رئيس التحرير
عصام كامل

المحميات الرياضية


منذ أن كنت طالبة دراسات عليا وكان يطلب منا عمل أوراق دراسية حول علاقة الرياضة بالاقتصاد والتأثيرات المتبادلة لكل منهما.. وأنا أظل أوقات طويلة أبحث وأتقصى وأترجم لتخرج الورقة البحثية تشيد بدور الرياضة القوى في دعم اقتصاد بعض الدول حيث أصبحت تشكل عاملا مهما من عوامل الدخل القومي في بلدان عدة.. بل وتتصارع الدول المختلفة في ضراوة من أجل استضافة الأحداث الرياضية لإنعاش خزانتها.. لكن عندما بدأت العمل في مجال الرياضة التطوعي وجدت أن الدراسة حاجة والواقع حاجة تانية ومصر حاجة تالتة تماما...

فوجدت أن مسئولى الرياضة في مصر حاربوا من أجل أن يخضع قانون الرياضة واللوائح المنبثقة منه للمعايير الدولية..واكتشفت أن المقصود بتلك المعايير الدولية بندان اثنان ليس أكثر..وهما التدخل الحكومي والثمانى سنوات ليس إلا..

وجدت أن الهيئات الرياضية يجب أن تكون مستقلة عن الحكومة تماما من الناحية الإدارية والفنية لكن الدولة تصرف وتدعم وتدفع المرتبات ويكفيها دورا مراجعة الفواتير..وجدت الوزير يقول لكل الهيئات سوف نلبى كل احتياجاتكم بلا مراجعة أو تردد والفلوس مش عارفين نوديها فين ورئيس الدولة يطلع يتبرع بنص راتبة وثروته لإنقاذ الدولة من ديونها...

وجدت أن الدولة تتجه لتفعيل تواجد الصف الثانى والثالت من أجل تجديد الدماء وإحنا في الرياضة ما زلنا نستعين ونبحث عن نفس الوجوه ونفس الأسماء ونفس الفكر بلا أي جديد.

وجدت أن المعايير الدولية وتوجه الدولة الحالى ينحازان تجاه تفعيل وتعظيم دور المرأة في كل الهياكل الإدارية.. ونحن في الرياضة لسه بنحلل ونكفر تخصيص مقعد للمرأة داخل الهياكل الإدارية..وأخيرا وجدت أننى عاجزة عن فهم خطة الدولة لتقييم الهيئات الأهلية المختلفة ؟؟؟ فهل الوزارة سترفع يدها تمام وستسلم الهيئات سوبر لوكس على المفتاح لمجالسها بلا أي معايير للتقيم من قبل الدولة؟؟؟

وأحب أن أحيط الدولة علما أن الرياضة المصرية لن تقوم لها قائمة إلا بزيادة قاعدة الممارسة لكل اللعبات..زيادة قاعدة الممارسة يعنى انتشار اللعبات المختلفة..يعنى ظهور نجوم في كل اللعبات...يعنى زيادة الجماهيرية ونسبة المشاهدة.. يعنى إمكانية الهيئات من تنمية مواردها وتخفيف الأعباء عن الدولة.. كما أحيطكم علما أن استمرار استعانة المسئولين بنفس الوجوه في كل المجالات واستحضار الأسماء عن طريق أهل الثقة بعيد عن التقييم الموضوعي والمعايير الواضحة...سيجعلنا قريبا نطالب بوضع هولاء المرشحين الدائمين والمدعوين الأبديين في محميات طبيعية خوفا عليهم من الانقراض.
الجريدة الرسمية