رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من يوقف تهجير مسيحيي الموصل‏؟!


صمت العالم على تهديد داعش لمسيحيي الموصل بالقتل أو إسلامهم وأن السكوت على ما يحدث لهو كارثة إنسانية مرفوضة ولم أتصور أن توجد يوما ما ولا يمكن أن نقف أمام هذه المهزلة مكتوفى الأيدي ونحن ننظر إلى الوضع بنظرة الشفقة أو الصمت وعلى ما تسمى بالجامعة العربية أن تقوم بأى شىء من أجل إثبات أي وجود لها وإلا من الأكرم لها أن تنحل لأنها بالفعل دخلت للأسف في عداد الموتى.

كل من يدخل ضمن التصنيف الإنسانى عليه أن يوقف تهجير مسيحيى الموصل بكل الطرق وبشتى الوسائل ومنع التطرف أن ينتشر في الجسم الهزيل للمنطقة ولا يمكن أن نسمح أن نرى صورة صعبة لمسيحيي الموصل يمشون خارج المدينة والتي تكسرت عليها كل معانى الإنسانية.

إن التمييز على أساس الدين لهو أسوأ ما واجهته البشرية على مر العصور وعليه لابد أن نوقف متطرفى القاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش في اللعب لتدمير الأمم بحجة الخلافة التي تسيل لعاب الكثيرين ممن يرون أن الخلافة على التخلف الذي نحن فيه لهو كفيل بنهضة المسلمين ولكن للأسف هو كفيل بتدمير المنطقة وتقسيمها على أساس دينى وتشويه ما تبقى من الدين الإسلامي وإظهاره على أنه دين القتلة وكفانا سكوتا على هذا التشويه فمن أضر الدين الإسلامي للأسف.. هم بعض المسلمين.

إن الوقوف أمام كل من يدعمون هذا الفكر القاتل لهو الجهاد الحقيقي وإذا أرادوا نصرة الدين فليتقوا الله فيه وليكونوا سفراء له بالحسنى والكلمة الطيبة التي تروج للدين فهم يدفعون المسلمين ليس للانصياع لأفكارهم وإنما يدفعونهم إلى الإلحاد والعياذ بالله وما نراه خير دليل على ذلك.

إن الله لم يخلق الأرض ويأمر الناس بإعمارها ليسفكوا دمائهم لاختلاف معتقدهم وإلا فنت البشرية من زمان طويل ولا ليطردوا بعضهم البعض من ملك الله ولم ينزل الله الرسالات السماوية الثلاث إلا لهداية البشر وليس ليقاتل كل معتقد من يخالفه العقيدة ولا يدخل كل معتنقى دين الأخر فيه بالقوة..ما هذا الهراء الذي هم فيه يعتقدون.

أيها الناس..إن الحياة زائلة والعمر قصير وعلى الإنسان أن يقول قول الحق مهما كان وإن لم تستطع تغيير هذه الكارثة باليد فلتستطع باللسان وإن لم تستطع فبالقلب وهذا أضعف الإيمان.

على الناس أن تفيق مما انحدر بهم الجهل إليه قبل أن يفيقوا على كارثة تحصد الأخضر واليابس وحينها لن تنفع الكلمات.
Advertisements
الجريدة الرسمية