رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنا "بهرش" يا ريس!!


في لقائه مع رجال الأعمال على مائدة الإفطار، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الاستماع لكل ما يقولون به باهتمام لأنه كان يريد إزالة أي سوء فهم حاول البعض زرعه.. ولذلك عندما رفع أحد رجال الأعمال الحاضرين يده وفكر الرئيس أنه يريد الحديث أشار إليه بالكلام، لكن الرجل رد قائلا إنه كان «يهرش» فقط بيده المرفوعة ولم يتحدث عن شيء!

هذه الواقعة تحديدا تلخص حال بعض رجال الأعمال في بلادنا وتحديدا موقفهم تجاه دعوة الرئيس السيسي لهم بالمساهمة بدور في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمسك بخناقنا وتحمل نصيبهم من أعباء هذه المواجهة.. إنهم اكتفوا بالصمت والسكوت وكأن الدعوة الرئاسية.. دعوة المساهمة -ليست موجهة لهم، واكتفوا فقط بتلبية دعوة الإفطار!.. لذلك لم يسفر هذا اللقاء بين الرئيس ورجال الأعمال سوى عن تبرعات لا تتجاوز نسبتها ٦٪ فقط مما يأمله الرئيس ويتطلع إليه، وحتى هذه النسبة قدر منها نظري وعلى الورق فقط، أي لم يتحول إلى أموال سائلة ذهبت بالفغل إلى صندوق تحيا مصر.

وبما أننا ندرك ونعي أنه لن نتخلص من أزمتنا الاقتصادية إلا إذا تحملنا نحن المصريين الأعباء الأساسية لذلك، والقادرون هم في مقدمة المطالبين بتحمل هذه الأعباء، فيجب أن تبحث عن أسلوب آخر غير المناشدة والرجاء عبر مخاطبة الوجدان الوطني للقادرين ومنهم رجال الأعمال للمساهمة في التبرع بأموالهم.

وليس معنى ذلك اتخاذ إجراءات انتقامية أو عقابية ضدهم فهذا ضار وخطر في ذات الوقت، وإنما الأمر يقتضي هنا عقد اتقافات مع رجال الأعمال ليتولوا بأنفسهم ومن خلال شركاتهم تنفيذ ما تتطلع الحكومة إلى القيام به في المجال الاقتصادي ولا تقدر عليه لضيق ذات اليد.

مثلا يمكن تكليف رجل أعمال أو مجموعة من رجال الأعمال بتطوير عدد من القرى الأكثر فقرا والنهوض بها أو عدد من العشوائيات، أو تطوير وإنشاء عدد من الطرق الضرورية.. وهكذا سوف يضمن ويعرف هؤلاء أين ذهبت أموالهم وسيضخون استثمارات جديدة تولد فرص عمل جديدة وبالتالي سيتحرك الاقتصاد المصري وينمو بمعدل أكبر ليبتعد عن دائرة الأزمة التي يدور فيها الآن.
Advertisements
الجريدة الرسمية