رئيس التحرير
عصام كامل

مؤسس جمعية "التراث المصري": سنقاضي منتج "سرايا عابدين"

فيتو

  • نحتاج إلى ثورة لتجديد الفكر الديني 
  • يجب إنهاء توكيلات الله للبشر
  • "سرايا عابدين" يتضمن مغالطات وانتهاكات تاريخية 
  • المنتجون يشوهون صورة مصر 
  • على أصحاب البازارات تغيير طريقة تعاملهم مع السائحين 
  • منطقة الفسطاط من أكبر المخازن الأثرية في مصر
  • وزارتا الآثار والخارجية تجاهلتا بيع تمثال "سخم كا" 
  • يجب استغلال الدراما في الترويج للسياحة
  • اختفاء الحقبة القبطية من التاريخ سببه الخوف من الاتهام بالتبشير
  • الأديرة حافظت على التراث المصري
  • فانوس رمضان أصله قبطي
  • الثقافة المجتمعية تقع على عاتق المجتمع المدني
  • الترجمة ضرورة للمعرفة العلمية
  • يجب وضع خطة للثقافة المجتمعية الفترة القادمة 

المهندس ماجد وديع الراهب خريج بكالوريوس فنون جميلة قسم عمارة عام 1978 وهو كاتب وباحث في التراث المصرى وعضو المجلس الأعلي للثقافة وعضو بالمنتدى الثقافى المصرى، ومؤسس جمعية المحافظة على التراث المصري، حصل الراهب على دورات في ترميم الآثار بالتعاون مع المعهد المصرى الإيطالى لترميم الآثار وقد ساهم في الإعداد والمشاركة للعديد من المؤتمرات الخاصة بالتراث المصرى بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة.

وشارك الراهب في العديد من المشروعات التراثية والثقافية ومنها مشروع تسجيل وتوثيق التراث القبطى، ومشروع رفع الوعي الطلابي بالتراث والفنون المصرية البصرية، كما شارك في مشروع شارع المعز لدين الله الفاطمي.

"فيتو" حاورته حول رؤيته للقضايا الثقافية والفكرية الراهنة: 


*كيف نحافظ على التراث المصري في الداخل والخارج ؟
أسست الجمعية المصرية للمحافظة على التراث المصري عام 2006 بهدف تقديم التراث والآثار للمجتمع، لأن تعريف الناس والمجتمع بالآثار يساهم في المحافظة عليها وذلك من خلال تعريفهم بالتاريخ والتراكم الحضاري بين الحقبات التاريخية المختلفة، ويأتي بعد ذلك المحافظة على التراث من السرقة والنهب والتنقيب العشوائي، والجمعية بعثت استغاثات كثيرة للجهات المسئولة للمحافظة على التراث المصري، وكانت أول من تصدى للانتهاكات التي تواجدت في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وقمنا بوقفة احتجاجية لما يحدث فيه، لأنه مزار سياحي وما يحدث فيه تبديد للمال العام، حيث وجدت خطة لجعله متحفا مفتوحا لأنه يضم أكثر من 30 أثرا إسلاميا متفردا، فمن الضروري إبرازه بصورة جيدة، وعن دور الجمعية في المحافظة على التراث قامت الجمعية بالتوقيع على أكثر من بروتوكول مع جهات مختلفة للمحافظة على التراث، حيث فاق تهريب الآثار تهريب المخدرات، وأهم خطوة للحفاظ على التراث هي إدخال البيئة المحيطة بالأثر في المحافظة عليه، لأن تهميش البيئة المحيطة يعزل الأثر عن بيئته، فنحن نري أهل الأقصر من أكثر الناس حفاظا على الآثار الموجودة هناك، فعلي كل منطقة أثرية أن تشرك الأفراد المتواجدين بها في المحافظة على الآثار، ويجب على المجتمع والمدارس إعلاء قيمة مفهوم الآثار، باعتبارها أحد مصادر الدخل المهمة.

