رئيس التحرير
عصام كامل

كيري اتفتش ياجدعان!


نعم جون كيري وزير الخارجية الأمريكية جري تفتيشه إلكترونيا بواسطة جهاز محمول للبحث عن المعادن وهو يدخل القصر الرئاسي بالقاهرة.. هكذا أظهرت أحدث الصور التي تداولتها المواقع الإخبارية أمس ممزوجة أحيانا بالترحيب وأحيانا أخرى بالدهشة!

وبعيدا عن هذا الترحيب وهذه الدهشة فإن الأمر يحتاج للفهم.. لأن تفتيش كيري والوفد المرافق له قبل دخوله القصر الرئاسي في مصر أولا.. هو إجراء أمني احترازي لا يعد خرقا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية فقد سبق أن قامت السلطات الأمريكية بذلك مع وفود رسمية تزور واشنطن من قبل خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر.

ثانيا.. فإن المعاملة بالمثل هو أحد الأعراف الدبلوماسية فقد سبق أن تعرضت وفود دبلوماسية مصرية للتفتيش قبل دخولها واشنطن ومن بينها الوفد المرافق للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء الزيارة قبل الأخيرة له للعاصمة الأمريكية في بداية عهد بوش الابن.

ثالثا.. أن أغراض التفتيش للزائرين خاصة الأمريكية ليس غرضه فقط التأكد من عدم حملهم سلاحا أو متفجرات وإنما قد يكون من تلك الأغراض التأكد من عدم حملهم أجهزة تنصت.. فيجب ألا ننسي أن الولايات المتحدة تورطت في التنصت على كل بلاد العالم وقادتها حتى تلك البلاد التي تتحالف معها، ومنذ بضعة أيام قليلة طردت ألمانيا مبعوثين ودبلوماسيين أمريكيين لديها لاتهامهما بالتجسس عليها.. وهكذا فإن تفتيش الزائرين الأمريكيين له أهداف عديدة وأمريكا هي التي تحثنا بسلوكها ومواقفها وسياساتها على ذلك.
الجريدة الرسمية