رئيس التحرير
عصام كامل

خبير اقتصادي: خصخصة التليفزيون والمترو والسكة الحديد هي الحل

فيتو

  • مؤتمر المانحين خطوة جيدة ويجب فصله عن السياسة
  • لا بد من تحسين مستوى كفاءة مراكز الأبحاث وربطها بالصناعة 
  • الإعلام الغربي يضع "السم في الكلام" لصالح إسرائيل 
  • الإعلام المصري في حاجة لثورة تصحيح 
  • أطالب بتحويل المؤسسات الخدمية لشركات مساهمة وطرح أسهمها للعاملين
  • لا بد من تطوير المراكز البحثية والعلمية في مصر
  • الاقتصاد المصري لن يتحسن إلا بأيدي المصريين 
  • المهن والحرف الصغيرة عصب الاقتصاد المصري 
  • نطالب بإلغاء نظام الكفيل والتأشيرة بين الدول العربية 

أدار الندوة: زغلول صيام، أعدها للنشر: محمود يونس - أحمد رأفت

رسم الدكتور عزت أبو مصطفى الاستشاري الدولي والخبير الاقتصادي خريطة للنهوض بالاقتصاد المصري تبدأ بالاهتمام والتركيز على الحرف الصغيرة والمتوسطة وإحياء صناعة المنسوجات المصرية وإعادة فتح المصانع المغلقة، وانعاش قطاع التشييد والبناء باعتباره المحرك الأساسي للاقتصاد المصري.
وأكد أبو مصطفى خلال استضافته بصالون "فيتو" أن الاقتصاد المصري لن يتحسن إلا بأيدي المصريين وليس بالمساعدات والقروض الخارجية، واقترح خصخصة التليفزيون المصري والمؤسسات الخدمية مثل "مترو الأنفاق" و"السكك الحديدية" وتحويلها لشركات مساهمة مصرية وطرح أسهمها للعاملين بها، وذلك وفق ضوابط وقواعد صارمة تضمن عدم استيلاء جهة واحدة أو مجموعة أفراد بعينهم على حصة حاكمة من أسهم هذه المؤسسات، وذلك بهدف رفع مستوى كفاءة هذه المؤسسات، وإلى نص الحوار:

*في البداية.. ما تقييمك لأداء الاقتصاد المصري؟
الاقتصاد المصري لن يتحسن إلا بأيدي المصريين وحدهم، ولا بد من تشغيل كل المصانع المتوقفة عن العمل أيا كان السبب، وإحياء مصانع النسيج المتوقفة عن العمل والاستفادة من إمكانيات كل المصريين بداية من "بائع الترمس". 
حتى كبار المستثمرين ورجال الأعمال، والسوق المصري يتمتع بإمكانيات كبيرة وجيدة ونحتاج لإدارة جيدة، والإرادة والتصميم قبل الأموال لبناء مصر.
ولا بد من استعادة القوى الناعمة لمصر لاستعادة ما افتقدناه من تواجد مؤثر سواء بالدول العربية أو أفريقيا ولا بد من إحياء صناعة السينما الهادفة والراقية، والتي تشكل وجدان الشعوب العربية، ويجب منع غير المؤهلين من العمل بوسائل الإعلام نظرا لأهمية وخطورة وسائل الإعلام، ولابد من الاهتمام بالمهن والحرف الصغيرة وتنميتها والعمل على تحسين مستوى أدائها وضمها للاقتصاد الرسمي للدولة بدون تحميلهم أعباء جديدة، وهذه المهن والحرف تمثل عصب الاقتصاد المصري ويمثلون شريحة كبيرة من السوق ويعولون أسرا وتوفر الكثير من فرص العمل، ويجب التعامل معهم بشكل مختلف بحيث يتم إقناعهم بالعمل الرسمي، ويجب تسجيلهم مجانا حتى نضمن تحسين مستوى أعمالهم وتنميته، وأداء المحافظين في هذا الشأن سيىء للغاية ولا يعملون سوى بالظهور في التليفزيون بدون حل أية مشاكل أو دور ملموس على أرض الواقع"، وعليهم التعامل بشكل إيجابي مع الباعة الجائلين وإيجاد حلول واقعية وعملية للمشكلة.