والخطوة الثانية تتمثل في تغيير سلوك الناس في المجتمع من أجهزة الدولة، والتعامل مع الآثار، وعلي أصحاب البازارات تغيير طريقة تعاملهم مع السائحين وعدم استغلالهم، أما عن الخطوة الثالثة فهي تقع على عاتق المحليات في تخصيص يوم للرحلات الميدانية في المدارس لزيارة الأماكن الأثرية، للاحتكاك بالآثار والتعريف بها وكيفية المحافظة عليها، وأخيرا ضرورة الاهتمام بمنطقة الفسطاط لأنها من أكبر المخازن الأثرية في مصر.

*ما هي الإجراءات القانونية التي ستتخذها الجمعية ضد بيع تمثال "سخم كا" ؟ 
للأسف الشديد لقد عرفنا بقضية البيع بعد إتمامها، وشاركنا في العريضة المقدمة برفض البيع، وأكثر ما يزعج في الموضوع هو عدم تدخل وزارتى الآثار والخارجية لوقف عملية البيع، والمشكلة الأساسية تكمن في حالة التشبع التي أصابت وزارة الآثار.

*لماذا يستقى المصريون المعلومات التاريخية من المسلسلات التليفزيونية ؟ وما رأيك بمسلسلات رمضان 2014 التاريخية ؟
الشباب والمجتمع يستقي معلوماته دائما من الميديا والإعلام والصحافة لأنها الوسيلة الأسهل لهم، وذلك نتيجة البعد عن القراءة التاريخية المتعمقة الأمر الذي أدي إلى زيادة الجهل بالتاريخ، وعن رأيي في مسلسلات رمضان فالجمعية ستقاضي القائمين على مسلسل "سرايا عابدين" وستطالب بتعويض، لأن المسلسل به عدد من المغالطات والانتهاكات التاريخية التي تنم عن عدم الدراية بالتاريخ المصري، كما أنه تشويه لشخصيات تاريخية عظيمة فالخديو إسماعيل هو مؤسسة النهضة المصرية الحديثة، وليس كما يزعم البعض أو يزعم المسلسل، كما أنه صور قصر عابدين بصورة بشعة، ولا يحتوي على شئ غير أنه يقلد المسلسلات التركية.

*هل الجمعية تهتم بالتراث غير المادي ؟ 
نعم الجمعية تهتم بالتراث غير المادي المتمثل في الآداب والفنون والموسيقي لأن الروافد العلمية حضارة أخرى للترابط الحضاري بين كل حقبة تاريخية.

*لماذا تختفي الحقبة القبطية من التاريخ؟ 
تجاهل الحقبة القبطية التاريخية في مصر يرجع إلى التعصب والجهل، والخوف من الاتهام بالتبشير بالمسيحية في المناهج الدراسية، رغم الترابط الحضاري بين الحقب التارخية المتواجدة في مصر، ولكنهم حاولوا قطع هذا الترابط، والحقبة القبطية بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد لأنها الفترة التي مهدت لاستقبال المسيحية في مصر، واستقبال العائلة المقدسة في مصر وارتبطت الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة في مصر بمكانة دينية عالية، وقد جاء القديس مرقص للتبشير بالمسيحية، ونزل بالإسكندرية، التي كانت تموج بأفكار فلسفية وثقافات متعددة، الأمر الذي جعله ينشىء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وأجمل ما يلاحظ على الحضارة المصرية أنها تتسم بالترابط، فجاءت الحقبة القبطية لتضيف على الحضارة المصرية وتطورها والدليل على ذلك الألحان القبطية من الألحان الفرعونية، والقبة والعمارة والجداريات، وأكثر ما يدل على الترابط الحضاري أن الصوفية رافد من روافد الرهبنة والرهبنة رافد من روافد فكر إخناتون، حيث أن إخناتون أول من أدخل الفكر الصوفي لمصر.

