رئيس التحرير
عصام كامل

بالحقائق الصادمة.. ما لا يعرفه خصوم عبد الناصر !


بعيدا عن العدل الاجتماعي والتصنيع والإصلاح الزراعي ومجانية التعليم وتكافؤ الفرص بين الناس وبناء السد العالي تعالوا نتكلم عما نظن أن الكثيرين يجهلونه، حيث صعدت روح جمال عبد الناصر إلى ربها عام ٧٠ أي منذ ٤٤ عاما كاملة وقد حقق لمصر الآتي:

- بدأت علاقات مصر بعد الثورة مع أمريكا طيبة وجيدة، وبعد إبلاغ "انتوني ناتنج" وزير الخارجية البريطاني لـ "بن جوريون" رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أن تنمية مصر هي الأولوية القصوي لجمال عبد الناصر وتأت في الترتيب قبل العداء مع إسرائيل وقول  "بن جوريون" وقتها حرفيا: "إن هذا هو أسوأ خبر سمعه في حياته" ! وهو ما أدي وبسبب الصلة العضوية بين إسرائيل وأمريكا إلى تراجع أمريكا عن دعم مصر!

- النقطة السابقة أدت إلى لجوء عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية للحصول على الدعم وأوله السلاح بعد تكرار المناوشات على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، فكانت صفقة الأسلحة التشيكية الشهيرة، والتي كانت مع تأميم قناة السويس أسباب العدوان الثلاثي على مصر! وبالتالي من يقول لك أن حرب ٥٦ سببها العنتريات والخطب الرنانة فتأكد أنه كاذب ومغرض أو لا يعرف شيئا عن تاريخ بلاده !

- في عهد جمال عبد الناصر انطلقت مصر لتلاحق التقدم النووي الإسرائيلي فكان مفاعل إنشاص، والذي ظل العمل به بنجاحات مهمة حتى رحل جمال عبد الناصر وبعده بسنوات قليلة توقف العمل به تماما ويذكر طبعا أن الهند وباكستان حصلا على سلاحهما النووي بعد توقيت توقف مصر عن نشاطها النووي أي إننا كنا نسبقهما أو نسير معهما على الأقل!

- في عهد عبد الناصر كانت أبحاث الفضاء المصرية على أشدها، ونقلا عن العالم المصري الدكتور محمد عرجون ويلقبونه بـ "أبو المشروع الفضائي المصري"، حيث يقول إن مصر كانت قطعت خطوات مهمة نحو إطلاق الصواريخ الفضائية وأبحاث الفضاء وكان لا يفصلها عن أمريكا - نكرر.. أمريكا - وليس كوريا أو الهند أو حتى إسرائيل ٩ سنوات علمية فقط ودخل كل ذلك إلى نطاق التجارب بالفعل وبعضه على اليوتيوب بالفيديو فعلا!

- في عهد جمال عبد الناصر ورغم الحروب، ورغم عدم استثمار قناة السويس فترات طويلة بسبب الحروب، ورغم عدم وجود معونات أمريكية ولا عربية ورغم عدم وجود بند تحويلات المصريين من الخارج كما هو اليوم إلا أنه وفي عهده تم الآتي:

مشروعات مديرية التحرير، وإعلان اكتشاف الوادي الجديد وتعميره، إنشاء كورنيش النيل على نيل القاهرة والجيزة، تأسيس التليفزيون المصري مبكرا جدا عن دول كثيرة وبناء مبناه الضخم المعروف، بناء ستاد القاهرة الرياضي، تأسيس البنك العربي الأفريقي الدولي أحد أذرع العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا، تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية، تأسيس المركز القومي للبحوث، تأسيس معاهد بحوث الإسكان والصحراء وغيرها من مراكز البحوث العلمية شديدة الأهمية وكانت أشبه بقري علمية على أعلي مستوي، القرار بتأسيس الجهاز المركزي للمحاسبات وكذلك هيئة الرقابة الإدارية بل والمحكمة الدستورية العليا التي تأسست عام ٦٩ أي أغلب الأجهزة الرقابية الحالية المهمة، ولم تكن الدولة "سداح مداح" كما يفترون !

- رحل جمال عبد الناصر عام ٧٠، والدولار به ٦٦ قرشا ومصر على خط واحد على معدل التنمية- وبأرقام المؤسسات الدولية وليس أرقام مؤيدي ناصر على الإطلاق - مع كوريا الجنوبية التي هي الآن سادس أو خامس أقوي اقتصاد في العالم، هذا على الرغم من الحروب والمشاكل السابقة، لنكون لا نبالغ عندما نقول إنه بالفعل مؤسس مصر الحديثة بعد تأسيسها الأول على يد محمد على، وما فات بعضا من الدولة التي تركها جمال عبد الناصر، أما حواديت قبل النوم التي تتحدث عن احتياطي الذهب الذي ضاع وإنفاق أموالنا في الكونغو وأن بريطانيا كانت مدينة لمصر إلى آخره، فلها معنا حديث آخر !
الجريدة الرسمية