*وما رأيك في دعوة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي لمساعدة مصر اقتصاديا ؟
نرحب بدعوة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الاقتصاد المصري، ونحن نوافق على أي خطوة من شأنها تحقيق مصلحة مصر، ولكن يجب أن نكون اقوياء ولا تؤثر المساعدات المالية والخارجية على مواقفنا السياسية وعلينا أن نتعلم من إسرائيل والتي تحصل على مساعدات وأموال ضخمة من أمريكا ولكن لا تخضع قرارها السياسي للرغبة الأمريكية، ولابد من اعادة النظر في هذا الأمر إذا كانت له خلفيات سياسية لا تتفق مع المصلحة المصرية، وهذا المؤتمر ليس منحة ولكن هو تعاون ومصلحة متبادلة ومن المهم أن يعامل دول الخليج المواطنين المصريين بشكل لائق.
ويجب الضغط على دول الخليج لإلغاء نظام الكفيل والذي ينظم عمل المصريين بتلك الدول، وخاصة وان هذا النظام يمثل عبودية، والمصريون الذين يعيشون ويعملون في أوربا يلاقون معاملة جيدة ومحترمة للغاية بعكس الدول العربية، ونطالب بإلغاء نظام التأشيرة بين الدول العربية وتسهيل حركة المواطنين بتلك الدول وتعزيز التعاون الاقتصادي بما يخدم مصالح المواطنين.

*وما هو تعليقك على أداء السوق العقاري ؟
القطاع العقاري جزء من السوق المصري وقطاع التشييد والبناء هو المحرك الرئيسي للاقتصاد المصري حيث ترتبط به الكثير من الصناعات والحرف الاخري ويجب تشجيع حركة السوق العقاري، وفى بريطانيا يتم تشجيعه عبر التمويل العقاري بإجراءات ميسرة وسهلة، والاقتراض من البنوك ميزة وليس عيب، وشراء الشقق يعني انتعاش السوق العقاري ورواج حركة البناء والتشييد والاقتصاد الوطني كله، ويجب تغيير ثقافة الموظفين الحكوميين المعقدة والتي تعرقل العمل بالسوق والتي تقوم على فرض الغرامات وعقاب المواطن، ولابد من الاستعانة بالخبرات والكفاءات القادرة على قيادت السوق، حيث أن تحريك السوق العقاري سيؤدي لربح جميع الأطراف، ويجب تعظيم الادخار لاموالنا بالبنوك بدلا من ركنها في البيت وتفقد قيمتها.

*كيف ترى أزمة سد النهضة الاثيوبي وكيفية التعامل معها ؟
سد النهضة الاثيوبي له خصوصية، وتعد إثيوبيا من افقر الدول الأفريقية وهى دولة ضعيفة ولا تقارن بمصر في نواحي كثيرة ولكن تتسم الحكومة الإثيوبية بالعنجهية وذلك بفعل أطراف خارجية للضغط على مصر، وكنت أحد مهندسى النيل في مصر وأشرفت على مساحة كبيرة من النيل، ووالدى كان أحد مؤسسى التمثيل التجاري في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان يعد كل الاتفاقيات والمعاهدات التي ابرمت مع أفريقيا، وخدم في أكثر من بلد أفريقي، وعلاقة مصر بأفريقيا كانت متميزة للغاية وكل الشعوب الأفريقية يعشقون مصر، وكان نشاط مصر في أفريقيا متميز للغاية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ولكن كل ذلك لم نستغل بالشكل الامثل وتم تجاهل أفريقيا لسنوات طويلة.

*وما هو رأيك في دور وسائل الإعلام في القضايا الوطنية ؟
المواطن الغربي يثق في الإعلام الغربي لأنه إعلام حر ولكن يضع " السم في الكلام " وخاصة الإعلام الأمريكي ولصالح إسرائيل، والإعلام المصري في حاجة لثورة تصحيح لمجابهة وسائل الإعلام العالمية.

