاص من القتلة والإرهابيين وإنما أيضا حول مزيد من الاستعداد والجاهزية في مواجهة الضربات الغادرة للإرهاب.

إذا كانت هذه الملاحظات لا تنال من صدق خطاب الرئيس إلا أن تداركها يجعل تأثير خطاباته القادمة أكبر.. وهذا يقتضى وجود من يساعد الرئيس السيسي في كتابة وإعداد خطاباته قبل أن يلقيها ولا بأس من ارتجال بعض فقراتها وهو يلقيها.
الجريدة الرسمية