رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فين التموين يا حنفي !


ذهبت إلى المنصورة لأفطر مع أهلي، انقطع النور.. عادي.. ينقطع قبيل الإفطار.. عادي.. ينقطع قبيل السحور.. عادي.. سكان المنصورة يريدون رسالة طمأنة من المحافظ أن الموظف المسئول عن جنة الكهرباء ليس من الجماعة الإرهابية، يستمتع بإذلال الناس لتحتقن صدورهم على الرئيس والحكومة و٣٠ يونيو، يستمر الظلام من نصف ساعة إلى ساعة، ويتكرر القطع، ومع ذلك يطلق الناس صيحة "الله يخرب بيتك يا مرسي" التي صارت مثلا مأثورا، يهتف به القوم مع قطع التيار وإعادته "برضه الله يخرب بيتك يا مرسي"! هو خرب بلد بحاله، فخراب بيته ليس أذى يكويه، لكن أخشى أن الناس هنا بعفويتهم، قد يطلقون الهتاف ذاته ضد حنفي وزير التموين، كلما ذهبوا وعادوا إلى المجمع الاستهلاكي أو البقال التمويني دون تموين !

الله يخرب بيتك يا حنفي، لا أظن الرجل يستحق دعوة الصائمين في حر رمضان المستعر، ولكنه يستحق أمرين مهمين، الأول ألا يفرط في تصريحات يزين بها أداءه في مواجهة رئيس يتابع ويراجع، وفي مواجهة رئيس حكومة إذا قال قال فعل !

والأمر الثاني هو محاسبته أمام مجلس الوزراء كله، ذهبت لأجرب صرف المقررات التموينية مع حماي بحي شرق المنصورة، فطالعنا الموظف بكلمة مفيش ! ظننته يمازحنا، فسألته: ليه مفيش !؟ فقال سرقته، أو أكلته ! أمسكت لساني وصيامي، وقلت أفهم، ففهمني ما يلي: "يا أستاذ.. تموين الناس المفروض استلمه يوم ٢٥ من كل شهر لأصرفه أول الشهر التالي الجديد.. والنهارده كام ؟ قلت عشرة يوليو ! قال لي آهو مجاش لا لي ولا لغيري من المجمعات، عرضوا على مقررات عشرين بطاقة من ٢٢٠٠ بطاقة مربوطة على هنا، وطبعًا رفضت، مش معقول اللي بيعملوه !

كان بجواري رجل تجاوز السبعين بخمس سنوات على الأقل، كاد ينفجر غيظًا "طب ده أنا جاي من ٦ أكتوبر في مصر عشان أنا لسه مربوط ع المنصورة ! في التموين بالذات لا يجوز الضحك على الناس أو تسكينهم بصرف عشرات أو مئات البطاقات للبقال التمويني، لعمل منظر كاذب.

الحقيقة المرة أن التموين لم يصل حتى الآن، ولا أظن أن الصديق اللواء المحافظ عمر الشوادفي، لا يعلم الموقف التمويني، وإذا قال بعض موظفيه إن الزيت والسكر والسمن والمكرونة وغيره موجودة بالمخازن، فلماذا تأخرت، بينما الوزير حنفي لا يكف عن رسم صور وردية لواقع وهمي على شاشات التليفزيون ! لا مكان اليوم لمن يتكلم ولا يفعل، ولا مكان اليوم لمن يلون ويحور ويحرف، بلغة أولادنا وما لم يفعله الوزير، وهو عمله، هو قصور يحاسب عليه، ويحاسب هو موظفيه، وكان يجب على المحافظ أن يطالب الوزير بتوفير التموين، بديلا عن وفرة تصريحاته.

لا ينال تقاعس وزير التموين من مصداقيته فحسب، بل ينال أيضًا من سمعة كل الحكومة وكل النظام.. قلت فلأجرب خط محلب على مجلس الوزراء، ردت موظفة في غاية الذوق والأدب، وطلبت رقمي القومي، وتفاصيل الشكوى، وسجلت وكتبت، وطلبت تليفوني لترد على بحل المشكلة، كما أعطتني رقم تسجيل الشكوى.. شيء محترم الحقيقة، لكن يبقى السؤال: فين تموين الناس يا حنفي.. ستقول في المخازن.. سنقول: بتعمل إيه؟ في المخازن يا حنفي ! 
رقم الشكوى ٢٤٠٩١٨ ونحن منتظرون !

Advertisements
الجريدة الرسمية