*وكيف نستفيد من وسائل الإعلام المصرية ؟
التليفزيون المصري علم الآخرين، ويجب أن نترك له حرية الابداع والالتزام بالقواعد العملية في إدارته والعمل على الحصول على ثقة المواطن.

*هل عجز الإعلام المصري عن الرد على هجوم قناة "الجزيرة" على مصر ؟
هجوم قناة الجزيرة على مصر أمر غير مهم والمصريون هم من انشأوا الجزيرة وميزتها انها بدون سقف تمويل، وحتى الأمريكان لديهم غيرة من الجزيرة لانهم يتعاملون وفق مبادئ المكسب والخسارة على عكس "الجزيرة" والتي تحصل على تمويل بدون سقف محدد، ويجب الاستفادة من القوى البشرية الكبري في التليفزيون المصري.

*وكيف يتم الاستفادة منها ؟
الاستفادة من خلال تشغيل هذه القوى البشرية، وطرح التليفزيون المصري للاكتتاب العام للعاملين بالتليفزيون أو الشعب وتحويله لشركة مساهمة ويشترك فيها أصحاب الشأن حتى يحترموا المكان ويعتبروه جزء منهم، ويجب تعميم هذا الأمر على المترو والسكة الحديد اسوة بالتجربة البريطانية، والتي قامت بخصخصة جميع المؤسسات وفق ضوابط وشروط صارمة تضمن عدم سيطرة جهة أو أفراد بعنيهم على هذه المؤسسات، وامتلاك الشعب للمؤسسة سيضمن الحفاظ عليها والاستعانة بإدارة محترفة لادارتها والحفاظ على كيانتها اقتصاديا، والخصخصة بهذه الصورة هي الحل الأمثل لإحياء التليفزيون المصري بقنواته وإمكانياته البشرية وأصوله ودفع العاملين به للشعور بأهميته وتحقيقه أرباحًا تعود عليهم بالنفع.

*وكيف نتخلص من المشاكل التي يواجهها الإعلام المصري ؟
الإعلام المصري في منتهي الأهمية وكذلك السينما حيث يعمل بها 4 مليون مواطن ولماذا نفقد اللهجة المصرية والشباب العرب صاروا لا يعرفون قيمة مصر نتيجة غياب السينما المصرية، ويجب أن يعلم الشباب العربي أن مصر تقوم على حمايتهم، ولابد من استعادة القوة الناعمة لمصر لاستعادة ما افتقدناه ولابد من احياء السينما الهادفة والراقية والتي تشكل وجدان الشعوب العربية.
ويجب عدم السماح للعمل بالإعلام الا المؤهلين، وليس كل تاجر مخدرات يعمل محطة فضائية ويجب أن ندرك جيدا أهمية وخطورة وسائل الإعلام.

*مارأيك في مستوى البحث العلمي في مصر ؟
مصر بها معاهد ابحاث كثيرة وعلى رأسها المركز القومي للبحوث وللاسف تدهورت أوضاع المركز بشكل كبير، ولابد من رفع كفاءة ما لدينا من مراكز بحثية وتحسين أدائها وعدم انشاء مراكز جديدة، علاوة على تحسين مستوى كفاءة وخبرات العاملين بمراكز البحوث، ولابد من فتح باب التعاون مع المراكز العلمية بالخارج، ونشر الابحاث في مجلات علمية معترف بها وهو لا يحدث حاليا، ونحن لا نحتاج لتمويل بقدر حاجتنا لإدارة جيدة والكفء، ولابد من التركيز على مشاكلنا وإيجاد تعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين ومراكز البحوث، والاستعانة بالعلماء والخبرات الاجنبية في المراكز البحثية واستقدامها لمصر وعدم إرسال الباحثين للخارج حيث يتم الانفاق عليهم وتأهيلهم ويستقرون في الخارج ولا يعودون ولا نستفيد منهم، ومصر لديها امكانيات كبيرة وجيدة ولكن نحتاج لإدارة جيدة، والإرادة والتصميم قبل الأموال لبناء مصر، ولابد من رفع كفاءة وتطوير المراكز البحثية والعلمية في مصر لأنها الخطوة الأولى نحو التقدم.
الجريدة الرسمية