رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "صائد الطائرات" يحلم بـ "دراجة".. "عم عربي" ساهم في "ملحمة العبور".. انتصر على الصهاينة في أكتوبر 1973.. نال مكافأة "500 جنيه".. وهزمه إهمال الأطباء وتجاهل الدولة

فيتو

عندما يصل الحال بالبطل إلى عدم الاعتراف بما حققه من بطولات تقترب من درجة الإعجاز، فلابد من وقفة تطول كما تشاء حتى تزول مرارة هذا الإحساس، فما بالك إذا كان هذا الشعور يكتنف واحدًا من أبطال حرب العاشر من رمضان في يوم عيده.


الصدمة أصابت "فيتو" حين ذهبت فرحة إلى "صائد الطائرات" الشهير بـ "عم عربى" لتهنئته بمناسبة عيد النصر باعتباره واحدًا من جنوده، فالرجل أعلن بكل صراحة عدم اعترافه بهذا الاحتفال الذي لا يعرف عنه سوى الاسم في ظل تجاهل الدولة لما يعانيه.

وهو في قمة الأسى لحاله الذي يصعب على الكافر قبل المؤمن، تذكر بداياته مع الجيش المصرى حين التحق به عام "1964"، وتحديدا في سلاح المدفعية بالدفاع الجوى، ومكث فيه لمدة "9 سنوات"، وكان عمره وقتها يتراوح بين "16 و17".

لكن سرعان ما كست ملامح وجهه بعض السعادة حين قال "عم عربى" إنه رأى أحلى أيام حياته في القوات المسلحة، وفى عام النصر "1973"، فقد كان الجيش يحتوى وقت الحرب على الأطعمة والمياه، وعلى الرغم من ذلك قرروا جميعا أن يصوموا شهر رمضان المبارك، وعبروا جميعا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، فقد كان المدفع الخاص به يجر على سيارة لثقل حجمه، وعندما قام "سلاح المهندسين" بالجيش المصرى بإنشاء الكبارى عبر بمدفعه إلى الضفة في مدة قصيرة.

أحاسيس اللحظات الأولى من النصر مازالت نابضة في قلب عم عربى، فقال عنها: علمت ساعة الصفر بوصول "ظرف كاكى مشمع بالشمع الأحمر"، ووقتها أتى ضابط الكتيبة إلينا وقال للكتيبة "استعدوا"، وكان ذلك في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا الموافق "6 أكتوبر _ 10 رمضان"، وقتها شعرت بأن لحظة العبور حانت وبدأت أشم ريحة العبور، وحينها تملكنى إحساس بأننى "سبع "، فكانت مهمتى في الحرب ضرب طائرات العدو الإسرائيلى، فقمت بضرب طائرة "ميراج " لم تكن الأولى، ففى عام 1969 تمكنت من اصطياد طائرتين للعدو "سكاى هوك" في مدينة السويس الباسلة.

لكن القدر أراد أن يخرج "صائد الطائرات" من معركة العبور بذكرى أليمة ترافقه بقية عمره، فنال إصابة عن طريق استدعت بترًا من مفصل الحوض الأيمن"، حيث استهدفه صاروخ إسرائيلى من الخلف إلى أن وصلت شظاياه إلى ساقه، وفور إصابته تم نقله إلى "مستشفى السويس" التي أهملته إلى أن حدث "غرغرينا" في ساقه، وتم على الفور نقله إلى مستشفى المعادى العسكري بطائرة هليكوبتر، وفور دخولها قام أطباء العظام بإجراء أشعة على ساقه وتلاها إلى غرفة العمليات، وتم حقنه بمخدر، وعند إفاقته من البنج فوجئ "بقطع ساقه"، مما أدى إلى أن تنتابه حاله من الهياج، فقرر الطبيب المعالج حقنه بمهدئ لمدة 48 ساعة.

التعويض الذي حصل عليه "عم عربى" كان مبلغًا ماليًا لم يتعد "500 جنيه"، وبالتالى لم تمكنه بأكثر من الزواج، حتى "جمعية المحاربين القدماء" التي اشترك في عضويتها كل ما قدمته له هو حفله في شهر مارس الماضى، بالإضافة إلى "500 جنيه" وبطانيه.

رغم أنه واحد ممن أعادوا للمصريين كرامتهم في حرب التحرير، فإن مطالب عم عربى من الدولة تدعو للأسى، فهو لا يريد غير الحصول على دراجة بخارية تعينه على الحركة ومع ذلك كانت الشروط فوق طاقته المعنوية والمادية، فقبل "ثورة 25 يناير" ذهب للقوات المسلحة -على حد قوله- طالبا الدراجة البخارية، ففاجأوه بضرورة سداد 10 آلاف جنيه، وما ضاعف من آلامه علمه أن نقابة الأطباء قامت بتوزيع دراجات بخارية على المعاقين وتجاهل القوات المسلحة مثل هذه الخطوة.

وعن حياته الأسرية، لدى صائد الطائرات "خمسة من الأبناء"، تزوج منهم اثنان، وأحد الثلاثة الآخرين ابن يدرس حاليا في مجال السياحة والفنادق.

وفى نهاية الحوار أصر "عم عربى " على رفض تهنئته بذكرى العاشر من رمضان، قائلا "لم اعترف بهذا العيد ردا على تجاهلى من قبل الدولة".
الجريدة الرسمية