رئيس التحرير
عصام كامل

حاشية فاروق.. حسنين باشا "مربى الملك الذي تزوج أمه".. وعلوية "قائد اليخوت".."بوللى" مهندس سهرات الملك الحمراء.. سامية جمال راقصة القصر وإسماعيل يس للفكاهة

 الملك فاروق
الملك فاروق


لكل ملك رجال ولكل قصر حاشية، بعضهم يصبح سببًا في ازدهار عصر النظام، وآخر يكون هو السبب في انتحاره وغضب الشعب عليه، وهو ما حدث مع الملك فاروق الذي ثار عليه الشعب بعد تضامنه مع حركة الجيش في 23 يوليو، ليطيحوا بالنظام، وذلك بعد أن جمع فاروق حوله العديد من الشخصيات التي كانت السبب في انتهاء عصره، ولم تكن الحاشية من رجال السياسة فقط وإنما كانوا أيضًا من رجال الفن.

أحمد باشا حسنين "والد فاروق الروحى وزوج أمه" 

هو أحمد حسنين باشا، ابن العالم الأزهرى الجليل محمد حسنين الذي كان قريبًا من الخديوى عباس ثم السلطان حسين كامل، وهو ما فتح له باب القصر الملكى في مصر حتى التحق ابنه بالعمل في القصر تحت رتبة رائد لولى العهد، الملك فاروق وقتها، لتبدأ صداقة بين ولى العهد وحسنين باشا في أول رحلة قام بها فاروق وهو ابن الخمسة عشر عامًا، إلى لندن لتتوطد علاقة الصداقة بينهما، ويقال إن "حسنين باشا" كان أول من أخذ بيد فاروق إلى النوادى الليلية في لندن. 

بمرور السنوات توطدت العلاقة بين فاروق وأحمد حسنين، خاصة بعد تولى فاروق حكم مصر، وأصبح حسنين رئيس الديوان المصرى في القصر، وكما يصفه الصحفى الراحل محمد التابعى أنه كان يسعى أن يحقق أطماعًا سياسية وكان يتمنى رئاسة الوزراء لكنه لم يتولها طيلة حياته. 

بوجود حسنين باشا في القصر، نشأت بينه وبين الملكة نازلى والدة الملك فاروق، علاقة عاطفية خاصة بعد رحيل زوج الملكة، ويرى كثيرون أن حسنين باشا هو من قام بغزل خيوطه حول نازلى حتى تم الزواج العرفى بينهما بموافقة الملك فاروق، وظل هكذا حتى عام 1946 حينما توفى حسنين باشا. 

جلال علوية "قائد اليخوت الملكية"
يعتبره الكثيرون موضع ثقة الملك فاروق؛ خاصة أنه كان من القلائل الذين أصر فاروق على تواجده معهم أثناء رحيله عن مصر بعد 23 يوليو، واعتبره الكثير من الصحفيين مركز أسرار قويًا، وكان أول من نفى أن فاروق أخذ أموالًا وكنوزًا أثناء رحيله. 

وجلال علوية هو أحد أبناء أقطاب حزب الوفد وقتها، لكنه اتخذ من البحر طريقًا، وكان ضمن عشرة أشخاص فقط تم إرسالهم في بعثة من أجل تعلم فن قيادة اليخوت.

التحق علوية بالقصر الملكى عن طريق الصدفة، عندما كان يعمل في خفر السواحل المصرية، ورأى يخت المحروسة الخاص بالملك فاروق ويقوم بجرها خمسة لانشات، الأمر الذي جعله يتساءل لماذا يلجأ قائد اليخت إلى هذا العدد رغم إمكانيته تشغيل اليخت بالمحرك الذاتى، ومن ثم أرسل إلى رئيس الديوان أحمد حسنين باشا يخبره بمقترحه ليتم تعيينه بعد ذلك قائدًا للمحروسة، ويبدأ مشوار علوية في القصر الملكى. 

وكانت رحلة قبرص الشهيرة التي قام بها الملك فاروق هي سبب العلاقة القوية بينه وبين الأميرالاى علوية، الذي أصر فاروق أن يكون هو قائد اليخت أثناء رحيله، بل إنه عرض عليه الإقامة في منفاه مقابل مليون جنيه وهو ما رفضه علوية نظرا لأسرته المتواجدة في الإسكندرية وعاد إلى مصر، وبعدها بثلاثة أشهر أحيل للتقاعد وتوفى عام 1999 بالإسكندرية. 

أنطوان بوللى "مهندس السهرات الحمراء" 

يعد أنطوان بوللى هو الصورة الأوضح لما وصل إليه نظام الملك فاروق في آخر أيامه، حينما يصل "كهربائى" إلى موقع كاتم أسرار الملك فاروق ملك مصر والسودان، ومطلع على كافة أسرار الدولة رغم أنه أجنبي. 

وقصة التحاق "بوللى" بقصر الحكم غير معروفة حتى الآن، سوى أنه كان كهربائيًا في القصر واستطاع أن يصل إلى الملك فاروق بتلبية كل رغباته، حتى وصل إلى أعلى مناصب النفوذ وإلى قلب الملك نفسه، فقال فاروق بعد رحيله عن مصر: "أنا في غاية الحزن لأن بوللى لم يسافر معى، فأنا أحس كأننى فقدت قطعة من قلبى، إننى لا أعرف ماذا أفعل بدونه"، قالها والدموع تذرف من عينيه. 

ومصير بوللى كان الحبس بعد أن ألقت السلطات المصرية القبض عليه وقضى في السجن عددًا من السنوات، ورحل بعدها حتى توفى. 

راقصة القصر
لم تكن حاشية الملك فاروق من رجال السياسة فقط بل شملت أيضًا عددًا من الفنانين، مثل الراقصة سامية جمال، التي سميت في ذلك الوقت بـ"راقصة القصر". 

أما آخر الفنانين، فكان إسماعيل يس، الذي تجمعه قصة طريفة مع الملك فاروق رغم أنه كان "فنانه المفضل" بعد أن طلب منه فاروق أن يحكى له نكتة، فقال إسماعيل "مرة واحد مجنون زى حضرتك" وهو ما استفز الملك ولم ينفع إسماعيل تظاهره بالإغماء، وتم وضعه في مستشفى الأمراض النفسية لمدة عشرة أيام خرج بعدها بواسطة الملك نفسه.
الجريدة الرسمية