*مَن أشهر علماء الحقبة القبطية ؟
أشهر علماء الحقبة القبطية إكيماندوس السكندري الذي ألف كتاب "مربي" والذي شرح فيه نظرية التكوين وليس التلقين، ويأتي "أورجينوس" الأول في طريقة تفسير الكتاب المقدس والذي تأثر به علماء المسلمين في طريقة تفسير القرآن أيضا منهم " ابن عربي"، وكانت الأديرة بمثابة المخزن الذي حافظ على التراث المصري، وأطرف ما صممه الأقباط هو فانوس رمضان والذي انتشر في العهد الفاطمي، وجاءت فكرته عن طريق تفريغ اليوسفي وقطع القشر نصفين ومن ثم وضع قطنة بها زيت لإشعال الأضواء، ولقد أهدته أسرة قبطية لأسرة مسلمة ومنها انتشر وكثرت طريقة صناعاته من الحديد والنحاس وغيرها.

*كيف نقيم ثقافة مجتمعية في مصر ؟
بدلا من تقديم مسلسل كسرايا عابدين نعكس الصورة الجيدة لمصر والشكل الحقيقي الجميل، حيث يمكن أن يقدم المنتجون المسلسلات السياحية من خلال الدراما عن طريق تصوير الأماكن السياحية في مصر، حيث أن مصر تمتلك أماكن رائعة غاية في الجمال والرقي، وأتساءل لماذا يقوم المنتجون بتشويه صورة مصر هل تقوم أي جهة بتمويلهم لإحداث هذا التشويه، أم المزاج المصري أصبح يريد مشاهدة العشوائيات، هناك خطوات أساسية يجب اتباعها لإنشاء ثقافة مجتمعية منها استخدام الإعلام والصحافة في تقديم المسلسلات السياحية التي تعكس المزارات السياحية المتواجدة في سيوة ومرسي مطروح وحلايب وشلاتين.

والخطوة الثانية تقع على عاتق المجتمع المدني لأن الحكومة في الفترة الحالية مثقلة، فالآن يأتي دور الجمعيات الخيرية التي تنزل إلى أرض الواقع والمجتمع وتعمل على توعية الجماهير والتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني ضرورة أساسية للارتقاء بالمجتمع.
فمثلا لن يتم تطوير العشوائيات دون تثقيفهم وتوعيتهم وتوجيههم من خلال المجتمع، لأن العشوائيات ظهرت بفكر الناس وليس فكر الحكومة.

*ما هي المشاكل التي تواجه حركة الترجمة ؟
إصدارات وزارة الثقافة والمركز القومي للترجمة اهتزت نتيجة قلة التمويل، ولكنها في مجملها جيدة، ولكن يجب تسليط الضوء الإعلامي عليها، لأن الترجمة من أهم روافد المعرفة العلمية للمجتمعات للتعرف على آخر ما وصل إليه الغرب.

*ما هي أسباب الطائفية في مصر وكيفية القضاء عليها ؟
نحتاج في مصر إلى ثورة لتجديد الفكر الديني، ويجب إنهاء توكيلات الله للبشر، لأنه يؤدي في النهاية إلى أن كل فرد يهيأ له أنه يدافع عن الله ولكنها تكون طريقة خاطئة، فعلينا الآن القيام بثورة لتجديد الفكر الديني، والعمل على قبول الآخر لأن الاختلاف أساس الحياة، بجانب ضرورة تنقية كتب التاريخ والدين من الأفكار الغريبة الدخيلة على أفكار المجتمع المصري.

*ما هو السيناريو المتوقع للفترة القادمة من وجهة نظرك ؟
الحكومة الحالية توجه نظرها نحو الاقتصاد، لذلك على المجتمع المدني، والإعلام والصحافة والميديا الاهتمام بالمنظومة الثقافية، حيث يجب وضع خطة لنشر الثقافة المجتمعية، فيمكن تخصيص يوم دراسي للتراث في المدارس المصرية، بجانب النزول وتوعية الأفراد في المجتمع، بالإضافة إلى تجديد الفكر الثقافي في مصر.
الجريدة الرسمية